The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

ألوف يعودون لمنازلهم المدمرة بغزة مع بدء الانسحاب الإسرائيلي

reuters_tickers

من ألكسندر كورنويل ونضال المغربي

القدس/القاهرة (رويترز) – ‭ ‬بدأ ألوف النازحين الفلسطينيين العودة إلى منازلهم المهجورة والمدمرة يوم الجمعة بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) حيز التنفيذ وبدء القوات الإسرائيلية الانسحاب من بعض مناطق القطاع.

وتحركت حشود ضخمة من النازحين شمالا باتجاه مدينة غزة، أكبر منطقة حضرية في القطاع، والتي كانت هدفا لهجوم واسع قبل أيام فحسب في واحدة من أعنف العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب.

وقال إسماعيل زايدة (40 عاما) في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة “الحمد لله بيتنا لسة واقف … لكن المكان كله دمار، البيوت في الحي تبعنا مدمرة، مربعات سكنية كاملة كلها راحت”.

وفي الجنوب شق الناس طريقهم عبر خان يونس، ثاني أكبر مدن غزة والتي دمرتها القوات الإسرائيلية هذا العام. وسار معظمهم في صمت بينما أظهرت لقطات فتى جالسا على مراتب إسفنجية.

ودفع أحمد البريم، وهو رجل في منتصف العمر، دراجة هوائية مربوط عليها من الأمام والخلف بعض الأخشاب القديمة التي يمكنه استخدامها حطبا للطهي. وكان هذا على حد قوله كل ما استطاع انتشاله من أنقاض منزله.

وأضاف البريم، وهي من شرق خان يونس، “روحنا على منطقتنا.. إبادة. يعني مش عارف وين بدنا نروح بعد هيك… ما قدرناش نطلع عفش البيت ولا أي شيء… ولا أي شيء في البيت موجود. وما قدرناش نخش على البيت”.

* نتنياهو: نزع سلاح حماس ’بالطريقة السهلة… أو الصعبة’

أعلن الجيش الإسرائيلي دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة الثانية عشرة ظهرا بالتوقيت المحلي (0900 بتوقيت جرينتش).

وتنص المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في قطاع غزة على انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق الحضرية الرئيسية في القطاع مع استمرار سيطرتها على نحو نصف أراضيه.

وفي خطاب بثه التلفزيون، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن القوات الإسرائيلية ستبقى في قطاع غزة لضمان نزع السلاح منه وتجريد حماس من أسلحتها في المراحل اللاحقة من خطة ترامب “إذا تحقق ذلك بالطريقة السهلة فسيكون ذلك جيدا، وإن لم يتحقق، فسيكون ذلك بالطريقة الصعبة”.

وخلال النهار فتحت القوات الإسرائيلية طرقا مؤدية إلى المدن ليبدأ أول تدفق كبير للفلسطينيين العائدين من المخيمات المؤقتة إلى منازلهم التي غادروها.

وقال مهدي ساق الله (40 عاما) “أول ما سمعنا خبر الهدنة ووقف إطلاق نار فرحنا كتير واستعدينا لأنه نرجع على غزة على بيوتنا. طبعا مفيش بيوت.. مهدمة”.

وتابع قائلا “ولكن فرحتنا إنه نرجع مكان بيوتنا فوق الدمار برضه فرحة كبيرة. إحنا سنتين وإحنا في معاناة ونزوح من مكان لمكان”.

وصادقت الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق مع حركة حماس في الساعات الأولى من صباح الجمعة. ومع بدء انسحاب القوات الإسرائيلية من المتوقع أن تفرج حماس عن الرهائن الإسرائيليين العشرين الأحياء خلال 72 ساعة، على أن تفرج إسرائيل بعد ذلك عن 250 فلسطينيا يقضون عقوبات طويلة في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى 1700 آخرين اعتقلوا في غزة خلال الحرب.

وحث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي البريجادير جنرال إيفي ديفرين سكان غزة يوم الجمعة على تجنب دخول المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الإسرائيلية.

وقال “أدعو سكان غزة إلى تجنب دخول المناطق الخاضعة لسيطرة جيش الدفاع الإسرائيلي. التزموا بالاتفاق حتى تضمنوا سلامتكم”.

* ضمانات بانتهاء الحرب

ابتهج الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء بعد الإعلان عن الاتفاق، وهو أكبر خطوة حتى الآن لإنهاء الحرب التي قتل فيها أكثر من 67 ألف فلسطيني ولإعادة باقي الرهائن الذين احتجزتهم حماس خلال هجومها المباغت في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 الذي بدأت بعده الحرب.

وقال خليل الحية رئيس حركة حماس في قطاع غزة إنه تلقى ضمانات من الولايات المتحدة ووسطاء بانتهاء الحرب.

وذكر أن الحركة تسلمت “ضمانات من الإخوة الوسطاء ومن الإدارة الأمريكية مؤكدين جميعا أن الحرب قد انتهت بشكل تام”.

ويعتقد أن 20 من الرهائن الإسرائيليين لا يزالون على قيد الحياة في قطاع غزة، في حين يعتقد أن 26 منهم قتلوا بينما لا يزال مصير اثنين مجهولا. وأشارت حماس إلى أن استعادة رفات القتلى قد يستغرق وقتا أطول من إطلاق سراح الأحياء.

* عقبات

ومن شأن تنفيذ الاتفاق بالكامل أن يقرب الجانبين أكثر من وقف الحرب مقارنة بأي محاولات سابقة.

لكن لا يزال من الممكن أن تسوء الأمور. فلم ينشر الجانبان بعد القائمة التي تضم أسماء السجناء الفلسطينيين الذين ستفرج إسرائيل عنهم مقابل إطلاق سراح الرهائن.

وتسعى حماس لإطلاق سراح عدد من أبرز المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل بالإضافة إلى مئات اعتقلوا خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية.

ولم يتسن الاتفاق بعد على خطوات أخرى في خطة ترامب المكونة من 20 نقطة ومنها كيفية حكم قطاع غزة المدمر بعد انتهاء القتال، والمصير النهائي لحركة حماس التي ترفض حتى الآن مطالب إسرائيل بالتخلي عن سلاحها.

وقالت وزارة الداخلية التي تديرها حماس اليوم الجمعة إنها ستنشر قوات أمنية في مناطق ينسحب منها الجيش الإسرائيلي.

وأضافت “سيبدأ منتسبو جهاز الشرطة بالانتشار في جميع المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال بمحافظات قطاع غزة كافة للقيام بواجبهم في خدمة المواطنين ومساندتهم وللمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة”.

ولم يتضح بعد ما إذا كان مسلحون من حماس سيعودون بموجب ذلك إلى شوارع القطاع بأعداد كبيرة مثلما فعلوا خلال هدنتين سابقتين، وهي خطوة ستعتبرها إسرائيل استفزازا.

ويواجه نتنياهو أيضا شكوكا من ائتلافه الحاكم الذي يعارض كثيرون فيه منذ فترة طويلة التوصل إلى أي اتفاق مع حماس.

وأعلن ترامب أنه سيتوجه إلى المنطقة يوم الأحد وهي زيارة يحتمل أن يحضر خلالها مراسم توقيع الاتفاق في مصر. وتلقى كذلك دعوة من رئيس الكنيست أمير أوحانا لإلقاء كلمة أمام البرلمان الإسرائيلي.

وقالت الشرطة الإسرائيلية يوم الجمعة إنها تجري استعداداتها لزيارة ترامب يوم الاثنين.

(شاركت في التغطية معيان لوبيل من القدس ومحمود عيسى من غزة – إعداد محمود رضا مراد وشيرين عبد العزيز وأحمد هشام وسلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية