20 قتيلا على الأقل جراء زلزال في شمال أفغانستان
قتل 20 شخصا على الأقل جراء زلزال شديد بلغت قوته 6,3 درجات ضرب شمال أفغانستان ليل الأحد الاثنين، بعد شهرين من سقوط أكثر من ألفي قتيل في أعلى حصيلة لهزات أرضية تسجلها البلاد في تاريخها الحديث.
ووقع الزلزال على عمق 28 كيلومترا، عند الساعة 20,28 من مساء الأحد بتوقيت غرينتش (قبيل الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي) ليل الأحد الاثنين، وكان مركزه بلدة خلم في ولاية سمنغان، القريبة من مدينة مزار شريف عاصمة ولاية بلخ، وفق الهيئة الأميركية للمسح الجيولوجي.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية شرافت زمان في مقطع فيديو وُزّع على الصحافيين صباح الاثنين إن “نحو 534 من مواطنينا جُرحوا وقتل أكثر من 20” في ولايتي بلخ وسمنغان.
وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث إن معظم الضحايا من سمنغان و25 شخصا من بين الجرحى إصابتهم خطيرة.
وفي مدينة مزار شريف، لحقت أضرار بالمسجد الأزرق الذي يعود تاريخ بنائه الى القرن الخامس عشر، ويُعدّ من أبرز المعالم السياحية في أفغانستان.
وسقطت بعض الحجارة من المسجد خصوصا عند مستوى المئذنة وتناثرت على الأرض. ولم يُسمح للصحافيين بالتقاط صور للمسجد على الفور.
وأعلنت وزارة الإعلام والثقافة بأنها “ستتخذ على الفور الإجراءات اللازمة لتقييم الأضرار وإصلاحها”.
وقال نائب المتحدث باسم طالبان حمد الله فطرت على منصة “اكس” إن “منازل عديدة دُمرت، ووردت أنباء عن خسائر مادية فادحة”، مضيفا أنه أمر “السلطات المختصة بتوزيع مساعدات طبية وغذائية وتقديم المساعدة للمتضررين”.
وفي قرية تاشقرغان في منطقة خلم، يبحث سكان بين الأنقاض ويعملون على إزالتها.
وقال أحد السكان، ويدعى أحمد خان، لوكالة فرانس برس “تضررت جميع المنازل، وأصيب أشخاص بجروح. نطلب من الحكومة المساعدة في إعادة الإعمار”.
– انقطاع الكهرباء –
وأعلنت وزارة الدفاع أنها أعادت فتح الطريق الرئيسية بين مزار الشريف وخلم، والممتد بين منحدرين بعدما أدت انهيارات أرضية تسبب بها الزلزال لقطعها.
لكن لا يزال التيار الكهربائي مقطوعا في ولايات عدة بعد تضرر خطوط إمداد الكهرباء الآتية من أوزبكستان، بحسب ما ذكرت شركة دابس للكهرباء المملوكة للدولة.
وشعر سكان مناطق عدة في أفغانستان، منها العاصمة كابول الواقعة على بعد مئات الكيلومترات من مركز الزلزال، بالهزة الأرضية، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وفي مزار شريف، هرع كثيرون إلى خارج مساكنهم خوفا من هزات ارتدادية محتملة، بحسب مراسل فرانس برس.
ويأتي ذلك بعد قرابة شهرين على زلزال بلغت قوته ست درجات ضرب مناطق في شرق أفغانستان، وأودى بأكثر من 2200 شخص وأصاب أكثر من أربعة آلاف، ما جعل منه الزلزال الأكثر حصدا للأرواح في تاريخ البلاد الحديث. وأدى كذلك الى تدمير قرابة سبعة آلاف منزل.
وتبعت الزلزال السابق العديد من الهزات الارتدادية المدمّرة التي أعاقت الوصول الى الأنحاء المتضررة وكانت غالبيتها في مناطق زراعية ونائية في محاذاة الحدود مع باكستان.
وتعيق شبكات الاتصالات والبنى التحتية الضعيفة في أفغانستان الاستجابة للكوارث وتمنع فرق الإغاثة لأيام من الوصول إلى القرى البعيدة لتقييم الأضرار.
وقدّر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، بأن 111,5 مليون دولار مطلوبة للاستجابة لحاجات السكان بعد الزلزال الذي أدى الى وضع 221 ألف شخص في حالة “حاجة شديدة” للمساعدة.
– “خوف وقلق” –
ولفتت سميرة سيد رحمن من منظمة “سايف ذي تشيلدرن” (“إنقاذ الأطفال”) غير الحكومية الاثنين، إلى أنه “مع انخفاض درجات الحرارة، يواجه آلاف الأطفال في شرق البلاد المدمر جراء الزلزال شتاء قارسا، وليس لهم سوى الخيام ليقيهم من المطر والثلج”، مشيرة إلى أن المنظمة بصدد إرسال فريق إلى سمنغان.
وأضافت “حاليا، تعيش عائلات في الشمال أيضا في خوف وقلق بعد الزلزال القوي الأخير”.
وتتعرض أفغانستان الواقعة عند تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية، للزلازل في شكل متكرر.
ومنذ العام 1900، شهد شمال شرق البلاد 12 زلزالا بقوة تجاوزت سبع درجات، وفق عالم الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية براين بابتي.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2023، ضرب زلزال بلغت شدته 6,3 درجات، تبعته سلسلة من الهزات الارتدادية القوية، ولاية هرات في غرب أفغانستان، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص وتدمير أو تضرر أكثر من 63 ألف منزل، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
ستر-قب-كغو/كام-س ح/لين/ع ش/جك