The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

إسرائيل وحماس تتفقان على المرحلة الأولى من خطة ترامب لإنهاء حرب غزة

reuters_tickers

من نضال المغربي ومات سبيتالنيك وتريفور هانيكوت

واشنطن/القاهرة (رويترز) – توصلت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الأربعاء إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص غزة، والتي تشمل وقفا لإطلاق النار وتحرير الرهائن مما قد يمهد الطريق لإنهاء حرب دامية مستمرة منذ عامين قلبت أوضاع الشرق الأوسط.

وبعد يوم واحد فقط من الذكرى السنوية الثانية لهجوم حماس على إسرائيل، الذي تسبب في شن هجوم إسرائيلي مدمر على غزة، أسفرت محادثات غير مباشرة استضافتها مصر عن التوصل لاتفاق بشأن المرحلة الأولى من الإطار المكون من 20 بندا الذي اقترحه ترامب، والذي يهدف لإحلال السلام في القطاع.

ومن شأن الاتفاق، في حالة تنفيذه، أن يقرب الطرفين أكثر من أي وقت مضى من إنهاء الحرب التي تحوّلت إلى صراع إقليمي اجتذب دولا مثل إيران واليمن ولبنان، وزاد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، وأعاد رسم ملامح الشرق الأوسط.

لكن الاتفاق الذي أعلنه ترامب في وقت متأخر من مساء الأربعاء جاء خاليا من التفاصيل وترك أسئلة كثيرة دون حل مما قد يؤدي إلى انهياره، كما حدث مع محاولات السلام السابقة.

ومن شأن إتمام هذا الاتفاق بنجاح أن يمثل أكبر إنجاز حتى الآن في السياسة الخارجية لترامب الذي ركز في حملته الانتخابية على إحلال السلام في مناطق النزاع الكبرى حول العالم، لكنه واجه صعوبات في تحقيق ذلك بسرعة، سواء في غزة أو في ما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال “يشرفني أن أعلن أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام”.

وأضاف “هذا يعني أن جميع الرهائن سيطلق سراحهم قريبا جدا، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوي ودائم ومستدام”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مكتوب “بعون الله سنعيدهم جميعا إلى الوطن”، في إشارة إلى الرهائن المحتجزين لدى حماس. وأضاف أنه سيعقد اجتماعا للحكومة يوم الخميس للموافقة على الاتفاق.

وأكدت حماس توصلها إلى اتفاق لإنهاء الحرب، قائلة إن الاتفاق “يقضي بإنهاء الحرب على غزّة وانسحاب الاحتلال منها ودخول المساعدات وتبادل الأسرى”.

وأضافت “ندعو الرئيس ترامب والدول الضامنة للاتفاق، ومختلف الأطراف العربية والإسلامية والدولية، إلى إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة، وعدم السماح لها بالتنصل أو المماطلة في تطبيق ما تم التوافق عليه”.

وقال ترامب في وقت سابق إن الاتفاق بات “قريبا جدا” وإنه قد يسافر إلى مصر مطلع الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أنه ربما يغادر يوم السبت.

وذكر ترامب في منشوره على تروث سوشيال “سيُعامل جميع الأطراف بعدالة! إنه يوم عظيم للعالمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولكل الدول المجاورة، وللولايات المتحدة الأمريكية. ونشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين عملوا معنا لإنجاح هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق”.

وشارك في المحادثات مبعوثون كبار من الولايات المتحدة وقطر وتركيا، مما أضفى زخما على المفاوضات التي انطلقت يوم الاثنين في مدينة شرم الشيخ المصرية.

وأوفد ترامب صهره جاريد كوشنر والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، بينما مثّل إسرائيل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أحد المقرّبين من نتنياهو.

ورغم زيادة الآمال في إنهاء الحرب، لا تزال تفاصيل مهمة غير واضحة، من بينها الجدول الزمني والإدارة التي ستتولى إدارة قطاع غزة بعد الحرب ومصير حركة حماس.

وتقول السلطات في غزة إن أكثر من 67 ألفا قُتلوا، وإن معظم القطاع دُمّر منذ أن بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي أسفر وفقا لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

ويعتقد أن 20 رهينة لا يزالون على قيد الحياة من بين 48 محتجزين في غزة.

* إطلاق سراح الرهائن خلال أيام

قال مصدر في حركة حماس إن الرهائن الأحياء سيجري تسليمهم خلال 72 ساعة من موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق.

وذكر مسؤولون في الحركة أن انتشال جثث الرهائن القتلى، الذين يُعتقد أن عددهم 28 تقريبا، من تحت أنقاض المباني المنهارة في غزة سيستغرق وقتا أطول.

وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن إطلاق سراح الرهائن سيبدأ يوم السبت.

وذكر مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء تحدث هاتفيا مع ترامب وتبادلا التهنئة على هذا “الإنجاز التاريخي”، مضيفا أن نتنياهو دعا الرئيس الأمريكي لإلقاء كلمة أمام الكنيست.

وكان ترامب قد حث نتنياهو على تقديم تنازلات، بعدما منحه في السابق حرية التصرف في غزة. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطا متزايدة من عائلات الرهائن ومن الرأي العام الإسرائيلي المتعب من الحرب.

ويواجه نتنياهو تهديدات كذلك من وزراء ينتمون لليمين المتطرف في ائتلافه الحكومي بالانسحاب من الحكومة إذا قدم تنازلات كبيرة للفلسطينيين.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، قائلا في بيان “يجب ضمان دخول المساعدات الإنسانية والمواد التجارية الأساسية إلى غزة فورا ودون عوائق. يجب أن تنتهي المعاناة”.

وقالت حماس يوم الأربعاء إنها سلمت قوائم بأسماء الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم وأسماء المعتقلين الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم.

ومن المتوقع أن تتضمن قائمة المعتقلين الفلسطينيين الذين تريد حماس الإفراج عنهم بعضا من أبرز السجناء في إسرائيل، وكانت مسألة الإفراج عنهم غير قابلة للتفاوض في محادثات وقف إطلاق النار السابقة.

وذكر مصدر فلسطيني مقرب من المحادثات أن القائمة تتضمن مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح، وأحمد سعدات زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ويقضي كلاهما أحكاما متعددة بالسجن المؤبد في اتهامات بشن هجمات أسفرت عن مقتل إسرائيليين.

وترفض حماس حتى الآن مناقشة مطلبا إسرائيليا لها بإلقاء السلاح، وهي مسألة قال المصدر الفلسطيني إن الحركة سترفضها ما دامت القوات الإسرائيلية تحتل أراضي فلسطينية.

وأكد مصدران مطلعان على المحادثات أن نقاط الخلاف تتضمن آلية انسحاب إسرائيل، إذ تسعى حماس إلى الحصول على جدول زمني واضح مرتبط بالإفراج عن الرهائن وضمانات للانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية.

وخففت إسرائيل حملتها العسكرية داخل قطاع غزة بطلب من ترامب، إلا أنها لم توقف الهجمات تماما.

وقالت السلطات الصحية في غزة إن النيران الإسرائيلية قتلت ثمانية أشخاص خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو أقل عدد من القتلى منذ أسابيع.

وكان العدد اليومي للقتلى قد بلغ حوالي 10 أمثال هذا الرقم خلال الشهر الماضي مع تقدم القوات الإسرائيلية صوب مدينة غزة.

* الدول العربية: الخطة لا بد أن تؤدي لإقامة دولة فلسطينية

تدعو المرحلة المقبلة من خطة ترامب إلى تشكيل هيئة دولية يقودها هو شخصيا وتضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، لتلعب دورا في إدارة غزة بعد الحرب. وتؤكد الدول العربية الداعمة للخطة أنها يجب أن تقود في نهاية المطاف إلى دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو ويؤكد أنه لن يحدث أبدا.

ولا يوجد حتى الآن مؤشر واضح على الجهة التي ستتولى حكم غزة عند انتهاء الحرب. واستبعد كل من نتنياهو وترامب ودول غربية وعربية أي دور لحركة حماس التي سيطرت على القطاع عام 2007 بعد اقتتال قصير مع حركة فتح.

وتقول حماس إنها مستعدة للتخلي عن حكم غزة، لكن بشرط أن يحكم القطاع حكومة تكنوقراط فلسطينية تشرف عليها السلطة الفلسطينية وتدعمها دول عربية وإسلامية. وترفض حماس اضطلاع بلير أو أي أطراف جانبية بأدوار في حكم غزة.

وتصاعد الغضب العالمي ضد الهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى نزوح جميع سكان غزة تقريبا وتسبب في مجاعة. ويقول العديد من خبراء حقوق الإنسان والباحثين ولجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن الهجوم يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. وتصف إسرائيل أفعالها بأنها دفاع عن النفس بعد هجوم حماس عام 2023.

(شارك في التغطية داود أبو الكاس وطوان جمركجي ودارن باتلر من أنقرة وجنى شقير وتالا رمضان من دبي ومعيان لوبيل وألكسندر كورنويل من القدس وجون آيريش من باريس وأنجلو أمانتي من روما وتريفور هانيكات وستيف هولاند من واشنطن – إعداد محمود رضا مراد ومحمد محمدين وبدور السعودي وأميرة زهران ومحمد أيسم ومروة غريب ومحمد عطية للنشرة العربية)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية