مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“منتدى مشترك” بـدل تجميـد الإتـفاق

وزير الإقتصاد السويسري جوزيف دايس (على اليسار) مع المفاوض التجاري الأمريكي روبرت بورتمان عقب التوقيع على تأسيس المنتدى المشترك للتعاون الإقتصادي في دافوس يوم 28 يناير 2006 Keystone

سنحت أجواء المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بفتح الحوار بين برن وواشنطن حول مستقبل الاتفاقيات التجارية بينهما، ليتوصل الطرفان إلى تأسيس منتدى قد يؤدي مستقبلا إلى توقيع مذكرات تفاهم، بعدما تأكد لهما أن إبرام اتفاق متكامل الآن قد يكون صعبا.

وقد اختلفت ردود الفعل بين الدوائر الاقتصادية حول هذه الخطوة، بين مؤيد ومتحفظ ومعارض.

لم تكن هناك مناسبة أفضل من أجواء المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لبحث مستقبل اتفاق التجارة الحرة بين سويسرا والولايات المتحدة، إذ تمكن وزير الاقتصاد السويسري جوزيف دايس من عقد سلسلة هامة من اللقاءات ساعدت على دراسة بعض الأفكار التي ساهمت في التوصل إلى حل وسط.

ويقضى هذا الحل الوسط، الذي توصل إليه الطرفان مساء السبت 28 يناير 2006، إلى تأسيس منتدى سويسري أمريكي اقتصادي يتناول فيه الطرفان المشكلات العالقة بينهما، والتي تحول دون توقيع اتفاق شامل للتبادل التجاري الحر فيما بينهما، في حين يمكن التوقيع من خلال المنتدى على “مذكرة تفاهم”، كحل وسط بين الطرفين، لا يقطع حبل التواصل، ولا يفتح الباب على مصراعيه.

وقد انتقدت رابطة الشركات السويسرية (economiesuisse) هذه الخطوة بشدة. وقالت في تعليقها بأن هذا الحل لا يعكس سوى ضعف الحكومة السويسرية، في حين أن الدخول في اتفاق تجارة حرة متكامل هو الذي سيستفيد منه الاقتصاد السويسري بقوة.

بينما أعرب رئيس الرابطة توماس بلتشر في تصريح لوكالة الأنباء السويسرية عن تحفظه قائلا بأن “الخطوات الصغيرة تكون أفضل على أية حال من لا شيء”.

أما اتحاد الفلاحين السويسريين، فقد أعلن عن سعادته البالغة لتحرك الحكومة بهذا الشكل الذي يراعي مصالحهم. وقال هانزيورغ فالتر، رئيس الإتحاد، إن فكرة المنتدى ستساعد على دراسة ملفات العلاقات التجارية بين البلدين مع تفادي السلبيات قدر المستطاع، إذ أن اتفاق تجارة حرة شامل لم يكن ليتحقق بسهولة، حسبما نقلته عنه وكالة الأنباء السويسرية.

سويس انفو التقت في دافوس مع وزير الاقتصاد السويسري جوزيف دايس وأجرت معه الحوار التالي حول “المنتدى المشترك للتعاون الاقتصادي”.

سويس انفو: ماهو التقدم الذي أحرزته سويسرا في دافوس لكسر الجمود في مفاوضات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية؟

جوزيف دايس: التقينا يوم الأربعاء (الموافق 25 يناير) مع روب بورتمان المفوض التجارة الأمريكي، لتقييم العمل الكبير الذي تم إنجازه إلى اليوم. وقد تأكد لنا أن شروط الولايات المتحدة لا تساعد على إبرام اتفاق تجارة حرة معها، وهذا يعني عدم توقيع اتفاق شامل بما فيه أيضا المجال الزراعي.

فمن ناحية، لم تقبل الولايات المتحدة مطلقا بالتفاوض خارج إطار باقة متكاملة تتمسك بها في مفاوضاتها مع الدول الأخرى. ومن ناحية أخرى، ظل الوضع السويسري متمسكا بضرورة إيجاد المجالات التي يمكن التعاون فيها والعمل من أجل تحقيق ذلك التعاون.

ثم انتهينا في جلسة يوم الأربعاء إلى مواصلة محادثاتنا، وهو ما قمنا به فيما بعد إلى أن توصلنا إلى إعلان مشترك لإنشاء منتدى تعاون اقتصادي في مجالات تجارة السلع والخدمات والاستثمارات.

سويس انفو: كيف سيعمل مثل هذا المنتدى بشكل عملي؟

جوزيف دايس: سيكون دور هذا المنتدى هو تحفيز الجانبين على تحديد المجالات ذات الأهمية المشتركة، التي يمكننا التفاوض فيها. وذلك بهدف واضح وهو أن نتوصل إلى تفاهمات أو حتى إبرام اتفاقيات ثنائية.

سويس انفو: من توصل إلى فكرة إنشاء هذا المنتدى؟

جوزيف دايس: الفكرة جاءت بشكل غير مباشر من الجانبين، ولكنه في واقع الأمر كان بحاجة إلى ضمان أمريكي لنتمكن من فتح باب المفاوضات مجددا.

هذا المنتدى يساوي تقريبا ما يمكن أن نقول عليه في سويسرا اتفاق تجاري حر، ولكن لم يكن من الممكن بالنسبة للأمريكيين استخدام هذا التعبير، ولذلك اخترنا المصطلح الذي يتناسب مع الإدارة الأمريكية.

سويس انفو: من الملاحظ أن الأمريكيين تفاعلوا جيدا مع ملف التبادل التجاري مع سويسرا، ما هو تفسيركم لذلك؟

جوزيف دايس: هذا صحيح، لقد كانت لحظة الحقيقة في يوم الأربعاء، وبالنسبة لي كان مهما أن أعرف إن كانوا (الأمريكيون) بالفعل مهتمين بالدخول معنا في علاقات وطيدة.

واليوم يمكننا أن نقول بأنهم فعلا مهتمون، لأسباب اقتصادية بحتة، وهذا يعني بأن سويسرا شريك تجاري هام بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

وأريد أن أؤكد على أنني تمكنت مع روب بورتمان من بناء علاقات على درجة عالية من الاحتراف مبنية على أسس من الثقة والصداقة.

فلدى روب بورتمان جذور سويسرية، وربما يبرر هذا سبب تعاطفه مع بلادنا.

سويس انفو: أين هي الفرص التي يمكن من خلالها أن توقع سويسرا الآن على اتفاق تجاري حر طبقا للأصول الواجبة مع الولايات المتحدة الأمريكية؟

جوزيف دايس: دعنا نعمل. فمن الصعب أن نضع توقعات، فلنكن سعداء بتجاوزنا بعد لمرحلة (ايجاد الحل الوسط).

بيير فرنسوا بيسون – سويس انفو – دافوس

(نقله إلى العربية تامر أبوالعينين)

في عام 2004، بلغت قيمة الصادرات السويسرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 14.2 مليار فرنك، ووارداتها من المصانع الأمريكية فاستقرت في 5.7 مليار فرنك.
تمثل السوق الأمريكية ثان أهم سوق للصادرات السويسرية بعد ألمانيا.

تمكنت سويسرا من الاتفاق مع الولايات المتحدة على تأسيس “المنتدى المشترك للتعاون الاقتصادي” كحل وسط لدراسة إمكانية تعزيز المبادلات التجارية بين الطرفين، بشكل يسمح بالحد من السلبيات بشكل كبير.
تم توقيع الاتفاق في 28 يناير 2006 على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي.
أعرب اتحاد الفلاحين السويسريين عن سعادته بالإتفاق، بينما انتقدته رابطة الشركات السويسرية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية