مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“الـروح الجـديـدة” لـدافـوس

اختتم مؤسس ورئيس المنتدى الإقتصادي العالمي كلاوس شفاب أعمال الدورة 35 مساء الأحد 30 يناير Keystone Archive

تميزت الدورة 35 لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي بعدم حصر النقاش داخل الإطار الاقتصادي، إذ تناول بشكل غير مسبوق التحديات السياسية والاجتماعية العالمية.

المنتدى دعا إلى “التضامن العالمي” لمواجهة هذه التحديات، لكن زعماء الاقتصاد الدولي شددوا في المقابل على أن مسؤولية اتخاذ إجراءات ملموسة تقع على عاتق السياسيين بالدرجة الأولى.

سمحت الجلسة الختامية للدورة 35 للمنتدى الاقتصادي العالمي التي انعقدت تحت شعار” ما يجب فعله في 2005″، بتسليط الأضواء على المحاور الرئيسية التي تناولها المنتدى خلال خمسة أيام في منتجع دافوس بكانتون “غراوبوندن” شرقي سويسرا.

وقد ذكـَّر غيد ديفيس، مدير إدارة مركز الآفاق الاستراتيجية للمنتدى، بالمحاور الخمسة التي ركز عليها المشاركون والتي تستدعي حسبهم القيام بتحركات ملموسة خلال عام 2005، وهي: محاربة الفقر، تحقيق عولمة تتسم بمزيد من العدالة، سبل مواجهة التغييرات المناخية، ضمان التعليم الأساسي لجميع سكان العالم، وتحسين أسلوب إدارة الحكومات الدولية.

من جهته، شدد مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شفاب على “ضرورة التزام العالم من أجل تحمل مسؤولية أكبر على المستوى الفردي والعالمي”. وقال في هذا السياق: “لقد أظهرت مساعدة ضحايا تسونامي بأننا قادرون على ذلك، لكن يجب علينا أيضا أن نحارب من أجل مسؤولية أكبر تجاه الأجيال القادمة”.

مُـقـترحات مُحـدَّدة

وقد شهدت دورة هذا العام عرض جملة من المقترحات المحددة مثل إنشاء صندوق يسمح بالإسراع في تقديم المساعدات المالية للدول الأكثر فقرا، وإلغاء العقبات التي تحول دون النمو الاقتصادي للدول النامية، واعتماد تكنولوجيا تحد من انبعاث الغازات المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري أو الدفيئة.

ويعكس التطرق لمثل هذه المواضيع مضمون منتدى دافوس لهذا العام الذي أراد التحلي، على حد تعبير مؤسسه كلاوس شفاب، بـ”روح تضامن عالمي جديدة”. فإلى جانب سلسلة الجلسات التي كُرست لبحث المشاكل الاقتصادية البحتة، تحدث المشاركون باستفاضة عن المساعدات التنموية لفائدة إفريقيا وعن الفقر بصفة عامة.

ويرى دانييل فازيلا، رئيس مجموعة “نوفارتيس” السويسرية الدولية لصناعة الأدوية، أن لا مجال للشك حول تطرق السياسيين ورجال الأعمال خلال دورة دافوس لهذا العام إلى “نقاط كثيرة تدافع عنها عادة المنظمات غير الحكومية”، مشيرا في المقابل إلى أن “الدور الرئيسي للاقتصاد يظل نفسه، أي الابتكار الدائم وطرح منتجات جديدة في السوق”.

وأضاف السيد فازيلا، وهو أيضا الرئيس المشارك للملتقى السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، “يجب أن نفكر دائما في الجانب الإنساني لدى إدارة أعمالنا. لكن لا يجب أن نتحدث عن ذلك أكثر من اللازم لأن كثرة الحديث قد تؤدي بنا إلى نتائج عكسية”.

الحاجة إلى إرادة سياسية حقيقية

من جانبه، أوضح رئيس الوزراء الأسترالي جون هوارد أن الفقر هو بدون منازع “أكبر مشكل يواجهه العالم، سواء على المستوى المعنوي أو السياسي”. وألقى السيد هوارد باللوم جزئيا على الدول التي تنتهج سياسة حمائية في المجال الزراعي، قائلا: “إن السياسات المتشددة للدول المتقدمة، خاصة في المجال الزراعي، هي التي تحرم الدول النامية من نظام التجارة العالمي”.

ويذكر أن منظمة التجارة العالمية كانت قد وجهت العام الماضي انتقادات لسويسرا بسبب الدعم الحكومي الذي تقدمه للمزارعين والذي يعد من الأعلى في العالم.

كما أعرب رئيس الوزراء الأسترالي عن اعتقاده أن الحل الذي يسمح برفع مستوى معيشة الجميع يظل تحرير التجارة العالمية وتحسين قواعد الحكم في الدول النامية.

من ناحيته، رحب الأمين العام والمدير التنفيذي لمنظمة “التحالف العالمي لمشاركة المواطنين” غير الحكومية بتركيز منتدى دافوس على الفقر في دورة هذا العام. في المقابل، شدد السيد كومي نايدو على أن المقترحات الجميلة لدافوس تحتاج إلى “إرادة سياسية أكبر”.

أما الرئيس البولوني أليكسندر كواسنيفسكي، فأقر بأهمية دور العالم السياسي، لكنه شدد أيضا على أهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في نشر تربية مسالمة. فيما دق نائب الرئيس الأمريكي السابق أل غور ناقوس الخطر حول التدمير السريع للتنوع البيولوجي والتغييرات المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية.

“الروح الجديدة” لدافوس في الصحف

الصحف السويسرية الصادرة يوم الإثنين 31 يناير أشادت بالانشغال الجديد الذي عبر عنه زعماء الاقتصاد العالمي في دافوس إزاء المحرومين حول العالم، مع التساؤل إن كانت “روح دافوس الجديدة” ستتجسد على أرض الواقع. فقد اتفق معظم المعلقين على أن دورة دافوس لهذا العام خرجت عن المعتاد.

صحيفة “لا ليبرتي” الصادرة باللغة الفرنسية في فريبورغ أبرزت تطرق المنتدى لمواضيع تُطرح عامة في المنتدى الإجتماعي العالمي في بورتو أليغري، الذي يعد المنتدى المضاد لدافوس.

أما صحيفة “لوتون” الصادرة في جنيف فتتساءل عن تأثيرات مثل هذا التجمع الاقتصادي- السياسي- الإعلامي على أوضاع العالم، وعن مصداقية الانشغال الجديد للمنتدى بالمحرومين حول العالم. وكتبت الصحيفة في هذا السياق: “إمكانيات جديدة، نتائج غير مسبوقة؟ المستقبل سيُجيب (عن هذا التساؤل) في أسرع وقت. إذا نجحت المناورة، ستُتخذ بدون شك كنموذج لشكل جديدة من الضغط السياسي والإنساني، الذي سيكون قد صيغ على مقاس عالمي”.

صحيفة “فانت كاتر أور” الصادرة بلوزان، لم تخف أيضا شكوكها إزاء يقظة التضامن العالمي في دافوس، إذ تساءلت “أليس الهدف الوحيد من كل هذه التصريحات حول التضامن تحسين صورة المنتدى”؟

سويس انفو

شارك خمسة وزراء سويسريين هذا العام في منتدى دافوس:
رئيس الكنفدرالية لهذا العام ووزير الدفاع سامويل شميد، وزير الداخلية باسكال كوشبان، وزيرة الخارجية ميشلين كالمي راي، وزير الاقتصاد جوزيف دايس، وزير المالية هانز رودولف ميرتس
بلغ عدد المشاركين في المنتدى 2346 شخصا من سياسيين ورجال أعمال ونجوم الفن

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية