The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

هروب مراهقين جزائريين إلى إسبانيا في مركب يعيد ملف الهجرة إلى الواجهة

afp_tickers

أثارت لقطات مصورة انتشرت بشكل واسع على تطبيق تيك توك لسبعة مراهقين جزائريين مبتهجين بعدما وصلوا على متن قارب بطريقة غير نظامية إلى إسبانيا، نقاشا حول هجرة الشباب من بلد نصف سكانه دون سن الثلاثين. 

وتظهر اللقطات التي نشرت في مطلع أيلول/سبتمبر على تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير، مراهقين في البحر على متن قارب صغير حتى وصولهم الى شاطئ بجزيرة إيبيزا بعدما اجتازوا مسافة 300 كيلومتر في تسع ساعات كما قالوا. وشوهد أحد المقاطع 3,4 ملايين مرة.

وأظهر آخر أحد “الحراقة” (مهاجر سرّي) المراهقين، وأصغرهم يبلغ 14 عاما على ما قيل، يربت على محرك القارب فيما يصيح قائد الزورق الذي يبدو أكبرهم سنا “هذه إسبانيا!”.

وأثارت هذه اللقطات ردود فعل حادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فبينما ندّد البعض بمشاكل “البطالة والفساد” التي تدفع الشباب الى الهروب، حمل البعض الآخر على أولياء المراهقين للسماح بالرحلة.

وفي وقت لاحق، تحدث أحد المراهقين الثلاثة الذي عرّف عن نفسه على تيك توك باسم “أُويس بلكيف”، في بث مباشر عبر التطبيق من مركز المهاجرين القُصّر في إسبانيا للإجابة على أسئلة متابعيه حول رحلتهم. 

ونصح المراهق باستخدام تطبيق “نافيونيكس بوتينغ” مؤكدا أنه بالإمكان استعماله من دون خدمة الانترنت إذا تم تحميل الخرائط. وأكد “يعمل التطبيق على نظامي آي فون وأندرويد”.

وروى كيف “سرقوا القارب ليلا وانطلقوا” من شاطئ مدينة تمنفوست (لابيروز سابقا) الساحلية الواقعة على الطرف الشرقي لخليج الجزائر.

وكشف أنهم قاموا بتخزين الوقود قبل أيام عن طريق ملء خزان دراجة نارية يملكها صديق من محطة وقود ومن ثم تفريغه في دلاء تحضيرا للرحلة.

– مركب مسروق أو مستأجر؟ –

وقال “تساءل البعض عما كنا نفعله، لكننا لم نقل شيئا”.

لكنّ عاملا في منظمة إسبانية غير حكومية لإنقاذ المهاجرين أكد لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته أن خططهم لم تكن سرية.

وأضاف أن أولياءهم تواصلوا معه مسبقا في حال اختفى المراهقون، مشيرا إلى أن ادعاءات سرقة القارب كانت “قصة ملفقة” مؤكدا أن “القارب استأجره والد أحد الفتيان”.

ورفض كل أولياء المراهقين الذين حاولت وكالة فرانس برس التواصل معهم الإدلاء بشهادتهم كما رفض أستاذ يُزعم أنه درّس ثلاثة من هؤلاء الشباب أيضا التعليق.

وقال أحد سكان تمنفوست طالبا عدم ذكر اسمه، إنه يعرف أصغر الفتيان، الذي يُلقب “لوبتي” (الصغير)، مؤكدا أنه كان يطمح ليكون لاعب كرة قدم في صفوف الفريق البلدي.

وأضاف أنه بعدما حاول الصبي الانضمام إلى أكاديمية نادي بارادو (الدرجة الأولى في البطولة) وتم رفضه، “ظن أنه ستكون لديه فرصة أفضل للعب بشكل احترافي في إسبانيا”.

ونادرا ما تصدر السلطات الجزائرية بيانات حول الهجرة غير النظامية.

لكن مجلة “الجيش” التابعة لوزارة الدفاع الجزائرية علقت على القضية بقولها “حاولت بعض وسائل الإعلام المعادية استغلال واقعة هجرة سبعة أطفال قصر سرا لتقديم صورة مغلوطة عن الجزائر (..)، من خلال حملات تضليلية تستهدف تشويه سمعة بلادنا والطعن في جهود الدولة أمام الرأي العام الوطني والخارجي”.

وشددت على أن الحدث “عمل معزول (..) لا يعبر عن الواقع الجزائري” وأن “العديد من الدول تعرف مستويات أكبر من الهجرة غير الشرعية”.

لكن، وكالة حماية الحدود الأوروبية “فرونتكس” تفيد بأن الهجرة غير النظامية عبر غرب البحر الأبيض المتوسط من شمال إفريقيا باتجاه اسبانيا ارتفعت بنسبة 22% مقارنة بالعام السابق، مشيرة إلى أن عمليات المغادرة من الجزائر تشكل أكثر من 90% من أصل 11791 عملية عبور تم رصدها على هذه الطرق منذ بداية العام. 

وأضاف مجلة “الجيش” أن “الضجة الإعلامية لبعض الأبواق الناعقة” هدفها المساس بالجزائر رغم أن “مشاريع كبرى (…) انعكست ايجابا على الوضع الاقتصادي وساهمت في خلق آلاف الوظائف للشباب”.

– “ظاهرة معقدة” –

ودوافع مغادرة الجزائر، ثالث أكبر اقتصاد في إفريقيا والغنية بالموارد الطبيعية والبالغ عدد سكانها 47 مليون نسمة، لا تقتصر على المشاكل الاقتصادية.

وقالت الباحثة في شؤون الهجرة الأوروبية بجامعة آلبورغ في كوبنهاغن، أحلام شملالي “إنها ظاهرة معقدة مدفوعة بعوامل متعددة مثل قلة الفرص، المظالم السياسية، وقيود التنقل” مع فرض تأشيرات نحو كل الدول الأوروبية.

وتابعت “هناك إحباطات في كل أنحاء المغرب العربي بسبب الجمود السياسي وخيبة الأمل، خصوصا بعد الربيع العربي. يشعر الناس أن التغير الموعود لم يتحقق أبدا”.

وأضافت الباحثة أن “الهجرة يمكن أن تكون ببساطة من أجل كسب الاستقلالية… الشباب يريدون حياة جديدة، فهم يبحثون أحيانا عن التحدي والهروب والمغامرة”.

أما الباحث في علم الاجتماع الجزائري ناصر جابي فرأى أن عاملا آخر يدخل في ظاهرة الهجرة المبكرة هو أن “الشباب الآن يرون الحدود بمنظور مختلف: فهم أكثر عولمة من الأجيال السابقة” بفعل شبكات التواصل الاجتماعي.

وتحدث جابي عن الإحباطات السياسية بعد قمع احتجاجات الحراك السلمي في الجزائر في العام 2019، ومطالبة البعض بـ”مزيد من الحرية الاجتماعية” في بلد محافظ.

كذلك، أشار إلى أن الهجرة لا تقتصر على الشباب فمن بين المهاجرين الذين يعبرون المتوسط إلى اوروبا “موظفون حكوميون وعائلات كاملة، وفتيات وحيدات”.

بو-بور/ع د/غ ر/الح

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية