إدانة قطب الإعلام جيمي لاي بتهم تتعلق بالأمن القومي في هونغ كونغ
دين قطب الإعلام المؤيد للديموقراطية في هونغ كونغ جيمي لاي الاثنين بثلاث تهم تتعلق بالأمن القومي، في حكم نددت به منظمات حقوقية معتبرة أنه بمثابة “إعلان النهاية” لحرية الصحافة في المركز المالي الصيني.
وقال المدعون إن لاي كان العقل المدبر لمؤامرتين لحض دول أجنبية على اتخاذ إجراءات ضد هونغ كونغ أو الصين، واتهموه بنشر مواد ضد الحكومة قالوا إنها “تثير السخط”.
ويواجه لاي البالغ 78 عاما والذي دفع ببراءته من التهم الموجهة إليه، عقوبة السجن مدى الحياة كحد أقصى. ويحق له الطعن في الإدانة الصادرة الاثنين.
وقالت القاضية إستر توه للمحكمة “لا شك في أن لاي كان يكنّ ضغينة وكراهية لجمهورية الصين الشعبية طوال سنوات من حياته”.
وأضافت “دعوته المتكررة للولايات المتحدة إلى المساعدة في إسقاط حكومة جمهورية الصين الشعبية بحجة مساعدة شعب هونغ كونغ، تُشبه طلب مواطن أميركي المساعدة من روسيا لإسقاط الحكومة الأميركية تحت ستار مساعدة ولاية كاليفورنيا”.
ولاي مواطن بريطاني. واستدعت الحكومة البريطانية الإثنين سفير الصين لدى المملكة المتحدة احتجاجا على إدانته.
وقالت وزيرة الخارجية إيفيت كوبر أمام البرلمان “بناء على تعليماتي، استدعت وزارة الخارجية اليوم السفير الصيني لتأكيد موقفنا بأقوى العبارات”، معتبرة أن “دوافع سياسية” تقف وراء محاكمة لاي.
ومثل لاي أمام القضاء واستمع بهدوء إلى الحكم مكتوف اليدين ولم ينطق بكلمة.
ولدى مغادرته قاعة المحكمة أشار برأسه لزوجته تيريزا وابنه لاي شون يان اللذين كانا يجلسان في القسم المخصص للجمهور، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس داخل المحكمة.
وصرح محاميه روبرت بانغ للصحافيين بأن لاي “معنوياته عالية”.
من جهته، حض نجل لاي الآخر، سيباستيان، بريطانيا على بذل “مزيد من الجهود” للمساعدة في الإفراج عن والده.
وقال في مؤتمر صحافي في لندن “حان الوقت لتحويل الأقوال إلى أفعال وجعل إطلاق سراح والدي شرطا مسبقا للتقارب مع الصين”.
وحضر الجلسة ممثلون قنصليون، بمن فيهم ممثلون للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا بالإضافة إلى شخصيات سابقة من معسكر هونغ كونغ المؤيد للديموقراطية، بينهم الكاردينال جوزيف زين والنائبة السابقة إميلي لاو.
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن إدانته “تدل على تآكل الديموقراطية والحريات الأساسية في هونغ كونغ منذ فرضت بكين قانون الأمن القومي” بعد احتجاجات ضخمة تخللها عنف في 2019 خرجت للمطالبة بالديموقراطية.
وردّت بكين على الانتقادات الدولية قائلة إنها تعارض “تشويه سمعة النظام القضائي في هونغ كونغ من قبل بلدان معيّنة”.
لاحقا، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين إنه طلب من نظيره الصيني شي جينبينغ النظر في إطلاق سراح لاي.
وقال ترامب لصحافيين “أشعر بحزن شديد. تحدّثت إلى الرئيس شي بهذا الشأن، وطلبت أن ينظر في إطلاق سراحه”، من دون أن يحدّد متى طلب ذلك من الرئيس الصيني. وأضاف “إنه (لاي) رجل مسنّ، وليس بصحة جيدة. لذا قدّمت هذا الطلب. سنرى ما سيحدث”.
– “نهاية حرية الصحافة” –
وما زال مؤسس صحيفة “آبل ديلي” المغلقة حاليا خلف القضبان منذ 2020.
وقالت منظمة العفو الدولية إن “توقع الحكم الصادر اليوم لا يُخفف من وطأته، فإدانة جيمي لاي تبدو كأنها إعلان النهاية لحرية الصحافة في هونغ كونغ”.
بدورها اعتبرت لجنة حماية الصحافيين أن القرار “إدانة صورية” و”فعل اضطهاد مشين”.
وسبق أن وصف لاي نفسه بأنه “متمرد بالفطرة”، وتحدى الحزب الشيوعي الصيني لسنوات، بينما كان يجمع الملايين من إمبراطورياته في مجال الملابس والإعلام.
وبدا لاي أنحف مما كان عليه لدى بداية اعتقاله. وعبّر عشرات من المؤيدين الذين تجمعوا فجرا أمام المحكمة عن قلقهم على سلامته.
بور-دهو/غد-لين-ود/الح