مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بين يدي الناخبين في جنيف، قرار قد يُصبح مضربا للأمثال!

أشخاص يحتفلون وفي أيديهم باقات ورد
في عام 2016، أعضاء مسرح Hora في جنيف يحتفلون بحصولهم على أهم جائزة يمنحها المسرح السويسري، فهل سيفرحون أيضا بنتائج اقتراع الاحد 29 نوفمبر بشأن الحقوق السياسية لأصحاب الاحتياجات الخاصة؟ © Keystone/Martial Trezzini

حق الاقتراع للجميع ـ حتى لذوي الاحتياجات الخاصة: هذا هو الموضوع الذي يقترع حوله الناخبون في كانتون جنيف يوم الأحد القادم. ويأمل اتحاد منظمات ذوي الاحتياجات الخاصة في أن يصبح هذا السبق فاتحة خيرا لهم.

الفقراء، والسجناء السابقون، وعمال التراحيل الذين ليس لهم محل إقامة دائم، واليهود، والبلطجية، والفتوات، والمتهتكون والسويسريون المقيمون بالخارج، بل وأبناء الثامنة عشر والتاسعة عشر، وبالطبع النساء: كل هؤلاء وأكثر كانوا ضمن الفئات التي ظلت مستثناة جزئياً ولفترة طويلة من حق الانتخاب بالديمقراطية السويسرية. إلا أنهم قد حصلوا على هذا الحق لاحقاً بالفعل.

ولكن يظل ذوي الاحتياجات الخاصة هم الاستثناء: ففي سويسرا هناك 15000 شخص موضوعون تحت الوصاية الشاملة بسبب إعاقاتهم الذهنية أو البدنية، وهم محرومون بذلك من المشاركة في الاقتراعات والانتخابات.

أما الجديد فهو أن كانتون جنيف قد يصبح أول كانتون يقوم بإلغاء هذا الإقصاء: ففي يوم الأحد القادم سيقوم الناخبون في استفتاء إجباري بالاقتراع حول تعديل دستوري بهذا الشأن. وقد رحب البرلمان المحلي لكانتون جنيف بهذا القرار.

المزيد
فتيات معوقات يلعبن كرة القدم

المزيد

هل سيحق يوما لفاقدي الأهلية الاقتراع والانتخاب في سويسرا؟

تم نشر هذا المحتوى على هناك فئة واحدة في سويسرا تحمل جواز السفر الأحمر ، لكنها محرومة من أية حقوق سياسية: إنهم الأشخاص  الذين يعانون من إعاقة ذهنية أو نفسية وفاقدون للأهلية أو ما يسمى بالقدرة القانونية ويخضعون بالتالي لوصاية شاملة، بما أنهم لا يستطيعون العناية بأنفسهم، فقد تم وضعهم تحت الوصاية الشاملة لهيئة مختصة وهي “هيئة حماية الأطفال والبالغين”.   دستور…

طالع المزيدهل سيحق يوما لفاقدي الأهلية الاقتراع والانتخاب في سويسرا؟

فإذا ما أيدت غالبية الناخبين القرار، فإن هذا سيضمن المشاركة السياسية للجميع، بغض النظر عن إعاقتهم. ولكن هذا سيكون فقط على مستوى البلديات والكانتون. أما على المستوى الوطني فسيظل هذا الإقصاء قائماً.

قرار متأخر

في سياق متصل، يرى اتحاد المعاقين السويسري والذي يحمل اسم “إنكلوزيون هانديكاب” (لأجل دمج المعاقين)، أن المساواة في الحقوق قد آن أوانها منذ أمد بعيد. وتأمل المنظمة في أن يصبح هذا السبق فاتحة خير لهم: فإذا ما أطلقت جنيف يوم الأحد القادم بموافقتها على القرار صافرة الانطلاق، فإن الكانتونات الأخرى والكونفدرالية كذلك قد يقتدوا بهذا المثال القادم من سويسرا الروماندية.

وتجدر الإشارة هنا إلى تصريحات ماركوس شيفر، أستاذ القانون الدولي بجامعة بازل وعضو لجنة الأمم المتحدة لحقوق المعاقين منذ عام 2018، حيث يؤكد: “أن الوضع الحالي لا يعتبر متوافقاً لا مع الدستور ولا مع القانون العام”.

يعود تصريح السيد شيفرز هذا إلى عام 2017، حينما كان موقع swissinfo.ch سباقاً بين وسائل الإعلام في تطرقه لذلك الموضوع الذي ينتقص من الديمقراطية السويسرية.

أما بالنسبة ليوم الأحد، فإن السيد شيفر مطمئن، فالمعلومات المتوفرة لديه تشير إلى أن القرار سيحظى بتأييد الناخبين. وما يزيد من شعوره بالأمل هو: أن إفساح المجال أمام ذوي الاحتياجات الخاصة قد يواجه رفضاً أقل من منح حق الاقتراع للأجانب رجالاً ونساءً على سبيل المثال، هذا ما يراه هذا الخبير في شئون المساواة في الحقوق.

المزيد
صورة لطفل معاق

المزيد

المعاقون يريدون أيضًا أن يكون لهم رأي في السياسة

تم نشر هذا المحتوى على يتمتع الأشخاص ذوو الإعاقة الذهنية بنفس الحقوق التي يتمتع بها أي مواطن آخر، ذلك في حال لم يخضعوا لما يسمى بوضع “الحماية والدعم” (انظر الإطار أسفل المقال)، وهذا يشمل أيضًا الحق في التصويت والانتخاب. تفرض اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقةرابط خارجي، التي صادقت عليها سويسرا في عام 2014، على الدول الموقعة ضمان مشاركة…

طالع المزيدالمعاقون يريدون أيضًا أن يكون لهم رأي في السياسة

معاهدة الأمم المتحدة مُلزمة

يعتقد كل من اتحاد المعاقين السويسري والسيد شيفر أن الممارسة الديمقراطية السويسرية بإقصائها للمعاقين من حق المشاركة السياسية، تنطوي على انتهاك للقانون العام. وبالفعل، فإن سويسرا قد انضمت منذ عام 2014 لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق المعاقين، والتي يتعهد بموجبها الأعضاء البالغ عددهم 180 عضواً (بحسب إحصاء يونيو 2020)، بمعاملة جميع البشر بصورة متكافئة. وهذا بغض النظر عن حالتهم الصحية.

ويرى شيفر أن المساواة في الحقوق تتحقق اليوم مثلاً في السويد ـ وهذا باعتماد هذا المبدأ منذ عام 1989 لتصبح السويد بذلك الدولة الرائدة في هذا المجال ـ وكذلك الحال بالنسبة لكل من فرنسا وإسبانيا.

لكن حتى شيفر نفسه لا يستطيع تصنيف سويسرا عالمياً في هذا الشأن ـ برغم كونه أحد أعضاء اللجنة المتخصصة بالأمم المتحدة. حيث لا يوجد إحصاء منهجي يوضح مدى تطبيق الدول الأعضاء لهذه الاتفاقية على أرض الواقع.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية