مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات
الشؤون العربية في الصحافة السويسرية

ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟

أبنية مهدمة وأشخاص يحملون أغراضهم على أكتافهم
Keystone / Haitham Imad

مواطن سويسريّ فلسطينيّ محاصر في قطاع غزة. طفلة فلسطينية بريطانية عالقة في معبر رفح. مؤلّفة وناشطة إعلامية ألمانية تقول إنّه "يجب أن يرغب الفلسطينيون في تحرير أنفسهم ووضع أسطورة الضحية جانباً". هنا أهم ما تناقلته الصحف السويسرية حول الحرب الفلسطينية الإسرائيلية هذا الأسبوع.

“لا ‘فلسطين حرّة’ إلا بالتعاون مع إسرائيل”

في مقال مطوّل نشرته صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ يوم 18 أكتوبر، تقدّم ميرنا فونك، وهي مؤلفة وناشطة إعلامية ألمانية، رأيَها حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

تحت عنوان “يجب أن يرغب الفلسطينيون في تحرير أنفسهم ووضع أسطورة الضحية جانباً”، تلخّص فونك موقفها من الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط مطالبةَ الطرف الفلسطيني بـ “التغلب على عادة النظر إلى النفس كضحية والسعي بدلاً من ذلك إلى الحوار والتسوية مع إسرائيل” حسب تعبيرها. وتؤكد على أنه ربما من غير الممكن تحقيق “فلسطين حرة” إلا بالتعاون مع إسرائيل، منتقدةً الموقف “المتناقض” للفلسطينيات والفلسطينيين حيث “يحرّضون ضد اليهود بينما يحصلون على موارد حيوية من إسرائيل”، وفق قولِها.

وحسب رأي فونك، فإنّ الفلسطينيات والفلسطينيين أضاعوا فرصة تاريخية للاستقلال وبناء دولة لهم عندما انسحبت إسرائيل من غزّة عام 2005، وبدلاً من ذلك، “اختاروا حماس وشرعوا في طريق متطرف يسعى إلى تدمير إسرائيل”. وهي تقارن في مقالها هذا الوضع بالأيديولوجية النازية وتحذّر من مخاطر مماثلة.

تنتقد الكاتبة أيضاً ما أسمته “الدِّعاية الفلسطينية” ونجاحَها في كسب الدعم والتعاطف في جميع أنحاء العالم، زاعمةً بأن مِصرَ يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في المنطقة، ولكن غالبًا ما يتم تجاهلها في المناقشات العامة.

وتلخّص فونك رأيَها في قضية السّاعة عبر سيناريو من أجل حلّ الصّراع في الشرق الأوسط، ولكنها تقول إنّه حلّ بالنسبة للطرف الإسرائيلي “وليس للفلسطينيين، لأنني سئمت من القلق عليهم”.

ويتمثل حلّها في عزل غزّة تماماً عن إسرائيل، ربما عبر جدار يصل ارتفاعه إلى ارتفاع برج إيفل، حيث “لا مزيد من الكهرباء ولا الماء ولا الغذاء ولا مزيد من إمدادات الإغاثة عبر المدخل الحدودي مع إسرائيل”، وذلك لإجبار حماس على الاستعداد للتفاوض مع مِصر.

وتكتب فونك: “هل سيؤدي ذلك إلى كارثة إنسانية؟ على الأرجح. وهل يقع اللوم على المصريين إذن؟ ربما لن يحدث ذلك من جديد، على الرغم من وجوب وقوع اللّوم عليهم منذ ثمانية عشر عامًا. لكننا لن نرى أي صور لهذه الكارثة الإنسانية، ولا مقاطع فيديو. لن نسمع أي شيء أيضًا. سوف يتم قطع الكثير من الرؤوس، ولكنّ ‘إنهاء الاستعمار’ يعني أيضاً الاعتراف بأن الآخرين يتواصلون بشكل مختلف”.

إلّا أنّ صاحبة الرأي تستدرك قائلة “باعتباري أوروبية إنسانية، فإنني بطبيعة الحال أتمنى ألّا يحدث ذلك. لكنّ التحرّر يعني أيضاً التوقف عن رعاية ‘أولئك الموجودين هناك’ كما لو كانوا أطفالاً صغاراً. الفلسطينيات والفلسطينيون بالغون، وإذا أرادوا قطع رؤوس بعضهم البعض، وإذا أرادوا الاغتصاب والتعذيب وتدنيس الجثث، فليفعلوا ذلك. ولكن ليس مع اليهود”.

وتختم فونك قائلة: “لقد حان الوقت لنظهر للعالم ما هي المشكلة الحقيقية”.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 18 أكتوبر 2023)

عالقون في مرمى النيران

يروي المقال الصادر عن موقع “لو ماتان” بتاريخ 15 أكتوبر 2023 القصة المأساوية لإبراهيم القرناوي، وهو مواطن سويسري محاصر في قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية الفلسطينية الدائرة حاليا. وكان القرناوي قد جاء إلى غزة لزيارة عائلته ووجد نفسه عالقاً عند معبر رفح الحدودي بينما كانت القنابل تتساقط حوله.

القرناوي ليس وحده في مأزقه، حيث أن العديد من الأجانب ومزدوجي الجنسية محاصرون أيضًا عند معبر رفح، وهو المخرج الوحيد من غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل. وظلت الحدود مغلقة رغم الاتفاق المعلن بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل على فتح المعبر لبضع ساعات للسماح للأمريكيين بالمغادرة.

ويوصف الوضع في غزة بأنه “حرب إبادة جماعية”، حيث قُتل أكثر من 2300 شخص، من بينهم أكثر من 700 طفل. وجاء في المقال أن حماس، التي تسيطر على غزة والمصنفة كمنظمة “إرهابية” من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، بدأت الأعمال العدائية في 7 أكتوبر الجاري، مما أدى إلى مقتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل، بما في ذلك العديد من المدنيين واختطاف أكثر من مئة رهينة، حسب المقال.

كما عرضت أيضا قصة سعيد الحاسي الذي يحاول العودة إلى السويد بعد قضاء إجازته في رفح. ويوضح الحاسي أنه رغم أن لجواز سفره السويدي قيمة في الدول المسالمة، إلا أنه لا قيمة له في مواجهة التفجيرات والحروب. ويختتم المقال بالإشارة إلى أن حدود رفح لا تزال مغلقة بإحكام على الجانب المصري، حيث تتراكم المساعدات الإنسانية الدولية لغزة في سيناء، في انتظار الإذن بالمرور.

في الختام، يرسم المقال صورة حية للتكلفة الإنسانية للحرب في غزة، مسلّطا الضوء على قصص إنسانية للأشخاص النازحين والعالقين.

(المصدر: موقع “لو ماتان”رابط خارجي، 15 أكتوبر 2023، بالفرنسية)

“أرى نفسي أموت تحت القنابل”

موقع “20 دقيقة” من جهته، سلّط الضوء على قصة مريم، الطفلة الفلسطينية العالقة في معبر رفح. تحمل مريم الجنسية البريطانية وقد جاءت إلى غزّة لقضاء إجازة مع عائلتها. لكنّها وجدت نفسها في خضمّ واقع فلسطيني تحكمه القنابل.

“استيقظت الساعة الخامسة صباحا لأجد الكثير من القنابل والموتى. أنا خائفة جدا. مع كل قنبلة، أرى نفسي أموت تحت القنابل في غزّة. هذا ليس أمرا جيدا.” تقول الطفلة الفلسطينية، بينما تحمل في يدها جواز سفرها البريطاني، الذي لا يبدو أنه يشكّل فارقا كبيرا في حالتها.

وتشرح معاناتها بصوت مرتجف :”حيثما ذهبت، ومهما ابتعدت، أجد القنابل والموتى. وربما يوما ما، سأنتهي مثلهم.. ولكن هذا مخيف جدا بالنسبة لي..”

(المصدر: موقع “20 دقيقة”رابط خارجي، 16 أكتوبر 2023)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ “إعلان حماس منظمة إرهابية يتعارض مع حياد سويسرا”

+ “سكان غزة ليسوا أهدافاً عسكرية”

+ هل من السهل على سويسرا تصنيف حماس منظمة إرهابية؟

+ وزير الخارجية السويسري: يجب أن يكون ردُّ الفعل الإسرائيلي “متناسبًا”

+ الصليب الأحمر يجري اتصالات مع حماس وإسرائيل لتحرير الرهائن

+ جامعة برن تفصل مُحاضِراً بسبب تعليقات أشاد فيها بهجمات حماس


يمكنكم/ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم/ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

سننشر عرضنا الصحفي القادم يوم 27 أكتوبر.  حتى نلتقي، نتمنّى لكم/ن عطلة نهاية أسبوع رائقة!

إلى الأسبوع القادم!

محتويات خارجية
لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء… نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

كيف تنظر الصحافة السويسرية إلى ما يجري في البلدان العربية؟ نقدّم لكم/ن في هذا العرض الصحفي ملخّصا لأبرز الأخبار والتقارير والآراء المتعلّقة بالشؤون العربية.

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية