
مصادر: الهجمات الأمريكية ربما أعادت البرنامج النووي الإيراني للوراء لأشهر فقط

من جوناثان لانداي وجرام سلاتري وإدريس علي
واشنطن (رويترز) – قالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز إن تقييما مخابراتيا أمريكيا أوليا خلص إلى أن الهجمات الأمريكية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية مطلع الأسبوع أعادت برنامج طهران النووي للوراء لأشهر فقط.
وذكر اثنان من المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها ليتسنى لها مناقشة أمور سرية، أن التقرير الأولي أعدته وكالة مخابرات الدفاع، ذراع المخابرات الرئيسية لوزارة الدفاع (البنتاجون) وواحدة من 18 وكالة مخابرات أمريكية.
ويتعارض التقييم السري مع تصريحات الرئيس دونالد ترامب ومسؤولين أمريكيين كبار، منهم وزير الدفاع بيت هيجسيث. ويقول هؤلاء المسؤولون إن الهجمات التي جرت مطلع الأسبوع وشهدت استخدام مزيج من القنابل الخارقة للتحصينات والأسلحة التقليدية قضت على أساس البرنامج النووي الإيراني.
وأبلغت إدارة ترامب مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء بأن الضربات التي شنتها مطلع الأسبوع على منشآت نووية إيرانية “قلصت” البرنامج النووي الإيراني، وهو ما يخالف تأكيد ترامب السابق بأن المنشآت قد “دُمرت”.
وردا على طلب للتعليق، أشار البيت الأبيض إلى تصريح للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت لشبكة سي.إن.إن، التي كانت أول من نشر التقييم، بأن الاستنتاجات “المزعومة” “خاطئة تماما”.
وقالت “الجميع يعلمون ما الذي يحدث عندما تسقط 14 قنبلة زنة كل منها 30 ألف رطل على أهدافها بدقة: إنه تدمير كامل”.
وقال مسؤول أمريكي اطلع على التقييم إنه يتضمن عددا من التحفظات والاحتمالات، وذكر أنه من المتوقع صدور تقارير أكثر دقة في الأيام والأسابيع المقبلة.
وأوضح محللون أنه إذا كان التقييم يستند إلى صور الأقمار الصناعية، فإنه لن يكشف بالضرورة عن مدى الضرر الذي لحق بمنشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المدفونة تحت الأرض.
وقال ترامب إن الهجمات كانت ضرورية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي. وتنفي إيران سعيها لامتلاك مثل هذا السلاح، وتقول إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية.
وذكر هيجسيث يوم الأحد أن الهجمات “محت” طموحات إيران النووية، بينما قال ترامب إن المواقع النووية الإيرانية المهمة “قُضي عليها تماما وبصورة كاملة”.
ومن المتوقع أن يكون تقييم الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية في فوردو وأصفهان ونطنز مهمة صعبة، ووكالة المخابرات الدفاعية ليست الوكالة الوحيدة المكلفة بهذه المهمة. وقال أحد المصادر إن التقييم لم يكن مقبولا بشكل عام وأثار خلافا كبيرا.
وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة لا تعرف مدى الضرر حتى الآن.
ومع ذلك، أشار التقييم الأولي إلى أن الهجمات ربما لم تكن ناجحة بالقدر الذي تتحدث عنه إدارة ترامب.
وقال أحد المصادر إنه لم يتم القضاء على مخزونات اليورانيوم المخصب في إيران، وفي الواقع ربما يكون البرنامج النووي الإيراني قد تراجع شهرا أو شهرين فحسب.
ونفت وزارة الدفاع أن يكون الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني طفيفا، لكنها لم تنكر وجود تقييم وكالة مخابرات الدفاع.
وقد تتغير التقييمات العسكرية الأولية مع ظهور المزيد من المعلومات، ومن الوارد للغاية أن تتباين الآراء بين مختلف وكالات المخابرات الأمريكية.