مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البرلمان السويسري يُطلق “صفحة ويب” على موقعه لتعزيز المساواة

Una donna interpreta Venere davanti a una folta platea.
كان عرض صفحة الويب "نساء سياسيات" فرصة لإدخال بعض السخرية والتسلية إلى القصر الفدرالي الذي تتسم الحياة بين جدرانه في العادة بالجدية. Béatrice Devènes / Services du Parlement

يُشكل النقص المُسجّل في تمثيل النساء أحد عيوب السياسة في سويسرا، لكن موقعا جديدا يُحاول الإسهام في معالجة هذه المشكلة عن طريق مبادرة تُشارك فيها مواطنة سويسرية تقيم في الخارج، وكانت من بين أوائل النساء اللاتي انتُخبن لعضوية البرلمان الفدرالي.

انتقلت مارينا كاروبّيو غوشيتّي،رابط خارجي رئيسة مجلس النواب (الغرفة السفلى للبرلمان الفدرالي)، مباشرة من القول إلى الفعل. فقد أعربت يوم 26 نوفمبر الماضي – وهو اليوم الذي انتُخبت فيه لرئاسة مجلس النواب وأصبحت فيه المواطنة الأولى في البلاد – عن رغبتها في دعم تمثيل النساء في المؤسسات السياسية السويسرية. وبتاريخ 11 ديسمبر 2018، أعطت الضوء الأخضر لتنفيذ هذا الوعد من خلال إطلاق صفحة ويبرابط خارجي على الموقع الرسمي للبرلمان، يتلخص هدفها في زيادة نسبة الحضور النسوي في المجال السياسي.

عموما، لا تعد سويسرا مثالا يحتذى به بالمقارنة مع غيرها من البلدان. فهي تحتل المرتبة السابعة والثلاثين في الترتيب العالميرابط خارجي لمعدل النّساء في البرلمانات الوطنية، حيث تبلغ نسبة النساء في الغرفة السفلى 32,5%. وتبلغ هذه النسبة في ألمانيا، الجارة الكبرى للكنفدرالية 30,7%، هي الوحيدة التي تليها في الترتيب. إلا أنها تتقدّم على سويسرا بشكل واضح في الغرفة العليا، حيث يوجد 39,1% من النساء مقابل 15,2% من العضوات في مجلس الشيوخ السويسري.

محتويات خارجية

من خلال موقع “نساء سياسيات”، تقوم البرلمانيات والوزيرات بتشجيع شقائقهن من النّساء على المشاركة في العمل السياسي. وهنّ يأملن – من خلال عرض تجاربهن وإظهار إنجازاتهن – في أن تدرك المرأة أهمية انخراطها في العمل السياسي، سواء من أجل الإسهام في نيل حقوق المرأة أو من أجل المجتمع ككل. 

في الأثناء، يُنتظر أن تتطور صفحة “نساء سياسيات” باستمرار، وتوضح مارينا كاروبّيو غوشيتّي قائلةً: «نحن بدأنا بإظهار عمل النساء الرائدات في تاريخ السياسة السويسرية. ومن ثم، تُظهر الصفحة أيضاً عمل النساء اللاتي يشغلن حالياً مقاعد في مجلسيْ النواب والشيوخ، ونهجهن، والتحدّيات التي تواجههنّ، بالإضافة إلى المشاكل التي تعترضهن». 

رائدة لا زالت تتابع نشاطها من خارج سويسرا

Hanna Sahlfeld-Singer
تعيش هانّا زالفلد زينغر، إحدى رائدات التاريخ البرلماني النسوي السويسري، في شمال ألمانيا منذ عام 1976، إلا أنَّ قلبها لازال ينبض من أجل نضال المرأة في الكنفدرالية. Béatrice Devènes / Services du Parlement

من جهة أخرى، تشارك هانّا زالفلد زينغررابط خارجي، السويسرية المقيمة في الخارج، في هذه المبادرة. وهانّا، التي تعيش في ألمانيا منذ عام 1976، هي إحدى أول نائبتين فدراليتين تشاركان في المشروع. ومع أنها تعيش في منطقة هانوفر (ألمانيا) منذ أكثر من أربعين عاما، لا زالت سياسة سويسرا ومصير نساء بلدها عزيزة على قلبها، حسبما صرّحت العضوة السابقة في مجلس النواب في سانت ـ غالن، قائلةً أنَّها «سعيدة جداً» لمشاركتها في مبادرة “نساء وسياسة”. 

وتتابع هانّا زالفلد زينغر: «أنا سعيدة لأن المرأة حقّقت تقدماً كبيراً في سويسرا، لكننا ما زلنا بعيدات عن تحقيق جميع أهدافنا». وهي تشجع النساء لكيلا يقعن في فخ “الإعتقاد بأن المساواة أصبحت أمراً مسلَّماً به”. وتؤكد أنَّه يتعيّن “على المرأة أن تكون قوية دائماً: اليوم كما كانت عليه قبل مائة عام”. 

نضال وتفكير 

بدورها، تردد مارينا كاروبيو غوشيتي نفس الكلام، مؤكدة أنَّ على المرأة «أن تكون دائماً متأهبة». حتى عندما تبدو الظروف ملائمة، كما هو الحال في الوقت الراهن، حيث تمّ يوم 5 ديسمبر الجاري انتخاب امرأتين بشكل متزامن لعضوية الحكومة السويسرية وذلك للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وتضيف «على النساء الإستمرار في النضال للحصول على المكانة التي تليق بهن». 

عضوة مجلس الشيوخ آن سايدو ـ كريست، نوّهت من ناحيتها إلى أنه في ظروف تسود فيها سياسة الإستقطاب (بين اليمين واليسار – التحرير) المنتشرة بشكل واسع على وسائل الإعلام والموجودة على الدوام على شبكات التواصل الاجتماعي، فإنه من المُرجّح أن يكون من الصعب على النساء اليوم ممارسة السياسة، «بالإضافة إلى ذلك، توجد اليوم أزمة ثقة في السياسة بشكل عام». 

وإن كانت النائبة المُنتَخَبة لا تتوقع حدوث معجزات، فهي تنظر إلى هذه الصفحة «كجزء من بُنية تشمل مشاريع أخرى» لتشجيع النساء على اكتساب ثقة أكبر بأنفسهن. وتختم آن سايدو ـ كريست حديثها بالقول: «إنَّ الصفحة طريقة ذكية لاستخدام الإنترنت وأعتقد أنه يُمكنها، ككل ما هو بنّاء ويستخدم صوراً إيجابية، أن تُنمّي الكفاءات وتحث على التفكير».

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية