الجمهوريون في قلب العاصفة وكلفة حرائق لوس أنجلوس وديزني تتجه نحو الذكاء الاصطناعي
مرحبًا بكم في العرض الأسبوعي لتغطية الصحافة السويسرية للمستجدات الأمريكية. كل يوم خميس، نستعرض أبرز ما تناولته وسائل الإعلام السويسرية بشأن ثلاث قضايا رئيسية في الولايات المتحدة — في السياسة والاقتصاد والعلوم.
كان أسبوعًا صعبًا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحزب الجمهوري، وفقًا لعدد من الصحف السويسرية. أما في هوليوود، فقد خيّم الحزن على المبدعين، بينما قد يشعر عشاق أفلام مثل “فروزن” بالبهجة بعد إعلان ديزني عن شراكة مع شركة (OpenAI) تتيح لهم التفاعل مع شخصياتهم المفضلة.
اضطراب في صفوف الحزب الجمهوري
أفادت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ بأن الحزب الجمهوري يعيش حالة من الارتباك بعد سلسلة من الهزائم الانتخابية والانقسامات الداخلية وتراجع في استطلاعات الرأي.
وذكرت موقع الإذاعة والتلفزيون العمومي السويسري الناطق بالألمانية في تقريره يوم الجمعة:
“حدث أمر لافت في ولاية إنديانا: الجمهوريون رفضوا تلبية رغبة دونالد ترامب.”
وأوضح التقرير أن الرئيس الأمريكي كان يسعى إلى إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية في الولاية لتعزيز فرص الجمهوريين في كسب مقاعد إضافية في الكونغرس. وبينما امتثلت ولايات مثل تكساس، رفض بعض الجمهوريين في إنديانا الانصياع، رغم تهديدات ترامب عبر منصته الاجتماعية.
وأضاف الموقع: “تظهر مؤشرات متزايدة على أن ترامب لم يعد يهيمن بشكل كامل على الحزب. فعندما طُرحت قضية الكشف عن ملفات إبستين للتصويت في مجلس النواب، دعم أربعة جمهوريين المقترح، رغم ضغوط البيت الأبيض. كما انتقلت مارجوري تايلور غرين من حليفة وفية إلى ناقدة صريحة لترامب.”
في الوقت ذاته، حقق الديمقراطيون فوزًا واضحًا في انتخابات حاكمي ولايتي نيوجيرسي وفيرجينيا – في مناطق كانت تُعتبر معاقل تقليدية للجمهوريين. كما شهدت ميامي انتخاب أول عمدة ديمقراطي منذ نحو 30 عامًا.
وأشار موقع الإذاعة والتلفزيون العمومي السويسري الناطق بالألمانية إلى أن:
“ترامب يظل ظاهرة سياسية استثنائية، وقد أثبتت التجارب أنه لا ينبغي استبعاده مبكرًا. لكن شعبيته متراجعة، خصوصًا فيما يتعلق بسياسته الاقتصادية.”
“ويعتقد البعض أنه بات رئيسًا فاقد التأثير الفعلي.”
أما صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ، فقد رأت أن الوقت ما زال ممتدًا حتى انتخابات منتصف المدة في نوفمبر المقبل، لكنها نقلت عن شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري مثل نيوت غينغريتش قلقها العلني، قائلة:
“كان ترامب قد وعد الأمريكيين بـ ‘عصر ذهبي’، إلا أن استطلاعًا حديثًا أظهر أن 31% فقط من المواطنات والمواطنين راضون عن سياساته الاقتصادية، مقارنة بنسبة 40% في مارس الماضي.”
في المقابل، دعا نائب الرئيس جاي دي فانس الناخبين إلى التحلي بالصبر، مؤكدًا أن نتائج السياسة الجمركية وخفض الضرائب ستظهر بمرور الوقت. لكن الصحيفة خلصت إلى أن:
“أمام الجمهوريين وقتًا محدودًا قبل انتخابات منتصف المدة لتحقيق بوادر ذلك العصر الذهبي.”
“دونالد ترامب يُظهر علامات ضعفرابط خارجي” — موقع الإذاعة والتلفزيون العمومي السويسري الناطق بالألمانية
“الجمهوريون يعيشون حالة من الارتباك” —رابط خارجي صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ
حرائق لوس أنجلوس وكلفتها القياسية
أفادت صحيفة تربيون دو جنيف أن الحرائق التي اندلعت في لوس أنجلوس في يناير الماضي كبّدت شركات التأمين خسائر قياسية بلغت 40 مليار دولار (31.8 مليار فرنك سويسري)، لتُعد أكثر حرائق الغابات كلفة على الإطلاق.
وبحسب الصحيفة، فإن العواصف والأعاصير ألحقت أضرارًا إضافية بقيمة 50 مليار دولار، ما رفع إجمالي الخسائر المؤمن عليها من الكوارث الطبيعية عالميًا في عام 2025 إلى 107 مليارات دولار.
وأضاف التقرير أن أكثر من 12 ألف منزل ومبنى ومركبة تضررت أو دُمّرت بفعل الحرائق التي اجتاحت أحياء راقية في لوس أنجلوس.
ورغم التعاطف الذي أبدته وسائل الإعلام السويسرية مع المتضررين، فقد وُجّهت انتقادات للمجتمع الأمريكي، إذ كتبت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ في 11 يناير:
“على مدى قرون، اعتاد الأمريكيون بناء منازلهم في أي مكان يرغبون فيه. بعد الكارثة في جنوب كاليفورنيا، ينبغي أن يتوقف هذا. فقد دأبت الدولة على تجنيب المواطنين تبعات خيارات سكن غير محسوبة.”
أما صحيفة تاغس أنتسايغير، فقد تطرّقت إلى الجدل حول استعانة الأثرياء بفرق إطفاء خاصة لحماية ممتلكاتهم، قائلة:
“تزايد عدد الفرق التي تقدم خدماتها الحصرية للأثرياء. ونظرًا لحساسية هذا النشاط، فإنها لا تروّج لنفسها، بل تعتمد على التواصل بين أصحاب الثروات لجذب العملاء.”
لكن الصحيفة حذّرت من أن هذه الخدمات لا تخلو من مخاطر، مشيرة إلى أن بعض الفرق الخاصة لم تستجب خلال حرائق ماليبو في عام 2019، ما اضطر السكان إلى مواجهة النيران بأنفسهم.
ورغم المشاهد المأساوية من كاليفورنيا، أشارت صحيفة تربيون دو جنيف إلى أن إجمالي الخسائر المؤمن عليها بسبب الكوارث الطبيعية عالميًا قد تراجع بنسبة 24% مقارنة بعام 2024. ومع إضافة الكوارث البشرية المقدرة بـ11 مليار دولار، يبلغ إجمالي كلفة الكوارث المؤمن عليها في عام 2025 نحو 118 مليار دولار، بتراجع قدره 22%.
“حرائق لوس أنجلوس ترفع فاتورة التأمين العالمية بشكل غير مسبوقرابط خارجي” — صحيفة تربيون دو جنيف
“احتراق الحلم الأمريكي القديم في لوس أنجلوس” —رابط خارجي صحيفة نويه تسورخdر تسايتونغ (يناير 2025)
“الأثرياء يدفعون مقابل خدمات إطفاء خاصة ويثيرون استياء الجيرانرابط خارجي” — صحيفة تاغس أنتسايغير (يناير 2025)
ديزني والذكاء الاصطناعي: تسويق ذكي أم تهديد للإبداع؟
اعتبرت صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ أن استثمار ديزني في الذكاء الاصطناعي خطوة تسويقية ذكية، لكنها قد تهدد جوهر صناعة السينما: الإبداع.
وبحسب موقع الإذاعة والتلفزيون العمومي السويسري الناطق بالفرنسية، فإن شركة ديزني قد أبرمت اتفاقًا مع OpenAI، الشركة المطورة لتقنية ChatGPT، ما يسمح باستخدام أكثر من 200 شخصية من ديزني ومارفل وبيكسار وعالم “حرب النجوم” عبر منصة “Sora”، المخصصة لإنشاء مقاطع فيديو بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفي المقابل، ستصبح ديزني “عميلًا رئيسيًا” لشركة OpenAI، وتستثمر فيها مليار دولار (800 مليون فرنك سويسري)، لتوظف تقنياتها في تطوير منتجات وأدوات وتجارب جديدة.
ورأت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ أن الخطوة تُعد أقصى درجات إعادة استخدام المحتوى، مضيفة:
“تخيلوا شخصية إلسا من فيلم ‘فروزن’ تغني عيد ميلاد سعيد لأطفالكم، أو لوك سكاي ووكر يرسل رسالة تحفيزية لزملائكم في صباح الاثنين!”
وأضافت الصحيفة أن ديزني هي أول استوديو هوليوودي يمنح حقوق استخدام شخصياته لشركة ذكاء اصطناعي، معتبرة ذلك نقطة تحول في صناعة الإعلام والسينما، مشيرة إلى أن شركات الذكاء الاصطناعي استخدمت سابقًا محتوى صناعات إبداعية لتدريب نماذجها، وربما قررت ديزني أن تستفيد من ذلك بنفسها.
لكنها حذّرت في الوقت ذاته من خطر التكرار والنمطية، قائلة:
“الأمر لا يهدد إبداع ديزني فحسب، بل أيضًا عمل المبدعين الذين يقفون وراء هذه الشخصيات.”
وأشارت الصحيفة إلى أن ديزني تستخدم تقنيات رقمية واسعة في تصوير المسلسلات الخيالية وتجديد ملامح الممثلين، مضيفة أن التعاون مع OpenAI يُشير إلى توسع متوقع في عمليات الأتمتة.
وختمت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ:
“ديزني تؤكد أن انخراطها في الذكاء الاصطناعي لن يُضعف دور المبدعين. نأمل أن تكون على حق، وعليها أن تتجنب تهميش من يقوم نجاحها على إبداعهم.”
“افتتاحية في صحيفة نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي” — صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ
“تغطية لقرار ديزني بشأن الذكاء الاصطناعي”رابط خارجي — موقع الإذاعة والتلفزيون العمومي السويسري الناطق بالفرنسية
“كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة الإبداعية في سويسرا“ — أرشيف موقع سويس إنفو
موعدنا العام المقبل مع عرض صحفي جديد حول المستجدات الأمريكية.
للتعليق أو إبداء الملاحظات، يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: english@swissinfo.ch
ترجمة: مي المهدي
نستخدم في بعض المقالات أدوات الترجمة التلقائية، مثل ديبل وغوغل.
يُراجع كل مقال مترجَم بعناية من طرف المحررين لضمان دقة المحتوى. تتيح لنا هذه الأدوات تخصيص وقت أكبر لإنتاج مقالات معمّقة وتحليلية.
لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامنا لأدوات الذكاء الاصطناعي، يُرجى زيارة قسم “مبادئ العمل الصحفي” على موقعنا.
المزيد
للاشتراك في العرض الصحفي الأسبوعي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.