مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“ما زالت سويسرا تحظى بـتـقدير كبير”

كارلو جاغميتي خلال تدخل في نادي الصحافة الأمريـكي في عام 1997، قبل مدة قصيرة من انسحابه من الحياة الدبلوماسية Reuters

افتتحت رئيسة الكنفدرالية ميشيلين كالمي - ري يوم الإثنين 27 أغسطس الجاري في العاصمة الفدرالية برن المؤتمر السنوي التقليدي للسفراء السويسريين في الخارج، الذي ينعقد هذا العام تحت شعار "سويسرا مستعدة للفعل والقول".

وبهذه المناسبة، أجرت سويس انفو حوارا مع السفير السويسري السابق لدى الولايات المتحدة، كارلو جاغميتي الذي استقال من منصبه عام 1997، لتسليط الضوء على صورة سويسرا في العالم.

سويس انفو: شاركتم في العديد من المؤتمرات السنوية للسفراء السويسريين في الخارج. أي ذكريات توقظ هذه المناسبة لديكم؟

السيد كارلو جاغميتي: أتذكر لقاءات عديدة من هذا النوع مع أشخاص في غاية الاختلاف، ويتعلق الأمر دائما بالاعتناء بالاتصال بسويسرا المركزية والسلطات الفدرالية وكل مستشار فدرالي (وزير، التحرير)، فهي مناسبة للغوص مجددا في الحياة اليومية لسويسرا.

سويس انفو: هل يتسم هذا النوع من الاتصالات بالأهمية على مستوى العمل الدبلوماسي؟

السيد كارلو جاغميتي: يعتمد ذلك على الطريقة التي يـُنظم بها اللقاء وعلى ما يشهده من أعمال. أتذكر أنني أجريت محادثات مفيدة جدا، قمنا خلالها بنوع من جولة أفـق، وهذا يتيح لنا إدراك الكيفية التي تعمل بها سويسرا المركزية، والتعرف أيضا على وجهة نظر زملائنا في الخارج في هذا العمل.

لكن مؤتمر السفراء هو مناسبة أيضا لإثارة مشاكل ملموسة، نأمل الحصول على المزيد من المعلومات حولها أو حتى المزيد من التعليمات.

سويس انفو: السفراء يمثلون سويسرا في الخارج، وهم بالتالي جزء من صورتها. ما هي صورة سويسرا التي حرصتم على نقلها؟

السيد كارلو جاغميتي: أردت إثارة الانتباه بوجه خاص إلى تنوع سويسرا. فرغم أننا بلد صغير ذو ثقل سياسي غير مهم تقريبا، نتوفر على تجربة كبيرة في عدد من الميادين التي يسهل تصديرها، وتتمثل في التنوع التاريخي والحضاري لسويسرا.

أوليت أيضا اهتماما بتصحيح الصورة النمطية والسياحية شيئا ما عن سويسرا، أي تلك التي تنحصر في قمة سيرفان (الشهيرة في كانتون فالي، التحرير) والشوكولاطا. أردت أن أعطي صورة أكثر واقعية وإظهار نقاط قوة هذا البلد، لكن أيضا جوانبه الأكثر ضعفا.

سويس انفو: إلى أي مدى يمكن للمتقلد لمنصب السفير ممارسة تأثير ملموس على صورة سويسرا؟

السيد كارلو جاغميتي: إننا لا نخلق صورة بلد ما بصفتنا سفراء، إذ تتم بلورة صورة سويسرا داخل البلد نفسه. فإذا ما تصرفت سويسرا بشكل جيد، تسير الأمور على ما يرام. إذا لم يظهر أي مشكل سياسي أو اقتصادي أو مدني، تكون صورة سويسرا جيدة بصفة تلقائية.

لكن إذا ما حدثت صعوبات، فستنعكس على الفور في الخارج، وهذا لا يمكننا تصحيحه. في المقابل، يمكنـنا العمل من أجل تحسين فهم الوقائع.

الأهم في النشاط الدبلوماسي، هو التمكن من المساعدة على إعطاء الصورة الأكثر صحة عن البلد، من خلال المؤتمرات والتظاهرات الثقافية وأيضا التدخلات المنتظمة.

سويس انفو: ميشلين كالمي – ري اختارت لمؤتمر هذا العام شعار “سويسرا مستعدة للفعل والقول”، وخلال حفل العيد الوطني بـغروتلي، تحدثت عن “سويسرا متضامنة ومنفتحة”. هل يظهر هذان الجانبان عن سويسرا لدى النظر إليها من الخارج؟

السيد كارلو جاغميتي: سويسرا قالت وفعلت دائما. في السابق، كنا نقوم بذلك بقدر كبير من الكتمان والتحفظ، وتم دائما الاستماع إلى التدخلات السويسرية باهتمام في المنظمات الدولية.

لا يمكنني أن أحكم الآن إذا كانت هناك حاجة في الوقت الراهن أن تُـسمع سويسرا صوتها بقدر أكبر. من ناحيتي، أرى أنه من الأفضل الاحتفاظ بقدر من الـرزانة وأنه لا يجب قول شيء ما بشكل منهجي حول أي حدث يشهده العالم.

أما فيما يخص الفعل، فسويسرا تحركت دائما. بطبيعة الحال، يمكن دائما فعل المزيد. لكن ينبغي التمييز بدقة بين التحرك الفعال والمفيد والعمليات البسيطة المعتادة.

سويس انفو: هل يـسود في الخارج فـهمٌ لسويسرا يشبه تصوركم هذا؟

السيد كارلو جاغميتي: لـم أعد سـفيرا، لكنني لا زلت أسافر من حين لآخر. وعلى حسب تقديـري، لا زالت سويسرا تحظى بتقدير كبير، ربما لم تعد تحرز ذلك الإعجاب بالقدر الذي عهدته في الماضي، لكن ما زال الكثير من الحساد والنـاس الذين يرون في نظام وتماسك واستمرارية وثبات سويسرا، قيمة مثالية.

سويس انفو – سوزان شاندا

(ترجمته وعالجته إصلاح بخات)

استقال السيد كارلو جاغميتي من منصب سفير سويسرا في الولايات المتحدة قبل مدة قصيرة من تقاعده يوم 27 يناير 1997، بعد أن عايش الزوبعة التي أثارتها قضية ودائع اليهود في المصارف السويسرية خلال الحرب العالـمية الثانية.

ولد في عام 1932 في زيورخ، وحصل على تكوين في المجال القانوني.

في عام 1993، عُـين سفيرا لسويسرا في واشنطن، وكان يشغل منذ عام 1987 منصب سفير الكنفدرالية في بـاريس.

ما بين 1982 و1987، قاد البعثة السويسرية لدى المجموعة الأوروبية (الاتحاد الأوروبي اليوم).

أما مهمته الدبلوماسية الأولى، فقادته إلى كوريا الجنوبية في عام 1980.

يعقد المؤتمر السنوي للسفراء السويسريين هذا العام تحت شعار “سويسرا مستعدة للفعل والقول”.

ستتمحور المحادثات، التي ستتواصل إلى يوم الخميس القادم، حول التنسيق الجغرافي والقطاعي للسياسة الخارجية لسويسرا.

يشارك في المؤتمر ممثلو سويسرا في الخارج، من سفراء وقناصل عامين ورؤساء مكاتب الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية