لماذا يُعدّ النفق الأساسي للغوتهارد مهما جدا؟

الجهة الشرقية من النفق الأساسي للغوتهارد، الذي أُعيد فتحه جزئيا يوم الأربعاء 23 أغسطس الجاري. Keystone / Christian Beutler

بعد أن ألحقت عجلة قطار معطوبة أضرارا جسيمة بحركة الشحن الأوروبية التي تمر عبر سويسرا، نشرح أهمية هذا النفق الأطول في العالم والذي يمر عبره خط للسكك الحديدية.

ما هو النفق الأساسي للغوتهارد؟

النفق الأساسي للغوتهارد في سويسرا هو أطول وأعمق نفق للسكك الحديدية في العالم. تم افتتاحه في عام 2016 بعد 17 عاما من الأشغال، ويتألّف من نفقيْن منفصليْن بطول 57.1 كيلومترا تمر عبره قطارات الركاب وقطارات البضائع. ويربط هذان النفقان أرشتفيلد في كانتون أوري ببوديو في كانتون تيتشينو.

ولا يجب الخلط بين النفق الأساسي للغوتهارد بنفق غوتهارد للسكك الحديدية الذي يبلغ طوله 15 كيلومترا وتم افتتاحه في عام 1882، أو نفق غوتهارد للطرق البرية الذي يبلغ طوله 16.9 كيلومترا وتم افتتاحه في عام 1980، والذي يشتهر بالاكتظاظ المروري. فضلا عن ذلك، غوتهارد، هي إحدى فرق الروك الأكثر نجاحا في سويسرا أيضا. 

لماذا تصدّر النفق الأساسي للغوتهارد عناوين الصحف مؤخّرا؟

في العاشر من أغسطس 2023، خرج قطار شحن عن القضبان، مما تسبّب في إغلاق مؤقّت لكلا النفقيْن.

لم يُصب أحد نتيجة هذا الانحراف، الذي يعتقد أنه نتج بسبب عطب أصاب إحدى العجلات، لكن الأضرار كانت كبيرة: فمعظم العربات البالغ عددها 16 عربة خرجت عن المسار، ولا تزال عالقة في النفق. علاوة على ذلك، القطار الذي تسبب في هذا الحادث كان يحمل كمية كبيرة من النبيذ، مما أدى إلى إغراق المسارات. ومع ذلك، أكّدت الشركة الفدرالية للسكك الحديدية أنه لا يوجد أي خطر لتسرّب النبيذ إلى المياه السويسرية.

وأضافت الشركة الفدرالية للسكك الحديدية: “يبدو أن حجم الأضرار الناجمة عن الحادث أكبر بكثير مما أظهرته التقديرات الأوّلية. إذ سيتعيّن في المجمل استبدال حوالي ثمانية كيلومترات من قضبان السكك الحديدية و20 ألف وحدة خرسانية التي تثبت عليها القضبان. كما يجب أن تستمر أعمال الترميم حتى نهاية عام 2023”.

ولكن، يوم الأربعاء 23 أغسطس الجاري أُعيد فتح النفق الشرقي – الأنبوب الذي لم يتأثّر بحادثة الخروج عن القضبان – جزئيا لمرور حوالي 100 قطار شحن يوميا (هذا النفق يمكن أن يمر عبره يوميا 260 قطار شحن و65 قطار ركاب، بسرعة تصل إلى 250 كيلومترا في الساعة.

وسيستمرّ تحويل قطارات الركاب عبر الطريق الجبلي البانورامي الأبطأ، ولكن اعتبارا من يوم الخميس يمكن تشغيل المزيد من القطارات بأقصى طول، مما يعني توفير المزيد من المقاعد.

ألا توجد طرق بديلة؟

يمرّ حوالي عشرين قطارا إضافيا يوميا عبر محور لوتشبيرغ- سيمبلون. وقالت الشركة الفدرالية للسكك الحديدية إنها لم تُلاحظ أي تحوّل إضافي للركاب إلى هذا المحور (لوتشبيرغ- سيمبلون).

وقال وزير النقل ألبرت روشتي، متحدثا إلى الإذاعة والتلفزيون السويسري الناطق بالألمانية SRF يوم 18 أغسطس الجاري، معلّقا على حادث خروج العربات عن مسارها: “يظهر هذا الحادث حساسية النظام وأهمية مرونته، لذلك فإن البدائل عن طريق لوتشبيرغ، وطريق غوتهارد الجبلي لا غنى عنهما. ونحن محظوظون لأنه لم يتم وضع طريق سانت – غوتهارد جانبا لدواع تقشّفية.

swissinfo.ch

لكن لماذا كل هذه التغطية الدولية للحادث؟

يعد النفق الأساسي للغوتهارد طريقا حيويا للبضائع ولنقل الركاب، خاصة بالنسبة لألمانيا في الشمال وإيطاليا في الجنوب. وخلال العام الماضي، مرّ أكثر من ثلث حركة الشحن عبر جبال الألب على متن القطارات.

وتوضّح الحكومةرابط خارجي أن هذا المشروع هو “جوهرة التاج” لخط سكك الحديد الجديد العابر لجبال الألبرابط خارجي، وهو أكبر مشروع قامت سويسرا بتشييده. ويشمل الخط الحديدي الجديد النفق الأساسي لغوتهارد، والنفق الأساسي للوتشبيرغ ( 34.6 كيلومترا)، والنفق الاساسي لتشينيري.

وقالت الحكومة في وقت سابق: “مع افتتاح نفق تشينيري في عام 2020، أكملت سويسرا الوصلة الرئيسية الاخيرة لممر الشحن عبر السكك الحديدية الممتد من روتردام بهولندا إلى جنوة، المطلة على البحر الابيض المتوسط، جنوب إيطاليا”. ويربط هذا الخط  (شمال- جنوب) والبالغ طوله 2500 كيلومتر بين العديد من المناطق الاقتصادية المزدهرة في أوروبا، بما في ذلك روتردام، وأمستردام، وأنترفيرب، ودويسبورغ وكولونيا، وفرانكفورت، ومانهايم، وبازل، وزيورخ، وميلانو، وجنوة”.

وأنفقت سويسرا، التي ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي حوالي 22.8 مليار فرنك من أجل تشييد خط سكك الحديد الجديد العابر لجبال الألب ما يُعدّ مساهمة كبرى في شبكة النقل الأوروبية التي تعمل على تقريب أوروبا أكثر فأكثر من بعضها البعض، وفقا للحكومة السويسرية.

ترجمة: عبد الحفيظ العبدلي