مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عامٌ على الحرب على أوكرانيا: ما هي التداعيات على سويسرا؟

مارك لويتينيغّر

هل ستنهار سياسة الحياد السويسرية؟ هل ما زالت الأمم المتحدة في شكلها الحالي منطقية؟ بعد مرور عام على هجوم روسيا على أوكرانيا، يتعيّن علينا طرح هذه الأسئلة وغيرها. أنت تقرأ نشرتنا الإخبارية عن الحرب في أوكرانيا.

الحرب في أوكرانيا بعيدة وقريبة في ذات الوقت. في العام الماضي، طلب أكثر من 75 ألف لاجئ ولاجئة من أوكرانيا الحماية في سويسرا. ومنذ الحرب العالمية الثانية، لم تشهد أوروبا حركة نزوح كهذه، ولا حتى خلال حرب البلقان في التسعينيات.

منذ ذلك الحين، اصطدمت عوالم مختلفة بعضها ببعض، ففي حين أن الأوكرانيين في سويسرا، وخاصة النساء والأطفال، قلقون بشأن أقاربهم ويحاولون بناء حياة جديدة، فقد طُلب من السكان المحليين الاستحمام لفترة أقصر لتجنب حصول نقص في الطاقة خلال فصل الشتاء.

نجحت تجربة العيش المشترك بشكل مدهش رغم الاختلافات. موجة التضامن التي اجتاحت سويسرا قبل عام لم تتغيّر. حتى الآن، كان هناك القليل من الانتقادات، حتى وإن كانت هناك مشاكل واقعية، على سبيل المثال فيما يتعلق بالإسكان أو بالاندماج في سوق العمل. وحتى الآن، تمكن حوالي 15 بالمائة فقط من اللاجئين واللاجئات من العثور على عمل سويسرا.

اللاجئون الذين وصلوا هنا، هم جزء من حقائق الحرب التي تشعر بها سويسرا. والجزء الآخر هو الضغط السياسي الهائل الذي تتعرض له سياسة الحياد، ومسألة التعامل مع الأصول الروسية والقوانين المتعلقة بتصدير المعدات الحربية.

هل تتخلى سويسرا عن سياسة الحياد؟ يمكن بالتأكيد طرح هذا السؤال. لسنوات عدة، لم يكن النقاش حول القيم السياسية الأساسية في سويسرا مشحونًا كما هو الحال في الوقت الحاضر. ولكن ما هي التغييرات المتوقعة؟ وأين انتقلت سويسرا، وفي أي اتجاه تتحرك؟

لقد لخصنا الوضع الراهن في مقال تحليلي وقمنا بطرح الاستنتاجات بدءًا من تسليم الأسلحة وانتهاء بالتعامل المستقبلي مع أموال الأوليغارشية الروسية.

تضمين المقال كيف غيرت حرب أوكرانيا سويسرا؟

بدورها، تتعرض جنيف الدولية لضغوط. فالدبلوماسية في منظمات الأمم المتحدة عاجزة عن الوصول إلى حلّ، والحرب تقسم الدول الأعضاء إلى معسكرات وتُعيق التعاون المتعدد الأطراف، حتى في الحالات التي لا تكون السياسة الأمنية مطروحة فيها على جدول الأعمال.

السفير الروسي غينادي غاتيلوف ليس الوحيد الذي وجّه هذا النقد لعمل منظمات الأمم المتحدة. كما يشعر دبلوماسيون كبار آخرون بالقلق من إهمال مجالات العمل العالمية المهمة مثل الصحة والتغذية.

ماذا بعد؟ هذا هو السؤال الأساسي في جنيف. الأمم المتحدة مبنية على التعاون والحوار والآن أصبحت روسيا معزولة فيها بشكل متزايد. هل التعددية مُمكنة فقط إذا طالب الجميع بالتمسّك بقيم أساسية معينة – خاصة القانون الدولي؟ أم أن هناك تعددية براغماتية تسعى إلى التعاون حيثما أمكن ذلك؟

في مقالتها، جمعت زميلتي أكيكو أوهارا أصوات سفراء روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وسويسرا وقامت في حواراتها بتغطية كل شيء بدءاً من الوضع الحرج المحيط بتصدير الحبوب الأوكرانية إلى منع اللجنة الأولمبية الرياضيات والرياضيين الروس من المشاركة في المسابقات.

المزيد

يمكن العثور هنا على مجموعة مختارة من المقالات الأخرى المنشورة مؤخرًا عن أوكرانيا وسويسرا والمنظمات الدولية في جنيف – نتمنى لكم قراءة ممتعة!

المزيد
المزيد
أليكسي فينيديكتوف امام الكاميرا

المزيد

أليكسي فينيديكتوف: “كلمتي لها أهمية أكبر عندما تكون من داخل روسيا”

تم نشر هذا المحتوى على على الرغم من تعرضه للتهديد، يواصل أليكسي فينيديكتوف، رئيس التحرير السابق لمنصة “صدى موسكو”، العمل من موسكو لإبلاغ السكان الروس عن مستجدات الحرب في أوكرانيا.

طالع المزيدأليكسي فينيديكتوف: “كلمتي لها أهمية أكبر عندما تكون من داخل روسيا”
المزيد
رسم توضيحي
كارلا ديل بونتي

المزيد

بالنسبة لكارلا ديل بونتي، «بوتين مجرم حرب»

تم نشر هذا المحتوى على بعد اكتشاف مقابر جماعية في أوكرانيا، حَمَّلت كارلا ديل بونتي المدعية العامة السابقة في المحكمة الجنائية الدولية الرئيس بوتين مسؤولية شنّ العدوان.

طالع المزيدبالنسبة لكارلا ديل بونتي، «بوتين مجرم حرب»
المزيد

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية