
البحرية الإسرائيلية تعترض أسطول المساعدات المتّجه إلى غزة

اعترض سلاح البحرية الإسرائيلي الأربعاء “سفنا عدة” من أسطول المساعدات الذي كان يقترب من قطاع غزة، بما في ذلك سفينة كانت على متنها الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، بعد أن وجّهت إسرائيل تعليمات للسفن المشاركة في التحرك بتغيير مسارها.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية الأربعاء إن قواتها أوقفت تقدّم سفن تابعة لأسطول الصمود العالمي المتّجه إلى غزة والرامي إلى كسر الحصار الذي تفرضه الدولة العبرية على القطاع الفلسطيني.
وجاء في منشور للوزارة على إكس “سفن عدة من… الأسطول تم إيقافها ويتم نقل ركابها إلى ميناء إسرائيلي. غريتا وأصدقاؤها بأمان وبصحة جيدة”، في إشارة إلى الناشطة السويدية غريتا تونبرغ المشاركة في التحرّك.
وأرفقت الوزارة منشورها بتسجيل فيديو يظهر الناشطة السويدية وهي تجمع أغراضا شخصية محاطة برجال مسلّحين.
وإضافة إلى اعتراض سفنه، أشار منظّمو أسطول الصمود العالمي إلى “انقطاع البث المباشر والاتصال مع قوارب عدة”.
وقال منظّمو التحرك إنهم يعملون “بلا كلل لجمع كل المشاركين وأفراد الطاقم” ووصفوا عملية الاعتراض بأنها “هجوم غير قانوني ضد نشطاء إنسانيين غير مسلّحين”، ودعوا “الحكومات والقادة العالميين والمؤسسات الدولية إلى المطالبة بضمان سلامة وإطلاق سراح جميع” المشاركين في التحرك.
واتّهمت وزارة الخارجية التركية الأربعاء إسرائيل بارتكاب “عمل إرهابي”. وفي فرنسا قال وزير الخارجية جان-نويل بارو إن “فرنسا تدعو السلطات الإسرائيلية الى ضمان سلامة المشاركين وأن تكفل لهم حق الحماية القنصلية وتسمح بعودتهم الى فرنسا في أقرب وقت”.
وندّدت حركة حماس ليل الأربعاء باعتراض إسرائيل أسطول المساعدات، واصفة العملية بأنها “اعتداء غادر وجريمة قرصنة وإرهاب” ضد مدنيين.
واتّهمت النائبة الأوروبية الفرنسية ريما حسن المشاركة في الأسطول إسرائيل بتوقيف “مئات الأشخاص” بصورة “غيرقانونية” و”تعسفيا”.
وفي بوغوتا، أعلن رئيس كولومبيا طرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية على خلفية اعتراض الأسطول.
ويضم “أسطول الصمود العالمي” الذي انطلق مطلع أيلول/سبتمبر من إسبانيا، حوالى 45 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة. وينقل حليب أطفال ومواد غذائية ومساعدات طبية، ويؤكد أنه في “مهمة سلمية وغير عنيفة”.
وكان الأسطول متّجها إلى شواطئ قطاع غزة حيث تشن إسرائيل هجوما مدمّرا ردا على هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على أراضي الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقال “أسطول الصمود المغاربي لكسر الحصار عن غزة” في بيان إن “السفن الحربية تحاصر وتتقدّم لاعتراض الأسطول، والأسطول يواصل تقدّمه بثبات نحو غزة”، مضيفا “لم يتبقَّ سوى 81 ميلا بحريا على كسر الحصار”.
وأعلنت كل من النائبة الفرنسية ماري ميسمير والنائبة الأوروبية الفرنسية-الفلسطينية ريما حسن اعتراض قواربهما التي تعتبر من بين القوارب الرئيسية للأسطول.
– “ترهيب” –
ويشارك في هذا التحرك حفيد نيلسون مانديلا، النائب السابق في جنوب إفريقيا ماندلا مانديلا، والناشطة السويدية غريتا تونبرغ، والنائبة الأوروبية الفرنسية ريما حسن، ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو، بهدف “كسر الحصار الإسرائيلي على غزة” و”تسليم المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين والذين يعانون الجوع والابادة الجماعية”.
وأكد “أسطول الصمود العالمي” في بيان أنه “في الصباح الباكر، نفذت قوات البحرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي عملية ترهيب” ضد الأسطول.
وأوضح البيان أن “ألما”، إحدى السفن الرئيسية في الأسطول، “حاصرتها سفينة حربية إسرائيلية بشكل عدائي لعدة دقائق”.
وخلال الحادث، “تم تعطيل الاتصالات من بُعد”، مما اضطر القبطان “لإجراء مناورة مفاجئة لتجنب الاصطدام المباشر” بالسفينة الإسرائيلية، بحسب البيان.
وأضاف “بعد فترة وجيزة، استهدفت السفينة نفسها (مركب) سيريوس، مكررة مناورات الترهيب ذاتها لفترة طويلة نسبيا قبل أن تنصرف”.
– سفن للحماية –
أرسلت كل من إيطاليا وإسبانيا سفنا عسكرية لضمان حماية الأسطول بعد “هجمات بواسطة مسيّرات واستعمال قنابل حارقة” استهدفته ليلة 23 و24 أيلول/سبتمبر الفائت، وهو ما نددت به الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كما أعلن الأسطول في وقت سابق تعرضه لهجومين بمسيّرات عندما كان راسيا في ميناء سيدي بوسعيد بالقرب من العاصمة تونس في التاسع من أيلول/سبتمبر.
وطالبت الحكومة الإسبانية الأربعاء الأسطول ب”عدم الدخول إلى المياه التي حددتها إسرائيل كمنطقة محظورة” (على بعد 150 ميلا بحريا من غزة) وأكدت أن السفينة الإسبانية المرسلة لتقديم المساعدة “لن تتجاوز هذه الحدود”.
كما توقفت الفرقاطة العسكرية التي كلفتها روما مواكبة الأسطول أيضا في المنطقة “الحرجة” على بعد 150 ميلا بحريا، وحثت المشاركين الثلاثاء عبر جهاز الراديو على “التخلي” عن المهمة.
وانتقد المنظمون روما معتبرين أن “هذه محاولة لتقويض مهمة إنسانية سلمية” واعتبروا ذلك وقوفا إلى جانب إسرائيل.
ودعت جنوب إفريقيا الأربعاء إلى “التروي وحماية” الأسطول، فيما أكد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز أنهم “لا يشكلون خطرا ولا تهديدا لإسرائيل”.
وفي بيان مشترك طالبت كل من إيطاليا واليونان إسرائيل ب”ضمان أمن وسلامة المشاركين” في الأسطول.
وحثتا إدارة الأسطول على “قبول مقترح البطريركية اللاتينية في القدس لتسليم المساعدات المخصصة لقطاع غزة بأمان” و”الامتناع عن أية مبادرة قد تستغلها أطراف لا تزال ترفض السلام”.
ودعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأسطول إلى “التوقف حالا” للسماح بالتوصل إلى اتفاق بين طرفي النزاع بناء على خطة الرئيس الأميركي للسلام في قطاع غزة.
وقالت ميلوني الأربعاء “أمام فرصة تاريخية، لا أفهم الإصرار على مبادرة تحمل هامشا من الخطر وعدم المسؤولية”.
فق/ريم-اج-ود/بم