The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

نظرة فاحصة-هل يعني اتفاق غزة أن الحرب انتهت؟

reuters_tickers

من ديفيد برونستروم وستيف هولاند

واشنطن (رويترز) – قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الاتفاق الذي توصلت إليه إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يمثل الخطوة الأولى باتجاه “سلام قوي وصامد ودائم” ينهي حرب غزة المستمرة منذ عامين.

ولكن الاتفاق الذي جرى توقيعه بعد محادثات غير مباشرة في مدينة شرم الشيخ المصرية ليس سوى مرحلة أولية تشمل وقفا لإطلاق النار وتسليم الرهائن المحتجزين في غزة مقابل سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل وانسحابا جزئيا لإسرائيل من القطاع.

وكانت مدينة شرم الشيخ وجهة مفضلة لاستضافة مؤتمرات السلام في الشرق الأوسط على مدى العقود الماضية لكن بعضها لم يتكلل بالنجاح.

وأرجأ المفاوضون التطرق لعقبات كثيرة تتعلق بقضايا شائكة كانت سببا في تعثر مبادرات سابقة، مثل الانسحاب الإسرائيلي الكامل ونزع سلاح حماس ومن سيضمن عدم استئناف الحرب بعد هذه المرحلة وكيف يكون ذلك.

* هل سكتت البنادق؟

ليس بعد. فرغم مطالبة ترامب بوقف القصف الإسرائيلي بعدما أشارت حماس يوم الجمعة إلى موافقتها جزئيا على خطته المكونة من 20 نقطة، لم تتوقف الغارات الجوية والقصف. وقُتل عشرات الفلسطينيين، وخاصة بمدينة غزة وفي محيطها.

لكن القصف أصبح متقطعا أكثر منذ إعلان ترامب التوصل إلى اتفاق يوم الأربعاء، مما أثار احتفالات في إسرائيل حيث تجمعت عائلات الرهائن في ما يسمى بساحة الرهائن في تل أبيب، وفي غزة حيث تجمع الناس وسط الأنقاض حتى مع سماع دوي انفجارات.

* كيف يختلف هذا الاتفاق عن الاتفاقات التي انهارت؟

رغم أنه اتفاق مرحلي، هناك فرق ملحوظ بينه وبين اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة وهو عدم وجود موعد نهائي للتوصل إلى اتفاق كامل. فهو لا يحدد مهلة لبضعة أسابيع يمكن بعدها استئناف الأعمال القتالية في حالة تعثر المحادثات.

ولا يزال الجدل محتدما حول ما إذا كان ذلك سيجعل هذا الاتفاق أكثر استدامة إذ يوجد في صفوف الحكومة الائتلافية اليمينية بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من يتحدثون بالفعل عن استمرار الحرب. ودعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو معارض شرس لتقديم أي تنازلات للفلسطينيين، إلى القضاء على حماس بعد إعادة الرهائن.

لكن ترامب أبدى هذه المرة، بصراحة أكبر، تصميمه على الضغط على الجانبين، مما يقلل من فرص استئناف الهجوم الإسرائيلي أو التأجيل من جانب حماس، حتى ولو كانت التجارب السابقة تحذر من الإفراط في التفاؤل.

وأعلن ترامب، وهو يقف بجانب نتنياهو في واشنطن الأسبوع الماضي، خطته التي بدت وكأنها عرض لحماس بقبولها بالكامل أو رفضها بالكامل. ومع ذلك، لم توافق حماس على كل نقاطها. وطالب ترامب إسرائيل بوقف القصف على الفور. ومع مرور أيام على محادثات شرم الشيخ، حذر حماس من أن “جحيما لم يشهده أحد من قبل سيندلع” إذا لم توافق على الخطة.

وبتأكيد ترامب على سلطته، ربما يكون قد قطع شوطا في الإجابة على السؤال المحوري وهو من سيضمن عدم انهيار هذا الاتفاق أمام العقبة التالية؟

* ماذا سيحدث بعد ذلك ومتى؟

لم تقدم خطة ترامب جدولا زمنيا واضحا ومحددا.

وقال مكتب نتنياهو إن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ بمجرد التصديق على الاتفاق من قبل حكومته، التي ستنعقد بعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني يوم الخميس.

وقالت متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية إن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ خلال 24 ساعة من عقد اجتماع مجلس الوزراء. وأضافت أنه بعد تلك الفترة، سيُطلق سراح الرهائن المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة.

وقال مصدر مطلع في وقت سابق إن القوات الإسرائيلية ستبدأ الانسحاب خلال 24 ساعة من توقيع الاتفاق.

ومن المتوقع بدء تدفق المساعدات الإنسانية للفلسطينيين بعد ذلك.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى إتاحة الوصول الكامل للعاملين في المجال الإنساني في غزة، وقال إن المنظمة الدولية مستعدة للمساعدة و”مستعدة للتحرك الآن”.

وتدعو خطة ترامب أيضا إلى تشكيل قوة دولية لتثبيت الاستقرار، والتي قد تبدأ ملامحها في التبلور عندما يجتمع وزراء أوروبيون ومسؤولون كبار من دول عربية يوم الخميس في باريس حيث سيناقشون أيضا قضايا، مثل مستقبل إدارة غزة وإعادة إعمارها والمساعدات ونزع سلاح حماس.

وقال مكتب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج إنه من المتوقع أن يزور ترامب القدس يوم الأحد.

* ما هي الحسابات السياسية المحتملة لحماس وإسرائيل؟

أبدت إسرائيل وحماس استعدادا لإظهار رد إيجابي على الضغوط التي بذلها ترامب وآخرون، لكنهما تواجهان حساباتهما السياسية الخاصة.

فبالنسبة لنتنياهو، ربما تكون موافقته على الخطة مبنية على حساباته إذ تمكنه من عدم إغضاب الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الأهم، وكسب تأييد الرأي العام الإسرائيلي المتلهف لإنهاء الحرب مع تقديم أقل قدر ممكن من التنازلات لتجنب إغضاب شركائه في الائتلاف القومي الديني. فخطة النقاط العشرين، على سبيل المثال، تقدم مسارا ممكنا، وإن كان مشروطا إلى حد كبير، لإقامة دولة فلسطينية على الرغم من أن نتنياهو قال إن ذلك لن يحدث أبدا.

وتخلت حماس عن معارضتها لأي خطة جزئية بسبب خطر استئناف الحرب بعد تسليم الرهائن. ووافقت على اتفاق يدعو إلى نزع السلاح، وهو ما رفضته مرارا.

ولم يكن أمام حماس أي خيار، تحت ضغط دول عربية وتركيا وترامب، سوى قبول الخطة. لكنها ربما قدرت أن تصميم ترامب على إنهاء الحرب هو أفضل ضمانة على عدم استئنافها في الوقت الحالي. ورغم جلوسها إلى طاولة المفاوضات في شرم الشيخ لتشكيل مستقبل الفلسطينيين، فإن الاتفاق يسعى إلى تهميشها.

(إعداد نهى زكريا وأحمد هشام للنشرة العربية – تحرير محمد عطية)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية