
وفد أميركي ينضم إلى المفاوضات في مصر لإنهاء الحرب في غزة

انضم وفد أميركي إلى المفاوضات الجارية في مصر لوضع آلية تطبيقية لإنهاء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، فيما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن ما وصله عن المحادثات “كان مشجعا جدا”.
وبدأت الحركة الفلسطينية والدولة العبرية مباحثات الاثنين في مدينة شرم الشيخ المصرية عقب موافقة حماس على الافراج عن الرهائن لقاء إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في إطار خطة من 20 بندا طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة التي دخلت عامها الثالث.
ووصل إلى مصر موفدان أميركيان للمشاركة في المفاضات. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة الأربعاء إنهما يحملان “إرادة قوية ورسالة قوية وتكليفا قويا من الرئيس ترامب بإنهاء الحرب خلال جولة المفاوضات الحالية”.
وقال السيسي “ما وصلني (عن سير المحادثات) كان مشجعا جدا”.
ودعا نظيره الأميركي للحضور إلى مصر في حال إبرام الاتفاق، مضيفا “رسالتي للرئيس ترامب: استمر في دعمك، استمر في إرادتك من أجل إنهاء الحرب”.
ومن المقرر أن تشارك حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في المحادثات اعتبارا من مساء الأربعاء، بحسب ما قال مصدر في الحركة لوكالة فرانس برس.
أتى ذلك عقب إعلان قيادي في حماس عن أجواء من “التفاؤل” في اليوم الثالث من المحادثات.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس طاهر النونو لفرانس برس “تركزت المفاوضات حول آليات تنفيذ إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع وتبادل الأسرى”.
وأكد أن وفد الحركة أظهر “الإيجابية والمسؤولية اللازمة” وأن “الوسطاء يبذلون جهودا كبيرة لإزالة أي عقبات أمام خطوات تطبيق وقف إطلاق النار، وروح من التفاؤل تسري بين الجميع”.
ومن المقرر أن ينضم إلى المباحثات رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وصهر ترامب جاريد كوشنر ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ورئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم كالين.
إلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن ترامب طلب منه “إقناع” حماس بالموافقة على خطته.
أضاف بحسب بيان للرئاسة التركية “ردت حماس بإبلاغنا أنها مستعدة للسلام والمفاوضات… لم تتخذ موقفا معارضا. أعتبر ذلك خطوة قيّمة للغاية”.
وكان ترامب تحدث الثلاثاء عن “فرصة حقيقية” للتوصل الى اتفاق ينهي الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقال لصحافيين في المكتب البيضوي “هناك فرصة حقيقية لنقوم بأمر ما”، مضيفا “أعتقد أن هناك احتمالا لإرساء السلام في الشرق الاوسط”.
وشدد على أن واشنطن ستقوم بكل ما في وسعها للتأكد من التزام كل الاطراف الاتفاق في حال إبرامه.
وشددت حماس على وجوب توفير ضمانات بأن يؤدي أي اتفاق إلى وضع حدّ نهائي للحرب التي تسببت بدمار هائل وأزمة انسانية كارثية.
وقال كبير مفاوضي الحركة خليل الحية الذي نجا في أيلول/سبتمبر من محاولة اغتيال بضربات جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة القطرية، إن حماس “تريد ضمانات من الرئيس ترامب والدول الراعية لتنتهي الحرب إلى الأبد”.
وقال الحية لقناة “القاهرة الاخبارية” القريبة من السلطات المصرية إن “الاحتلال الاسرائيلي جربناه، لا نضمنه ولا للحظة”.
– “أيام مصيرية” –
تنص خطة ترامب على وقف إطلاق النار وإفراج حماس عن جميع الرهائن ونزع سلاح الحركة وانسحاب القوات الإسرائيلية تدريجا من القطاع غزة.
وأكدت الحركة موافقتها على الافراج عن الرهائن وتولي هيئة من المستقلين الفلسطينيين إدارة غزة، لكنها لم تتطرق الى مسألة نزع سلاحها، وشددت على وجوب البحث في بنود الخطة المتعلقة بـ”مستقبل القطاع”.
في المقابل، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن دعمه للخطة، مؤكدا أنها تحقق أهداف إسرائيل من الحرب.
وقال “نعيش أياما مصيرية وحاسمة، وسنواصل العمل لتحقيق جميع أهداف الحرب: إعادة جميع المخطوفين، والقضاء على حكم حماس، وضمان ألا يشكّل قطاع غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى”.
– اعتراض أسطول مساعدات –
تتصاعد الضغوط الدولية بشكل كبير من أجل إنهاء الحرب في وقت تواصل إسرائيل حملتها العسكرية في غزة بدون هوادة، ما حول القطاع إلى أكوام من الأنقاض فضلا عن مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين، والتسبب بأزمة انسانية كارثية بلغت حد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في الشمال خصوصا.
وتشهد العديد من المدن عبر العالم في الأيام الأخيرة، تحركات حاشدة مطالبة بإنهاء الحرب، زادت وتيرتها عقب اعتراض إسرائيل الأسبوع الماضي أسطول مساعدات انسانية كان متجها إلى القطاع بهدف “كسر الحصار” الإسرائيلي المفروض عليه.
والأربعاء، اعترض الجيش الإسرائيلي في عرض البحر قوارب تابعة لأسطول مساعدات دولي جديد، وفق ما أعلنت الدولة العبرية وائتلاف “أسطول الصمود العالمي” الذي ينسّق هذه المبادرة.
– بن غفير “يقتحم” الأقصى –
تزامنا، دخل وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير مجددا إلى باحة المسجد الأقصى الأربعاء، وفق ما أفاد متحدث باسمه.
ونددت حماس بـ”خطوة استفزازية متعمدة”، معتبرة أن “اقتحام” باحات المسجد الأقصى يعكس “العقلية الفاشية التي تحكم حكومة الاحتلال وتتعمد المسَّ بحرمة الأقصى ومشاعر المسلمين في العالم”.
وأسفر هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل، عن مقتل 1219 شخصا معظمهم من المدنيين، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كذلك، خطف المهاجمون 251 شخصا اقتادوهم إلى القطاع حيث لا يزال 47 منهم محتجزين، من بينهم 25 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية عن مقتل ما لا يقلّ عن 67183 فلسطينيا في غزة، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
بور/كام-دص/خلص/غ ر