أسرة تايلاندية تنتظر عودة رفات رهينة من غزة
من توماس سوين
نونغ خاي (تايلاند) 6 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – بعد مرور عامين على مقتل العامل التايلاندي سوتيساك رينتالاك في هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل، تستعد عائلته في شمال شرق تايلاند لاستقبال رفاته في منزلها وإقامة مراسم بوذية تعتقد أنها ستجلب لروحه السلام.
كان سوتيساك من بين 27 رهينة سلمت حماس رفاتهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الحالي إضافة إلى 20 رهينة على قيد الحياة. وتسليم جثث الرهائن المتوفين شرط أساسي في المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يهدف إلى إنهاء الحرب في غزة.
وأمضى شقيق سوتيساك الأكبر تيبورن العامين الماضيين في الوفاء بالوعود التي قطعها لأخيه، إذ استخدم أموال التعويضات لبناء منزل جديد وشراء شاحنتين صغيرتين لوالديهما المسنين وتوسيع مزرعة أشجار المطاط المملوكة للأسرة.
لكن المزارع البالغ من العمر 50 عاما يقول إن كل هذا لا يهم بعدما رحل سوتيساك عن الحياة.
وقال تيبورن، وهو يمشي في مزرعة أشجار المطاط في مقاطعة نونج خاي بالقرب من حدود لاوس “كل شيء تم إنجازه ولكن الشخص الذي فعلت هذه الأشياء من أجله ليس هنا”.
وخلصت إسرائيل يوم الخميس إلى أن سوتيساك (44 عاما) هو صاحب الرفات الذي سلمته حماس بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. واحتجزت الحركة العامل في مزرعة للأفوكادو خلال هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، وقتل لاحقا في تجمع بئيري السكني.
وآخر صورة لسوتيساك لدى عائلته جاءت من مقطع فيديو أرسله أصدقاؤه يظهره ملقى على وجهه بينما يصوب المسلحون أسلحتهم نحوه.
وقال تيبورن “أشعر بالحزن لأنني لم أستطع فعل شيء لمساعدته”.
وأضاف “لم يكن هناك شيء يمكنني فعله عندما رأيته بعيني هاتين. كان يختبئ خلف إطار خشبي وكانوا يصوبون السلاح نحوه”.
ولشهور انتظر أفراد العائلة مع توالي عمليات الإفراج عن الرهائن على أمل أن يكون سوتيساك من بين الأحياء الذين جرى إطلاق سراحهم. لكنهم أصيبوا بخيبة الأمل في كل مرة.
وذهب سوتيساك إلى إسرائيل لكسب المال لإعالة والده تونجما (77 عاما) ووالدته أون (80 عاما) اللذين يعيشان في منطقة ريفية عادة ما يغادرها الشبان للعمل في الخارج.
وقبل الحرب، كان هناك قرابة 30 ألف عامل تايلاندي يعملون في قطاع الزراعة في إسرائيل، مما جعلهم من أكبر مجموعات العمال المهاجرين هناك.
وقال تيبورن إن وفاة أخيه تمثل تحذيرا للتايلانديين الآخرين الذين يفكرون في العمل في الخارج.
وأضاف “أريد فقط أن أقول للعالم.. عليكم أن تفكروا جيدا قبل إرسال أفراد عائلاتكم إلى الخارج… انظروا أي البلدان في حالة حرب، وأيها لا، وفكروا مليا”.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية – تحرير رحاب علاء )