ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟
حياد صينيّ "مؤيّد للفلسطينيين". واتفاق لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. وجدل مشتعل في الداخل الإسرائيلي حول "الفرصة الثانية". هذا الأسبوع أيضًا، حبّرت الصحف السويسرية صفحاتِها بأخبار الحرب الدائرة في الشرق الأوسط.
الصين تظهر “حيادًا مؤيّدًا للفلسطينيين”
تناول تقرير لصحيفة نويه تسورخير تسايتونغ يوم الإثنين 20 نوفمبر الجهود التي تبذلها الصّين للعب دور الوسيط في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الصيني وانغ يي مع الزعماء العرب في بكين، والتي دعا عبرها إلى وقف إطلاق النار في غزة. حيث ذكرت أنه: “كان من الممكن أيضاً أن يسافر الزعماء العرب إلى واشنطن، لكنهم اختاروا بكين مكاناً للمفاوضات المشتركة. ويمثل الاجتماع مكسبا دبلوماسيا للصين، حيث التقط كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي صورة جماعية مرحة مع وزراء الخارجية في دار ضيافة الدولة دياويوتاي، محاطًا بنظرائه من المملكة العربية السعودية والأردن ومصر وقطر وإندونيسيا والأراضي الفلسطينية”.
وأكّدت الصحيفة على أن الصين تظهر “حيادًا مؤيدًا للفلسطينيين”، على غرار “حيادها المؤيد لروسيا” في الحرب الروسية على أوكرانيا، مشيرةً إلى أن البلاد لديها مصالح استراتيجية في المنطقة، خاصة باعتبارها مورّدا للطاقة فيها. وفسّرت الموقف المؤيد للفلسطينيين والفلسطينيات في سياق تطلعات الصّين إلى “نظام عالمي بديل، وتجنب انتقاد القمع الذي يتعرض له الأويغور”.
ويكتب فابيان كريتشمر، مراسل الصحيفة في بكين، أنّ إسرائيل تنظر إلى الجهود الدبلوماسية التي تبذلها بكين في الشرق الأوسط بنفس الطريقة التي تنظر بها كييف لمبادرات السلام الصينية في أوكرانيا: “بشكل متشكّك، ولكن ليس سلبيّ”. ويؤكّد أنه على الرغم من ميولها المؤيدة للفلسطينيين، إلا أن الصين يمكن أن تساهم في السلام، نظراً لوجود مصلحة لها في تجنب تصعيد الصراع في الشرق الأوسط.
(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 20 نوفمبر 2023، بالألمانية)
“لن تكون هناك فرصة ثانية”
من جانبها، اهتمّت صحيفة تاغيس انتسيغر باتفاق الهدنة المعلن وقضيّة تبادل الأسرى والمعتقلين والمعتقلات بين إسرائيل وحركة حماس. حيث استعرض بيتر مونش، مراسل الصحيفة في تل أبيب، الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية مصرية، والّذي ينصّ على إطلاق سراح 50 امرأة وطفل من بين الـ 240 رهينة الذين اختطفوا في 7 أكتوبر، مقابل إطلاق سراح 150 امرأة وقاصرٍ فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. كما توقّف التقرير عند حيثيات الاتفاق على هدنة لمدة أربعة أيام، والتي من المفترض أن يتمّ خلالها إطلاق الأسرى الإسرائيليين تباعًا بشكل يومي.
ورأى المراسل أن الاتفاق يثير عدة تساؤلات بشأن مدى ثقة الجميع في حماس، وما ستعنيه حرية عدد من الرهائن بالنسبة للآخرين الذين سيظلون في أيدي المسلحين. إذ كتب: “هناك قضية حساسة أخرى وهي ما يمكن أن يتبع اتفاق إطلاق سراح الرهائن الأول. إذا استؤنف القتال بكامل قوته، فماذا يعني ذلك بالنسبة للرهائن الذين ما يزالون في غزة ويتراوح عددهم بين 150 إلى 200؟”. كما نقل تصريح والدة أحد الرهائن لموقع واينت الإخباري: “من يتوصل إلى اتفاق جزئي الآن سيقتل ابني”. وأضافت معبّرة عن خشيتها: “لن يرى نور النهار مرة أخرى، ولن تكون هناك فرصة ثانية”.
من جهة أخرى، أشار المراسل إلى تصاعد التوتر داخل إسرائيل حول أولويات الحكومة في هذا الصدد، وما إذا كان يجب التركيز على تحقيق النجاح العسكري ضد حماس أم على إعادة الرهائن إلى بيوتهم. وجاء في شرحه لذلك أنّ: “هناك بعض التردد في إسرائيل من أنّ حماس، التي تم دفعها عسكرياً إلى موقف دفاعي بعد أكثر من ستة أسابيع من الحرب، يمكن أن تسوّق الاتفاق حول إطلاق سراح الرهائن كنجاح إضافي. فزعيم حماس، يحيى السنوار، هو من أملى الشروط.” ونقل مونش في السياق نفسه، أنّ وزير الأمن القومي اليميني المتشدّد، إيتمار بن غفير، كان قد حذّر مسبقًا ممّا أسماه “خطأ كبيراً جدّا”، وأنّ تقارير إعلامية تفيد بأنّ الوزير الإسرائيلي قد صوّت ضد الاتفاق في مجلس الوزراء.
(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 20 نوفمبر 2023، بالألمانية)
“مواقف الطرفين تغيّرت”
صحيفة لوتون الناطقة بالفرنسية تعرّضت هي الأخرى إلى التسوية بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك في تقرير نشرته يوم 21 نوفمبر. حيث عدّدت أهمّ نقاط التسوية، والمتعلّقة بإطلاق سراح بعض الرهائن المعتقلين لدى حماس.
وقالت الصحيفة إنّ التقارب بين الولايات المتحدة وقطر قد لعب دورًا حاسمًا في تسهيل المفاوضات التي أدّت إلى التسوية، مشيرة إلى أنّ “مواقف الطرفين (طرفي النزاع) تغيّرت”. وجاء في شرحها لذلك أنّ: ” الضغوط قد تزايدت على حماس من ناحية، وأنّ هناك اعترافًا في إسرائيل بأن حل ّقضية الرهائن يمثل الأولوية من ناحية أخرى.”
التقرير الّذي حمل توقيع الصحفية ألين جاكوتّي، سلّط هو الآخر الضوء على وجود بعض الأصوات المعارضة لهذا القرار في إسرائيل، خاصة من أحزاب اليمين المتطرف. فكما جاء في تقرير تاغيس انتسيغر، أعربت عدّة أطراف عن قلقها من تأثير الاتفاق على فرص استعادة مختطفات ومختطفين آخرين.
ونقلت الصحيفة عن خبير في شؤون مفاوضات الرهائن، أنّ الخلافات بين المكونات السياسية الإسرائيلية، والتي تكشّفت خلال عملية التصويت على اتّفاق الهدنة، تعزّز قلق الولايات المتّحدة تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
(المصدر: لو تون، 21 نوفمبررابط خارجي 2023، بالفرنسية)
فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:
+ الحكومة السويسرية تقرر حظر حركة حماس
+ تداعيات الحرب الإسرائيلية الفلسطينية تمتدّ إلى عالم الفنّ
+ استطلاع رأي يظهر انقسامًا في سويسرا بشأن الحرب الإسرائيلية الفلسطينية
+ منظمات سويسرية تدعو الحكومة إلى استئناف التمويل في الشرق الأوسط
+ التمويل الخاصّ للجامعات… خدمةٌ للمجتمع أم لجشع الإنسان؟
+ رحلة هنري الديمقراطية إلى سويسرا… والعودة إلى إسكتلندا
+ أداء الاقتصاد السويسري: تحليل وضع الربع الثالث من العام
+ “نحن مجرد مستأجرين”: لماذا يختار بعض الأجانب عدم التصويت في سويسرا؟
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
يمكنكم/ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم/ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
سننشر عرضنا الصحفي القادم في الأوّل من ديسمبر. حتى نلتقي، نتمنّى لكم/ن عطلة نهاية أسبوع سعيدة!
إلى الأسبوع القادم!
تحرير: أمل المكي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.