رئيس لبنان وحزب الله منقسمان بشأن توسيع المحادثات مع إسرائيل
بيروت 5 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – دافع الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم الجمعة عن قراره توسيع مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل باعتباره سبيلا لتجنب مزيد من العنف، لكن زعيم جماعة حزب الله وصف القرار بأنه “سقطة إضافية”، مما يكشف عن انقسامات في لحظة فاصلة تمر بها البلاد.
وأرسلت إسرائيل ولبنان يوم الأربعاء مبعوثين مدنيين إلى لجنة عسكرية تراقب وقف إطلاق النار، في خطوة باتجاه تنفيذ مطلب تطرحه الولايات المتحدة منذ شهور بتوسيع نطاق المحادثات بين البلدين بما يتماشى مع أجندة الرئيس دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
وأكد عون لوفد زائر من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن لبنان “اعتمد خيار المفاوضات مع إسرائيل” وأنه لا تراجع عن ذلك.
وقال عون في بيان اليوم الجمعة “هذه المفاوضات تهدف أساسا إلى وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل على الأراضي اللبنانية واستعادة الأسرى وبرمجة الانسحاب من المناطق المحتلة وتصحيح النقاط المختلف عليها عند الخط الأزرق”، الذي رسمته الأمم المتحدة للفصل بين إسرائيل ولبنان.
* حزب الله يصف الخطوة بأنها “تنازل مجاني”
انتقدت جماعة حزب الله اللبنانية توسيع المحادثات مع إسرائيل.
وقال نعيم قاسم الأمين العام للحزب بعد ظهر الجمعة إن إرسال مندوب مدني إلى لجنة مراقبة وقف إطلاق النار “سقطة إضافية”، ودعا الحكومة إلى إعادة النظر في قرارها.
ومضى يقول “قدمتم تنازلا مجانيا؟ وهذا التنازل لن يغير من موقف العدو ولا من عدوانه ولا من احتلاله”.
ولبنان وإسرائيل عدوان بشكل رسمي منذ أكثر من 70 عاما، وكانت الاجتماعات بين مسؤوليهما المدنيين نادرة جدا طوال تاريخهما المضطرب.
واجتمع مسؤولون عسكريون العام الماضي في إطار لجنة برئاسة الولايات المتحدة لمراقبة هدنة عام 2024 التي أنهت قتالا بين إسرائيل وحزب الله استمر لأكثر من عام وأضعف الجماعة اللبنانية بشدة.
وواصلت إسرائيل خلال تلك الفترة غاراتها الجوية لإحباط ما تقول إنها محاولات من حزب الله لإعادة التسلح في انتهاك للهدنة.
ويقول لبنان إن هذه الغارات واحتلال إسرائيل لأراض في جنوب لبنان يعدان خرقا لوقف إطلاق النار.
وتتصاعد المخاوف في لبنان من أن توسع إسرائيل نطاق حملتها الجوية لزيادة الضغط على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله بسرعة أكبر.
ورفضت الجماعة تسليم سلاحها بالكامل، مما يثير شبح اندلاع صراع داخلي إذا حاولت الدولة مواجهتها.
(تغطية صحفية مايا الجبيلي وجنى شقير – إعداد نهى زكريا للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)