The Swiss voice in the world since 1935

أزمة كوفيد تسلط الضوء على دواعي لجوء الشباب إلى الانتحار

كراسي فارغة في الهواء الطلق
تقول لاوندولت إن هناك مؤشرات على أن الأزمة الصحية "تسبب في الكثير من الضغط على [الأطفال] الذين يعتمدون بشدة على التجارب الاجتماعية" التي كان من الصعب عيشها أثناء الوباء . © Keystone/ Valentin Flauraud

أدى الوباء والتدابير التي اتخذتها السلطات لمكافحته إلى تفاقم الشعور بالوحدة والحزن والقلق بين صفوف الأطفال، كما يقول كبير الأطباء النفسانيين في مستشفى الأطفال بزيورخ، حيث تم تسجيل أكثر من ضعف عدد محاولات الانتحار من قبل الشباب في عام 2020 مقارنة بالعام الذي سبقه.

قال ماركوس لاندولت، أحد الخبراء الأوروبيين البارزين في الأمراض النفسية لدى الأطفال، إن إجمالي 49 طفلاً عولجوا في المستشفى بعد محاولات انتحار في عام 2020، مقارنة بـ 22 حالة فقط في عام 2019.

لاوندولت أوضح في حديث إلى العدد الأسبوعي لصحيفة “نويه نسورخر تسايتونغ” إنه حتى الآن كانت هناك 21 حالة بالفعل في عام 2021.

وعلى الرغم من عدم وجود دراسات علمية حتى الآن تربط عواقب الوباء بالارتفاع الحاد في محاولات الانتحار، قال الخبير إن هناك مؤشرات على أن الأزمة الصحية “تسبّب الكثير من الضغط على [الأطفال] الذين يعتمدون بشدة في الحفاظ على توازنهم على التجارب الاجتماعية. كان هذا صعبًا لبعض الوقت بسبب القيود”.

المزيد

كان المرضى في أغلب الأحوال في سن المراهقة ويمثلون جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية. وكانت الغالبية منهم من الإناث.

وأوضح الطبيب النفسي أن “الفتيات يستبطنّ المشكلات أكثر بكثير من الفتيان، الذين يميلون إلى التعبير عن تلك المشكلات عبر سلوكات خارجية، قد تتخذ شكلا عدوانيا على سبيل المثال”.

ارتفاع حالات الاضطرابات النفسية المُعالَجة

معظم الذين عولجوا في مستشفى الاطفال بزيورخ كانوا من “اليائسين للغاية” وكان يبدو عليهم التوتّر. كما كانوا يعانون من أوضاع عائلية صعبة وكان البعض منهم ضحية أعمال عنف، أو تنمّر وإقصاء الاجتماعي.  

كذلك شهد مستشفى الأطفال بزيورخ زيادة كبيرة في عدد المقبولين من المراهقين المصابين باضطرابات نفسية جسدية بين شهري نوفمبر 2020 ومارس 2021 – وهو ما تزامن تقريبًا مع الموجة الثانية من الوباء في سويسرا – مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. كما تم تسجيل ارتفاع في عدد حالات قبول اضطرابات الأكل.

في السياق، كشفت دراسة أجرتها جامعة بازل العام الماضي أن ظهور أعراض الاكتئاب الخطيرة كان مرتفعًا بين صفوف الشباب بشكل خاص خلال الموجة الثانية.

وقال لاوندولت: “في البداية، لم تأخذ السلطات في الحسبان التأثير النفسي للتدابير المتخذة لإدارة أزمة فيروس كورونا، بما في ذلك على الأطفال. لكن هذا التأثير أصبح واضحًا الآن، لذا كان لا بد من اتخاذ إجراءات لتدارك الوضع”.

وأضاف الطبيب النفساني: “يجب أن يفعلوا كل شيء لإخراجنا من هذا الوباء في أسرع وقت ممكن”، مستدركا أنه “من الأفضل أن تكون القيود صارمة لكن لفترة زمنية قصيرة”.

في سويسرا ، تقوم جمعية Tel 143رابط خارجي بتشغيل خط ساخن على مدار الساعة (اتصل بـرقم العاتف: 143) يديره متطوعون مدربون يقدمون المساعدة السرية للأشخاص الذين يعانون من ضيق.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

أخبار

تراجعت أرباح المصرف الوطني السويسري في الربع الأول.

المزيد

تراجع أرباح المصرف الوطني السويسري بسبب قوة الفرنك

تم نشر هذا المحتوى على تراجعت أرباح البنك الوطني السويسري في الربع الأول بسبب استثماراته بالعملات الأجنبية، وهي خسائر لم تتمكن الزيادة في أسعار الذهب من تعويضها.

طالع المزيدتراجع أرباح المصرف الوطني السويسري بسبب قوة الفرنك
جاك بيتيلود، السفير السويسري لدى بلجيكا والممثل الدائم لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

المزيد

السفير السويسري لدى الناتو يدعو إلى تكثيف مشاركة بلاده في مناورات الحلف

تم نشر هذا المحتوى على السفير السويسري لدى بلجيكا والناتو،، يدعو إلى تعزيز مشاركة بلاده في مناورات حلف شمال الأطلسي.

طالع المزيدالسفير السويسري لدى الناتو يدعو إلى تكثيف مشاركة بلاده في مناورات الحلف
رئيسة سويسرا كارين كيلر-سوتر.

المزيد

رئيسة سويسرا تؤكد مواصلة دعم بلادها لأوكرانيا

تم نشر هذا المحتوى على أكدت رئيسة الاتحاد السويسري، كارين كيلر-سوتر، يوم الاثنين، مجدداً دعم سويسرا لأوكرانيا خلال قمة عُقدت في كييف لإحياء الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب. وشددت على أن الهدف لا يزال تحقيق سلام عادل ودائم.

طالع المزيدرئيسة سويسرا تؤكد مواصلة دعم بلادها لأوكرانيا

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية