مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تمويل الأونروا: كيف تستجيب سويسرا لأحدث الاتهامات؟

فلسطينيون.ات نازحون.ات داخلياً أمام مدرسة تديرها الأونروا في رفح، جنوب قطاع غزة.
فلسطينيون.ات نازحون.ات داخلياً أمام مدرسة تديرها الأونروا في رفح، جنوب قطاع غزة. Keystone / Haitham Imad

مع تعليق العديد من الدول تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين واللاجئات الفلسطينيين.يات (الأونروا)، ما فتِئت الادعاءات ضد موظفيها تتزايد. ولم تقم سويسرا حتى الآن بصرف التمويل المرصود لعام 2024، حيث تقول إنها تنتظر نتائج تحقيق تجريه الأمم المتحدة في هذا الشأن.

ظلت سويسرا لسنوات تناقش دور وكالة الأمم المتحدة وتورطها المحتمل في إثارة الانقسامات بين الفلسطينيين.ات والإسرائيليين.ات، ولكن منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر، أصبح النقاش أكثر سخونة من أي وقت مضى.

ما هي طبيعة الجدل الدائر في سويسرا حول هذه القضية؟

أعلنت الأونروا يوم الجمعة الماضي 26 فبراير أنها فصلت 12 من موظفيها بسبب تورطهم المزعوم في الهجمات التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر. وفي يوم الإثنين، كتبت صحيفة وول ستريت جورنال أن حوالي 10% من موظفي.ات الأونروا في غزة لهم.ن صلات بحركة حماس أو حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينيتيْن.

وفي حين قامت العديد من الدول بتعليق تمويلها للأونروا على الفور تقريبًا، قررت سويسرا، مثل الاتحاد الأوروبي، انتظار نتائج تحقيق الأمم المتحدة قبل أن تقرر كيفية المضي قدمًا.

وفي عام 2018، اتهم وزير الخارجية السويسري اينياتسيو كاسيس الأونروا بأنها جزء من المشكلة الشاملة في الشرق الأوسط. وأثار ادعاؤه في ذلك الوقت غضب الكثيرين.ات. لكن يبدو الآن أن كاسيس يحظى بمزيد من الدعم.

وفي ديسمبر الماضي، صوّت مجلس النواب (الغرفة السفلى من البرلمان) لصالح قطع التمويل عن المنظمة. وأدت المناقشة التي تلت ذلك إلى حدوث انقسامات داخل البرلمان السويسري، ولكن في النهاية تم التوصل إلى حل وسط والاتفاق على خفض الميزانية الإنسانية ككل بمقدار 10 ملايين فرنك سويسري (11.6 مليون دولار) دون تحديد المجال الذي يجب توفير الأموال فيه بالضبط.

المزيد
مبنى مدرسة في غزة

المزيد

انقسام داخل البرلمان السويسري بشأن المساعدات المقدمة للأونروا

تم نشر هذا المحتوى على تختلف آراء غرفتيْ البرلمان السويسري بشأن الدعم الذي تقدمه بلادهم لوكالة الأونروا. ومن المنتظر صدور قرار نهائي الأسبوع المقبل.

طالع المزيدانقسام داخل البرلمان السويسري بشأن المساعدات المقدمة للأونروا

والآن يبدو أن المشهد السياسي يميل نحو موقف كاسيس النقدي تجاه الأونروا، ويزعم البعض اعتماد المنظمة لمناهج تدريس معادية للسامية في المدارس التي تديرها في غزة.

من الذي يهاجم الأونروا؟

وفقا لصحيفة وول ستريت جورنالرابط خارجي، هناك سبعة معلمين.ات من بين 12 موظفا.ة في الأونروا تم فصلهم.ن بسبب صلاتهم.ن المزعومة بالهجمات. صرح بيير أندريه بيج، من حزب الشعب السويسري، لقناة لإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالفرنسية (RTS) يوم السبت أنه عندما زار إحدى مدارس الأونروا في العام الماضي، مُنع من الوصول إلى الفصول الدراسية والكتب المدرسية. وأضاف: “هذا دليل على وجود مشاكل خطيرة لدى هذه المنظمة”.

المزيد

ويشعر البعض أيضًا بالقلق من وصول الأموال السويسرية إلى أيدي المنظمات الإرهابية وسط دعوات إلى عدم التسامح مطلقًا مع هذا الأمر. وكشف تقرير استخباراتي نقلته صحيفة وول ستريت جورنال أنه منذ 7 أكتوبر، استولت حماس على أكثر من مليون دولار (862,700 فرنك سويسري) من تمويلات الأونروا. ويدعي التقرير أن أعضاء حماس شاركوا في تنسيق عمليات النقل لصالح الأونروا. وقال هانز بيتر بورتمان، من حزب الليبراليين الراديكاليين، لقناة لإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالألمانية (SRF): “سندعو الحكومة السويسرية إلى اتخاذ إجراءات ووقف الأموال على الفور – دون المرور عبر البرلمان”.

فلسطينيات في لبنان يحملن لافتات تطالب بمساعدة عاجلة لغزة خلال وقفة احتجاجية على قرار العديد من الدول المانحة وقف تمويل الأونروا.
فلسطينيات في لبنان يحملن لافتات تطالب بمساعدة عاجلة لغزة خلال وقفة احتجاجية على قرار العديد من الدول المانحة وقف تمويل الأونروا. Keystone / Wael Hamzeh

من يدافع عن الأونروا؟

وبينما يقترح هؤلاء السياسيون.ات السويسريون.ات أن هناك منظمات أخرى يمكنها مساعدة السكان في غزة، وعلى وجه التحديد الصليب الأحمر، يعتقد آخرون أن الأونروا لا يمكن استبدالها فعلياً.

المزيد
فليب لازريني في مقر الأمم التحدة بجنيف

المزيد

فيليب لازاريني: «أصبح الوقود اليوم مرادفاً للحياة»

تم نشر هذا المحتوى على يحذر المفوض العام للأونروا من نقص الوقود في غزة وعواقبه على توفير مياه الشرب وعمل المستشفيات وتسليم المساعدات الإنسانية. مقابلة.

طالع المزيدفيليب لازاريني: «أصبح الوقود اليوم مرادفاً للحياة»

وقال النائب عن الحزب الاشتراكي كارلو سوماروغا لقناة لإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالفرنسية (RTS) إن “معاقبة الأونروا هي قبل كل شيء معاقبة السكان المحتاجين في غزة، ولا يوجد بديل”.

وتعتني المنظمة بحوالي 5.9 مليون من نسل الفلسطينيين.ات الذين. اللواتي فروا. ررن من منازلهم.ن بعد تأسيس دولة إسرائيل. وبالإضافة إلى إدارة المرافق الطبية والتعليمية، تقول الأونروا إنها تقدم مساعدات حيوية لمليوني شخص في غزة.

وفي حديثهما لقناة لإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالألمانية (SRF)، دافع فيليكس فيتشتاين، من حزب الخضر، وفرانشيسكا روت، من الحزب الاشتراكي، عن الأونروا، بالقول إنه ينبغي أخذ السياق الكارثي على الأرض في الاعتبار. وقال روت: “لا ينبغي سحب الدعم من منظمة الإغاثة المحلية الوحيدة دون أدلة واضحة”.

ما هي العواقب المحتملة لخفض التمويل؟

لطالما حذر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، من المشاكل المالية التي تواجهها الأونروا، لكن الاتهامات الأخيرة قد توجه ضربة قاسية للوكالة. ويأتي أكثر من 90% من ميزانية المنظمة من تبرعات طوعية من البلدان، وقد أعلنت الجهات المانحة الرئيسية لها، الولايات المتحدة وألمانيا، بالفعل عن وقف التمويل.

محتويات خارجية

وعلى الرغم من أن دولًا أخرى مثل الصين وروسيا وبعض الدول العربية الغنية تقدم دعمًا شفهيًا للفلسطينيين .ات ، إلا أنه بدون تمويل مادي، قد تنهار الأونروا. وفي رد فعل على هذه الاتهامات كتب لازاريني في بيان: “لم يكن الفلسطينيون في غزة بحاجة إلى هذا العقاب الجماعي الإضافي، هذا يلطخنا جميعًا”.

محتويات خارجية

ما هي ردود الفعل الدولية؟

خلال إدارة ترامب في عام 2018، سبق للولايات المتحدة أن علقت مساعدتها للمنظمة حتى عام 2021. والآن، اختارت إدارة بايدن التعليق الفوري للتمويل.

وحذت المملكة المتحدة حذوها، لكن هذا القرار قوبل بانتقادات حادة. وقالت منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة إن وقف التمويل كان قراراً “فظيعاً” ويجب التراجع عنه.

ومن بين الدول التي علقت دعمها أستراليا وإستونيا وألمانيا وإيطاليا واليابان ورومانيا وهولندا.

وفي المقابل، أكد رئيس الوزراء الأيرلندي ميشيل مارتن استمرار التمويل للأونروا، مسلطاً الضوء على “مساعداتها الحيوية لـ 2.3 مليون شخص بتكلفة شخصية لا مثيل لها”. وبالمثل، أكد وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي الدعم المستمر بسبب الوضع “الكارثي” في غزة.

واجتمع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الثلاثاء بممثلي.لات الدول المانحة الرئيسية للأونروا في مدينة نيويورك. وقال غوتيريش إنه “شعر بالرعب من هذه الاتهامات”، لكنه طلب من الدول “ضمان استمرارية عمليات الأونروا”.

تحرير: ريتو غيزي فون فارتبورغ/ امفا/ ليف

ترجمة: مي المهدي

مراجعة: عبد الحفيظ العبدلي


متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية