مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حوارات شرق أوسطية في دافوس

وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي أثناء بدء حلقة النقاش حول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي صباح السبت 29 يناير ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس Keystone

أكدت وزيرة الخارجية السويسرية أن الأجواء التي عايشتها في حلقة نقاش حول مستقبل السلام في الشرق الأوسط في إطار فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي، تعطي انطباعا ايجابيا.

وإذا كانت تلك المشاركة هي التي حظيت بإهتمام إعلامي كبير، فإنها لم تكن الحضور العربي الوحيد في أعمال المنتدى.

شهدت الدورة الحالية للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس صباح السبت 29 يناير، جلسة عمل ناقشت الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي شاركت فيها وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي – راي، التي أعربت عن ارتياحها لما سمعته، وقالت بأن النقاش بين الوفدين الاسرائيلي والفلسطيني أكد على وجود تحول في الأجواء.

وقالت وزيرة الخارجية السويسرية بأنها أكدت للجانبين، الفلسطيني والاسرائيلي، أن بلادها تتابع باهتمام بالغ تطورات الموقف في الشرق الأوسط، وقالت للصحفيين عقب الجلسة، بأنها أوضحت للمشاركين، أن الكنفدرالية تركز على الجانب الإنساني، في إشارة إلى تفويض الأمم المتحدة لسويسرا حول مشكلة الجدار الفاصل، ولفتت الإنتباه إلى ضرورة النظر إلى مبادرة جنيف من حين إلى آخر.

في الوقت نفسه أعرب المشاركون – من فلسطينيين واسرائيليين –عن تفاؤلهم بالأجواء التي ستشهدها المنطقة في المرحلة المقبلة.

فقد صرح نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز عقب انتهاء الجلسة التي استغرقت زهاء الساعتين، بأن النقاش كان في مساره الصحيح، مشيرا إلى أن تغيير القيادة الفلسطينية كان نجاحا كبيرا، وان محمود عباس يلتزم حتى الآن بتحويل أقواله إلى افعال.

وأضاف بيريز إلى الصحفيين عقب انتهاء جلسة النقاش، بأن عباس يقول ما يفكر فيه، فما تحتاجه عملية السلام في الشرق الأوسط أكثر من مجرد تصريحات.

وفي الوقت نفسه أكد وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم على مطلب حكومته بأن انهاء أعمال الإرهاب هي من أحد شروط عقد قمة بين عباس وشارون، مضيفا “لابد أن نفعل كل ما في وسعنا لإنجاح هذا اللقاء” وذلك في حديث له إلى التليفزيون السويسري الناطق بالألمانية SF-DRS.

حضور عربي متنوع

ويتميز الحضور العربي في اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي بتنوع بين اهتمامات رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية من ناحية، والساسة من ناحية أخرى، مع غياب واضح للدول المغاربية رغم حضورها الواسع في السنوات الماضية.

فإلى جانب الوفد الفلسطيني تعددت الوفود المشاركة لا سيما من منطقة الخليج والأردن ومصر، التي حرص المنتدى على تقديم رئيس وزرائها الجديد الدكتور أحمد نظيف بصفته رائدا لعملية الإصلاح الاقتصادي في مصر، وقدم في فقرة “رسالة خاصة” الخطوات التي تقوم بها بلاده للإصلاح الإقتصادي وتهيئة المناخ المناسب للاستثمارات الأجنبية، مثل القاعدة العريضة من الأيادي العاملة في كافة المجالات والتعديلات الكبيرة في القطاع المصرفي ونظام الجمارك والضرائب.

أما الحضور السعودي، فقد ركز على الجانب الاقتصادي، لاسيما في القطاع الخاص، حيث عقد بعض كبار رجال الأعمال جلسات عمل مع مدراء الشركات العالمية لشرح امكانيات الاستفادة من الفرص المتاحة في المملكة والاستثمار المشترك لا سيما في مجال الصناعات الثقيلة ومجال النفط ومشتقاته، كما لفتت السيدة لبنى العليان الأنظار بصفتها رئيسة واحدة من كبيرات المؤسسات المالية السعودية، وسيدة الأعمال العربية الوحيدة المشاركة في المنتدى.

عرض التجارب الناجحة

في المقابل، حرص الوفد الأردني في مشاركاته على التأكيد على أهمية التعليم ومستقبل قطاع الاتصالات في المنطقة، واسهب الوفد الأردني في شرح برامج تطوير النظام التعليمي في المملكة وكيف يمكن تطبيقه في دول عربية أخرى، ويمكن القول بأن قطاع الاتصالات الأردني ركز على جلب اهتمام كبريات الشركات الدولية العاملة في هذاالمجال.

أما الكويت فكان حضورها ذو طابع رسمي ودولي، لحضور وزير الطاقة والنفط الشيخ أحمد الفهد الصباح، الذي يشغل في الوقت نفسه رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط “اوبك”، والذي اشترك في حلقات نقاش حول كيفية تثبيت اسعار النفط، وانعكاس ذلك على معدلات النمو الاقتصادي.

الديموقراطية والإصلاحات من بين محاور النقاش

ولم تغب الديموقراطية والاصلاحات السياسية عن اهتمامات الوفود العربية، حيث أجمعت الأطراف الرسمية سواء من مصر أو من الوفد الفلسطيني على أن النمو الاقتصادي يساعد على الاستقرار السياسي في المنطقة، وإن كان الوفد الفلسطيني قد اشتكى من صعوبة اقناع المستثمرين لإقامة مشاريع في المناطق الفلسطينية.

وقد أعلن الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين في احدى ندوات المنتدى حول مستقبل المنطقة العربية، بأنه لا مستقبل لدول المنطقة دون ديمقراطية ومشاركة شعبية، وأشار إلى الموقف في العراق قائلا إن الانتخابات تعتبر مجرد خطوة واحدة أولى في عملية طويلة ومعقدة في العراق، كما نوه إلى أن هناك قلقا وتخوفا في المنطقة من استمرار عدم الاستقرار في العراق بعد الانتخابات. حيث دعا إلى مساعدة الشعب العراقي على تحقيق الاستقرار والأمن المنشود، مشيرا إلى “التحديات الكبيرة التي تواجه الدول العربية، وأخطارا كبيرة تهدد المنطقة”.

ولاشك في أن ما دار خلف الكواليس وفي اللقاءات الخاصة أكثر مما ظهر أمام الحاضرين، إذ تستفيد الكثير من الوفود العربية من الحضور المكثف لكبار رجال المال والأعمال من جميع انحاء العالم، لعقد اجتماعات ثنائية، وطرح افكار مشروعات جديدة أو تقديم عروض شراكة، تكون لبناتها الأولى في دافوس، على أن تتم دراستها في هدوء فيما بعد.

سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية