مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“أحلام المُنتخب السويسري للشبان.. في المُتنــاول!”

شيردان شاقيري، نجم المنتخب السويسري دون 21 عاما، يثير اهتمام كبريات الأندية الأوروبية Keystone

ضمــن المنتخب السويسري لكرة القدم ورقة تأهله لنصف نهائي بطولة أوروبا لفئة ما دون21 عاما التي تحتضنها الدنمرك. ويعتقد بيرنار شالاند، المدرب السابق لهذه الفئة الفتية، بأن اللقب الأوروبي قد بات الآن في متناول هذا الجيل السويسري الموهوب للغاية.

بعد فوزها بلقب بطولة العالم لفئة ما دون 17 عاما في نيجريا عام 2009، هل ستتمكن سويسرا مُجددا من انتزاع لقب بطولة كبرى على ساحة كرة القدم العالمية؟ حظوظ النجاح أضحت حقيقية بعدما تغلب المنتخب السويسري تحت 21 عاما على الدنمرك، البلد المضيف للبطولة (1-0)، ثم على إيسلندا (2-0)، قبل أن يهــزم روسيا البيضاء (3-0). ولم يتبق في طريقه لولوج الدور النهائي سوى مقابلة نصف النهاية التي سيخوضها يوم الأربعاء 22 يونيو الجاري ضد الجمهورية التشيكية، في حين سيواجه المنتخب الإسباني نظيره البيلاروسي.

بقيادة لاعبين مثل شاقيري وجياكا وإيميغارا ومحمدي، الذين عزز بهم الناخب أوتمار هيتسفيلد صفوف الفريق السويسري لخوض المباراة الواعدة ضد إنجلترا في ويمبلي قبل ثلاثة أسابيع (2-2)، أصبحت التشكيلة السويسرية أفضل الفرق المرشحة للفوز بالدوري الأوروبي في الدنمرك.

بيرنار شالاند، الذي قاد في عام 2002 أعضاء فريق ما دون سن 21 عاما – المُلقبين بـ “الجبابرة”- إلى المركز الثالث في نهائيات كأس أوروبا، يرى أن إنجاز الفريق السويسري هو ثمرة لنظام تدريب يثير حسد القاصي والداني، ونتيجة للانسجام القوي بين لاعبين ينحدرون من أصول مختلفة.

swissinfo.ch: كيف تقيمون الأداء الذي قدمه الفريق السويسري إلى هذه المرحلة من البطولة التي تحتضنها الدنمرك؟

بيرنار شالاند: كنت أعلم أن هذا الفريق يتمتع بإمكانيات هائلة وبالقدرة على تقديم نتائج مُرضية إلى حد كبير.  إنــه فريق يلبي التوقعات، وهو أمر ليس سهلا بالضرورة. وهذا يذكرني بما تحقق (من إنجازات) في عامي 2002 و2004 عندما تأهل الفريق تحت 21 عاما لنهائيات بطولة “اليورو”، وعندما تابعنا ظهور اللاعبين غريشتينغ، ومانيان، وكابانا، وفراي، وبارنيتا، وليشتستاينر، وديغين، وسانديروس. واليوم، يتضمن جيل الوافدين الجدد أسماء مثل جياكا، وشاقيري، وإيميغارا، ومحمدي، وفابيان فري. هذا الجيل يسجل صعودا قويا وتُعقد عليه آمال كبيرة.

هل يمكن أن تفوز سويسرا بهذه البطولة الأوروبية؟

بيرنار شالاند: نعم، يمكن لهذا الفريق أن يحقق أحلامه، فهو يتمتع بإمكانية التأهل إلى المقابلة النهائية حيث قد يواجه إسبانيا أو انجلترا. لن تكون المأمورية سهلة، ولكنني أثق بإمكانية تحقيقه لذلك الإنجاز.

أداء اللاعبين السويسريين مثير للإعجاب على جميع الأصعدة. ما هي وصفة هذا النجاح؟

بيرنار شالاند: إنها بلا شك نتيجة نظام التدريب الذي وُضع في السنوات الأخيرة. الجزء الأكبر من عناصر هذا الفريق يلعبون ضمن أندية سويسرية. وجميع اللاعبين الذين ذهبوا إلى الخارج استفادوا من سنوات تدريب عديدة في سويسرا. يمكننا أن نكون فخورين بالعمل الذي أنجزه الاتحاد السويسري لكرة القدم إلى جانب الأندية. إن نظام التكوين لدينا يعمل بشكل رائع، وحصل بعدُ على الاعتراف في جميع أنحاء العالم.

اكتشفت سويسرا جوهرة جديدة في شخص شيردان شاقيري. ما هو رأيكم في هذا اللاعب الذي تجري وراءه كبريات الأندية الأوروبية؟

بيرنار شالاند: كان بإمكانه رفض الانضمام للمنتخب في هذه البطولة بذريعة خوضه لمقابلات كثيرة هذا الموسم مع فريق بازل ومع المنتخب الوطني السويسري (أ). ومن خلال مشاركته في البطولة الأوروبية لفئة ما دون 21 عاما، يُثبت بأنه يحب لعب كرة القدم، من أجل سويسرا، وأنه لا يشغل نفسه بــتلك الأمور. ولعل هذه العلامة الأكثر إيجابية بخصوصه. فهو بطبيعة الحال يمتلك مؤهلات استثنائية، من حيث اللياقة البدنية، والسرعة، والحيوية “الانفجارية”، والتقنية، وقوة ضربه للكرة. فهو لاعب مُتكامل جدا.

كما أنه يتمتع بمعنويات فائقة قد لا تكاد تصدق. فهو من صنف اللاعبين الذين يساهمون منذ سنوات عديدة في تغيير عقلية لاعبي كرة القدم السويسريين. فهم لم يعودوا يخشون من إبراز أنفـسهم، وباتوا قادرين على الذهاب لرفع التحدي أمام أكبر أمم كرة القدم.

الفلسفة الجديدة التي لُقنت للفرق الشابة، والمتمثلة في انتهاج أسلوب لعب ديناميكي يميل إلى تفضيل الهجوم، يبدو أنها أقنعت مدرب المنتخب الوطني أوتمار هيتسفيلد أثناء المباراة ضد إنجلترا في ويمبلي (2-2).

بيرنار شالاند: إن هؤلاء اللاعبين الشباب يجلبون معهم حيوية لا يمكن إنكارها، كما كان الحال مع مجيء فراي، وبارنيت، وكافانا قبل بضعة أعوام. وهو يُسهمون، بفضل مواهبهم وشجاعتهم وتهورهم، في تغيير ملامح الفريق. وهذا المسار الطبيعي لأي فريق. ولكن في بلد مثل سويسرا، كان من الصعب في بعض الأحيان العثور على الخلفاء. والآن، لدينا من جديد جيل قادر على أن يحل بنجاح محل الفريق الذي سيودعنا رويدا رويدا. وهذا أمر رائع.

بعض أبطال العالم السويسريين في نيجيريا تمكنوا من فرض أنفسهم كعناصر رسمية في فرقهم، ولكن البعض الآخر مازال يواجه صعوبة في ذلك. كيف تفسرون تلك الفوارق؟

بيرنار شالاند: لا ينبغي الحلم كثيرا في هذا المجال، فلن يصل سوى 3 أو 4 لاعبين من الفريق الذي فاز ببطولة العالم في نيجريا إلى المنتخب الوطني “أ”. إن هذا الأمر يتم بنفس الطريقة في كل مكان. فكــُرة القدم لدى الشبان تختلف كثيرا عن كرة القدم الاحترافية، والمسار الذي يربط بين هذين العالمين محفوف بمخاطر كبيرة. ومن بين أبطال أوروبا لفئة ما دون 17 سنة لعام 2002، لم ينضم إلى الفريق الوطني “أ” سوى تسيغلر وبارنيتا وسانديروس. ويحتاج بعض اللاعبين لفترة أطول قبل الالتحاق بالمنتخب، لأنهم يختارون الذهاب إلى الخارج حيث تكون المنافسة أقوى بكثير. وتسير الأمور أحيانا على ما يرام، كما هو الحال بالنسبة لدجورو وسانديروس، لكن قد تكون المغامرة أقل نجاحا مثلما هو الحال بالنسبة لابن خليفة وغافرانوفيتش. وعموما، يظل اللعب أولا في كبريات الأندية السويسرية، قبل الهجرة، أفضل خيار.

لماذا يثير أصل هؤلاء اللاعبين الكثير من التوتر في سويسرا، خلافا لما تشهده فرنسا المجاورة؟

بيرنار شالاند: لقد أخذ النقاش في فرنسا منحى خاطئا بسبب وجود خلفية عنصرية. ولكن الجدل بدأ في الأصل بالتفكير في الإشكالية التي تجسدها فئة اللاعبين الذين يتم تكوينهم في فرنسا والذين يختارون منتخبا وطنيا آخر بمجرد بلوغهم سن الرشد. وقد جرت هذه المناقشة أيضا في سويسرا. واستُبعدت تماما في هذا السياق مسألة الحصص، بل تم التركيز على إيجاد حلول لكي يستمر هؤلاء اللاعبون في التطور والنمو ضمن الفريق السويسري. وقد تم التعليق باستفاضة على مثالي كوزمانوفيتش وبيتريتس. واليوم، تغير الوضع، إذ أن قرابة نصف عناصر الفريق الوطني مكون من أبناء الجيلين الثاني والثالث، دون أن يطرح ذلك أية مشكلة.

هل تمثل التعددية الثقافية قوة المنتخبات الوطنية السويسرية بمختلف فئاتها العمرية؟

بيرنار شالاند: بالطبع! هذه هي قوة سويسرا، ولكن هذه هي أيضا قوة فرنسا وإنجلترا، وجميع المنتخبات الوطنية تقريبا. وبالنسبة لبلد صغير مثل بلدنا، تعتبر التعددية الثقافية ورقة رابحة هائلة. فاللاعبون مثل شاقيري وجياكا ومحمدي لديهم مسيرة حياتية مختلفة. كان على آبائهم الصمود، وتجاوز أوقات عصيبة، والاضطرار إلى الهجرة، وحتى مواجهة الحروب أحيانا. وهم بالتالي ربما يشعرون أكثر بالرغبة في النجاح. وهذا يُجبر “أبناءنا السويسريين أبا عن جد” على بذل جهد إضافي.

نوشاتيل: بيرنار شالاند (60 عاما) متزوج وله أربعة أطفال. هو من مواليد لولوكل في منطقة الجورا بكانتون نوشاتيل. بعد حصوله على شهادة الاختصاص في شؤون المكتبات والمعلومات، درس الثقافة العامة (اللغة الفرنسية والتاريخ والتربية الوطنية) في المدارس التقنية بمنطقة نوشاتيل، قبل أن يكرس نفسه تماما لكرة القدم المولع بها.

الجبابرة: حصل بيرنار شالاند، على اعتراف بالإجماع، بامتلاكه مهارات كبيرة في إبلاغ المعلومات، ما قاده إلى تولي مهمة تدريب الفريق الوطني السويسري لكرة القدم لفئة ما دون 21 عاما سنة 2001. وفي العام الموالي، وصل فريق “الجبابرة” (وهو اللقب الذي أعطي للجيل الذهبي السويسري الشاب الذي كان يضم في صفوفه لاعبين مثل غريشتينغ، وكابانا، وفراي، وماني) إلى الدوري نصف النهائي لبطولة أوروبا.

 
بطل: في يوليو 2007، خلف لوسيان فافر (الذي غادر ليجرب حظه في هيرتا برلين) كمدرب لفريق “إيف سي زيورخ”. وفي عام 2009، فاز فريق بيرنار شالاند بالبطولة قبل أن يُقال من منصبه في العام الموالي. ثم تولى زمام الأمور في نادي “إيف سي سيون” (بكانتون الفالي) الذي شكره بدوره على خدماته يوم 22 فبراير 2011. وفي نهاية البطولة السويسرية، تم تعيين بيرنار شالاند على رأس فريق “نوشاتيل غزاماكس” الذي أنقذه من النزول إلى الدرجة الثانية. وسيتولي في الموسم المقبل تدريب “إيف سي تون” (كانتون برن).

حراس المرمى: كيفين فيكينتشير، بينجامان سينغريست، يان تسومر.

المدافعون: فرانسوا أفولتر (يونغ بويز)، غايتانو بيراردي (بريسيا)، فابيو دابريلا (بريسيا)، تيم كلوس (تون)، فيليب كوخ (زيورخ)، دانييل بافلوفيتس (غراسهوبرز)، جوناتان روسيني (ساسوولو).

 لاعبو وسط الميدان/المهاجمون: أمير أبراشي (غراسهوبرز)، ناسيم بن خليفة (نورمبيرغ)، مورينو كوستانزو (يونغ بويز)، إنوسانت إيميغارا (غراسهوبرز)، فرانك فيلتشير (بيللينزونا)، فابيان فراي (سانت غالن)، ماريو غافرانوفيتش (شالكي)، باجتيم قاسمي (باليرمو)، فابيان لوستنبيرغر (هيرتا بيرلين)، أدمير محمدي (زيورخ)، شيردان شاقيري (بازل)، غرانيت جياكا (بازل)، غزافيي هوخشتراسر (بادو).

(ترجمته من الفرنسية وعالجته إصلاح بخات)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية