
تركيا تبرز طرفا رئيسيا في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

من طوان جمركجي وجوناثان سبايسر
أنقرة (رويترز) – قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس إن أنقرة تهدف إلى المشاركة في “قوة مهام” تشرف على وقف إطلاق النار المتفق عليه حديثا في قطاع غزة وتنفيذ بنود الاتفاق، فيما برزت تركيا على ما يبدو طرفا رئيسيا في مفاوضات التوصل إلى الاتفاق وتنفيذه.
وقال مسؤول تركي كبير لرويترز إن أنقرة ستشارك في قوة مهام مشتركة، إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة وقطر ومصر، أنشئت لتحديد مواقع رفات الرهائن القتلى في غزة.
وكانت تركيا، التي شاركت في مفاوضات وقف إطلاق النار في مصر، من أشد منتقدي الهجوم الإسرائيلي على غزة، ووصفته بالإبادة الجماعية.
ومنذ أن شنت إسرائيل هجومها على غزة قبل عامين، شاركت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي بصفة غير مباشرة إلى حد بعيد في جهود السلام، لكنها اضطلعت بدور متزايد في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال أردوغان خلال خطاب في أنقرة “إن شاء الله سنشارك، نحن الأتراك، في قوة المهام التي ستراقب تنفيذ الاتفاق ميدانيا”، مضيفا أن تركيا ستشارك أيضا في إعادة إعمار غزة.
وسلط أردوغان الضوء أيضا على دور تركيا في تلك العملية، إذ وصف الأحداث السابقة للاتفاق بدءا باجتماع بشأن غزة في الجمعية العامة للأمم المتحدة مرورا بمناقشاته المتعلقة بالقضية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي حتى اتصال هاتفي لاحق الأسبوع الماضي.
ولم يتضح بعد ما إذا كان أردوغان والمسؤول الكبير يشيران إلى قوة المهام نفسها أو ما إذا كانت الإشارة إلى “قوة استقرار” تنص عليها خطة ترامب.
وحضر رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين المحادثات في مصر، وذكر مسؤول أمني أنه نقل رؤى أنقرة وتوجيهاتها إلى حماس بشأن كيفية المضي قدما خلال وجوده هناك. وأضاف المسؤول أن كالين أجرى أيضا محادثات منفصلة مع جميع الأطراف باستثناء إسرائيل. وتعد تركيا حماس حركة مقاومة.
وقال أردوغان إنه شرح لترامب كيفية تحقيق السلام في غزة وإن الرئيس الأمريكي طلب مساعدة أنقرة في إقناع حماس بقبول خطته.
* تركيا لن تهدأ حتى قيام دولة فلسطينية
وكتب أردوغان على منصة إكس في وقت سابق “أنا سعيد للغاية لأن محادثات حماس وإسرائيل الجارية في شرم الشيخ، بمشاركة تركيا، أفضت إلى وقف إطلاق النار في غزة”.
ووجه أردوغان الشكر لترامب “الذي أبدى الإرادة السياسية اللازمة لتشجيع الحكومة الإسرائيلية على وقف إطلاق النار”، وكذلك لقطر ومصر، مؤكدا أن أنقرة لن تتوقف حتى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قبيل إعلان الاتفاق إنه بعد إعلان الجانبين وقف إطلاق النار كخطوة أولى في خطة ترامب لإنهاء الحرب، سيعملان على قضايا “أكثر أهمية” مثل ضمان الأمن في غزة وسيناريوهات ما بعد الحرب.
وعبرت وزارة الخارجية التركية في بيان عن أملها في أن تؤدي القوة الدافعة في هذه المحادثات إلى حل الدولتين. وقالت إن أنقرة ستراقب الالتزام التام بتنفيذ الاتفاق ليتسنى “وضع حد للإبادة الجماعية” في غزة.
وأضافت “من الضروري، مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وبدء جهود إعادة الإعمار دون تأخير”، وذكرت أن أنقرة ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية.
(إعداد رحاب علاء وسها جادو ومحمد أيسم للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)