قوات الدعم السريع: سيطرنا على مقر الجيش السوداني في الفاشر
من خالد عبد العزيز ونفيسة الطاهر
القاهرة (رويترز) – قالت قوات الدعم السريع في السودان يوم الأحد إنها سيطرت على مقر قيادة الجيش في الفاشر، وهي آخر مدينة يحتفظ الجيش بالسيطرة عليها في إقليم دارفور بغرب البلاد.
وأظهر مقطع مصور نشرته قوات الدعم السريع بعض أفرادها يهتفون أمام لافتة لقيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش. وتمكنت رويترز من التحقق من الموقع لكنها لم تتمكن من تحديد تاريخ المقطع. ولم يصدر الجيش بيانا بعد حول الوضع الحالي.
وستكون السيطرة على الفاشر، وهي عاصمة ولاية شمال دارفور، انتصارا سياسيا مهما لقوات الدعم السريع وقد تُعجّل بتقسيم البلاد عبر تمكين القوة شبه العسكرية من تعزيز سيطرتها على إقليم دارفور مترامي الأطراف، الذي اتخذته قاعدة لحكومة موازية شكلتها في صيف هذا العام.
* قوات الدعم السريع تحاصر الفاشر 18 شهرا
لطالما حذّر بعض النشطاء من أن سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر سيؤجج أيضا هجمات عرقية، كما حدث عند السيطرة على مخيم زمزم جنوبا.
وحاصرت قوات الدعم السريع شبه العسكرية المدينة على مدار الثمانية عشر شهرا الماضية، حيث تخوض قتالا ضد الجيش وحلفاء له من المتمردين السابقين والمقاتلين المحليين. واستهدفت قوات الدعم السريع أيضا المدنيين بهجمات متكررة بالطائرات المسيرة والمدفعية، بينما أدى الحصار إلى انتشار المجاعة في أنحاء المدينة التي لا يزال يقطنها 250 ألف نسمة.
ولم تتمكن رويترز من التواصل مع سكان في الفاشر يعتمدون على محطات ستارلينك للوصول إلى الإنترنت في ظل انقطاع الاتصالات منذ فترة طويلة.
* الأمم المتحدة: قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية
قالت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي إنها تسهّل خروج المدنيين والمقاتلين المستسلمين من المدينة، لكن أولئك الذين غادروا الفاشر أبلغوا عن عمليات سطو واعتداءات جنسية وقتل على يد جنود قوات الدعم السريع على الطريق.
وقالت بعثة من الأمم المتحدة الشهر الماضي إن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصار الفاشر. كما جرى اتهام الجيش بارتكاب فظائع.
وقالت المقاومة الشعبية السودانية، وهي جماعة مسلحة محلية متحالفة مع الجيش، إنها تواصل قتال قوات الدعم السريع وإن الاستيلاء على قاعدة الجيش لا يعني السيطرة على المدينة.
* نزوح وجوع
اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان 2023 عندما اختلف الطرفان اللذان كانا يتقاسمان السلطة سابقا حول خطط دمج قواتهما خلال فترة الانتقال إلى الديمقراطية.
وأدى القتال إلى نزوح الملايين ومعاناة نحو نصف سكان السودان من مستويات مختلفة من الجوع وانتشار الأمراض في أنحاء البلاد.
وعقدت الولايات المتحدة مطلع هذا الأسبوع اجتماعا مع مسؤولين إماراتيين ومصريين وسعوديين لمناقشة خطة سلام محتملة.
وقالت وزارة الخارجية السودانية إن مسؤولين زاروا واشنطن لإجراء محادثات ثنائية غير أن مجلس السيادة الذي يقوده الجيش نفى صحة تقارير أفادت بعقد ممثلي الجيش وقوات الدعم السريع محادثات غير مباشرة.
(شارك في التغطية الصحفية آرون مكنيكولاس ومنة علاء الدين – إعداد أميرة زهران ومحمد علي فرج للنشرة العربية – تحرير رحاب علاء)