The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

كيف انتزع دونالد ترامب اتفاق غزة

afp_tickers

في مشهد أشبه بلقطة من فيلم سينمائي، قاطع وزير الخارجية الأميركي لقاء تلفزيونيا للرئيس دونالد ترامب وسلمه قصاصة ورقية وهمس في أذنه أن الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس بات وشيكا.

عقب ذلك، كتب ترامب على موقعه “تروث سوشال” العبارة الواردة في الإنجيل على لسان المسيح “طوبى لصانعي السلام” معلنا التوصل إلى اتفاق.

لكن جهودا كبيرة كانت تُبذل وراء كواليس هذا المشهد الذي جرى أمام صحافيين من بينهم مراسلون لوكالة فرانس برس.

– ضغوط على نتانياهو –

في مسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، وهو ما يبدو مستبعدا، لم يمنح ترامب حليفته إسرائيل كل ما تتمناه.

حين استقبل بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض في التاسع والعشرين من أيلول/سبتمبر، أعلن خطته المتضمنة عشرين بندا، وبدا داعما له بالكامل، مؤكدا أن إسرائيل ستحصل على كامل الدعم للقضاء على حماس، في حال رفضت الحركة الخطة.

لكنه في المقابل، مارس ضغوطا على المستوى الخاص على نتانياهو، بدءا من الخطة نفسها التي قدمها له بعد مباحثات معمقة مع قادة دول عربية وإسلامية في الأمم المتحدة.

وحين وُضعت الخطة أمام نتانياهو، وجد فيها نقاطا يعتبرها غير مقبولة، ولا سيما إنشاء دولة فلسطينية.

– الموقف العربي الموحد –

وأعرب ترامب أيضا عن استيائه من الهجوم الإسرائيلي على قطر، حليفة الولايات المتحدة، في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات في مرحلة حاسمة.

واستفاد ترامب من الموقف العربي الموحد المندد بالهجوم على قطر لدفع العرب جميعا للقبول بخطته، ثم أخذ نتانياهو على حين غرة، وجعله يتصل بأمير قطر ويعتذر منه.

بعد ذلك، وقّع ترامب على مرسوم تنفيذي تتعهد فيه الولايات المتحدة تقديم ضمانات أمنية لقطر. وهو تغيّر يشير إلى العلاقات المتينة التي نسجها مع عدد من الدول العربية أثناء ولايتيه الرئاسيتين.

– الاستفادة من موقف حماس –

في الوقت نفسه، كثّف ترامب ضغوطه على حماس، وهددها بفتح “أبواب الجحيم” إن لم توافق على خطته بحلول الخامس من تشرين الأول/أكتوبر.

وصاغت حماس ردها بحنكة، مركزة تحديدا على التزام ترامب بإطلاق سراح كل الرهائن الإسرائيليين المُحتجزين في غزة.

والتقى ترامب مرات عدة أقارب للرهائن في البيت الأبيض.

وحتى الآن، يُنظر إلى الإعلان عن اقتراب الإفراج عن الرهائن على أنه انتصار لترامب الذي قال “أظن أن الرهائن سيعودون الاثنين”، بما في ذلك جثامين من قضوا منهم.

ونشر ترامب رسالة مصورة حول الاتفاق، ونشر أيضاً بيان حركة حماس على حسابه، وهو أمر لم يسبق أن فعل رئيس أميركي مثله، علما أن واشطن تعتبر حماس منظمة إرهابية.

ولم تتضمن رسالة ترامب أي شيء يشير إلى أن حماس لم توافق كليا على خطته، في ما يوحي بأن نقاشها سيقتصر فقط على التفاصيل.

لكن الأهمية تكمن في دفع إسرائيل وحماس والوسطاء إلى التوصل لاتفاق سريع.

وكشف ترامب لموقع أكسيوس عن مضمون حديثه مع نتايناهو: “قلت له: +هذه فرصتك للانتصار+ وكان موافقا على ذلك، وعليه أن يوافق على ذلك، ليس لديه خيار. معي، عليك أن توافق”.

دك/خلص/غ ر

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية