الأمم المتحدة تحذر من نفاد الوقت لوقف انتشار المجاعة في غزة وإسرائيل تواصل قصف المدينة
من ألكسندر كورنويل ونضال المغربي
القدس/القاهرة/نيويورك (رويترز) – قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة يوم الأحد إن الوقت ينفد لوقف انتشار المجاعة في غزة، ودعا إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية دون أي عراقيل إلى المنطقة التي تخوض فيها القتال ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
ووفقا لمرصد عالمي لمراقبة الجوع، فإن مئات الآلاف من الفلسطينيين يعانون بالفعل من المجاعة أو يواجهون خطر المجاعة في مناطق تشمل مدينة غزة، أكبر مدن القطاع والتي تشهد عملية إسرائيلية جديدة ضد حماس.
وتقول إسرائيل، التي منعت دخول جميع المساعدات إلى غزة لمدة 11 أسبوعا من مارس آذار حتى منتصف مايو أيار، إنها تبذل المزيد من الجهود للسماح بوصول المساعدات وتوزيعها في القطاع لمنع نقص الغذاء، إلا أن الوكالات الدولية تؤكد أن هناك حاجة إلى المزيد.
وقال منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر “هناك فرصة ضئيلة -حتى نهاية سبتمبر أيلول- لمنع انتشار المجاعة إلى دير البلح (بوسط غزة) وخان يونس (بجنوب غزة). هذه الفرصة تتقلص بسرعة”.
وأعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، وهي وكالة إسرائيلية معنية بالقضايا الإنسانية، يوم الأحد أنه خلال الأسبوع الماضي تم توزيع أكثر من 1900 شاحنة مساعدات معظمها محملة بالمواد الغذائية في غزة.
وأضافت “سنواصل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة من أجل السكان المدنيين وليس لحماس”.
وشنت إسرائيل الشهر الماضي هجوما على أطراف مدينة غزة، وأصبحت قواتها الآن على بُعد بضعة كيلومترات فقط من مركز المدينة، حيث وجهت إنذارات خلال مطلع الأسبوع للمدنيين لإخلاء مبنيين شاهقين تقول إن حماس تستخدمهما، قبل أن تقصفهما.
ولم تقدم إسرائيل أي دليل يثبت أن حماس كانت تستخدم المبنيين، وهو اتهام نفته الحركة المسلحة.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة في غزة إن 14 قتيلا سقطوا في أنحاء المدينة في الغارات الإسرائيلية والقصف خلال الليل، وأضافوا أن إحدى الضربات استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جنوب المدينة.
وردا على أسئلة من رويترز عن الهجوم على المدرسة، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مسلحا من حماس وإنه حذر المدنيين قبل تنفيذ الغارة.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن على المدنيين في غزة إخلاء المدينة والتوجه جنوبا حيث يقيم مئات الآلاف من الفلسطينيين بالفعل في مخيمات مكتظة على طول الساحل.
* كفى
مع بقاء مئات الآلاف في مدينة غزة، تتزايد الضغوط لإنهاء الحرب.
قال عماد، وهو من سكان مدينة غزة “شو بتستنوا؟ احنا بنقول لحماس كمان، بدنا وقف إطلاق نار وبدنا الحرب تخلص قبل ما تصير (مدينة) غزة أنقاض زي ما صار في رفح”، في إشارة إلى مدينة رفح بجنوب قطاع غزة التي دمرتها إسرائيل في وقت سابق من الحرب.
وأضاف عبر الهاتف طالبا عدم نشر اسمه بالكامل “احنا بدنا الحرب تنتهي، لوقتيش بدها (إلى متى) تظل مستمرة؟ وكم روح بدها تروح لسه؟ بيكَفِّي”.
وتقلص الدعم الشعبي للحرب في إسرائيل في بعض قطاعات المجتمع. فقد انضم عشرات الآلاف من المحتجين مساء السبت إلى عائلات الرهائن في مسيرات دعت إلى إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن.
ولا يزال هناك 48 رهينة محتجزين في غزة. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن حوالي 20 منهم على قيد الحياة. وجرى إطلاق سراح معظم الرهائن الذين خرجوا من قطاع غزة عبر مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس.
ودعت إسرائيل مجددا يوم الأحد حركة حماس للاستسلام.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر للصحفيين في القدس إن الحرب في قطاع غزة يمكن أن تنتهي على الفور إذا أطلقت حماس سراح باقي الرهائن وألقت سلاحها.
وتابع قائلا “سيكون من دواعي سرورنا البالغ أن نبلغ هذا الهدف بسبل سياسية”.
وتعليقا على ذلك، قال باسم نعيم القيادي في حركة حماس لرويترز إن الحركة لن تتخلى عن سلاحها لكنها ستفرج عن كل الرهائن إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة، مكررا الموقف الراسخ للحركة منذ فترة طويلة.
وقال نعيم “المقاومة وسلاحها حق مشروع كفلته لنا، كشعب فلسطيني وليس كحماس فقط، القوانين الدولية وأثبتت جدواه تاريخ كل الشعوب تحت الاحتلال، وهذا الحق لا تنازل عنه إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين. وإلى أن يحدث ذلك، فحركة حماس يمكن أن تنخرط في هدنة طويلة الأمد”.
وقُتل أكثر من 64 ألف فلسطيني جراء الحملة العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي منذ الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلون بقيادة حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة واقتيادهم إلى غزة.
ودعا وزير الخارجية الدنمركي لارس لوكه راسموسن، الذي كان يتحدث للصحفيين في القدس إلى جانب نظيره الإسرائيلي، إسرائيل إلى “تغيير مسارها” ووقف حملتها العسكرية.
وقال “نحن قلقون للغاية بشأن (الوضع) الإنساني”، داعيا أيضا إلى إطلاق سراح الرهائن.
(إعداد سلمى نجم وشيرين عبد العزيز وأميرة زهران للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)