The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

الصليب الأحمر عن تقارير القتل الجماعي بالسودان: التاريخ يعيد نفسه

reuters_tickers

من تيمور أزهري

الرياض (رويترز) – قالت ميريانا سبولياريتش رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن التاريخ يعيد نفسه في منطقة دارفور بالسودان، وذلك بعد تقارير عن عمليات قتل جماعي خلال سقوط مدينة الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع شبه العسكرية الأسبوع الماضي.

وتمثل سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، نقطة تحول بارزة في مسار الحرب الأهلية، إذ منح ذلك القوات شبه العسكرية سيطرة فعلية على أكثر من ربع أراضي البلاد.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الجمعة أن مئات المدنيين والعناصر غير المسلحة ربما لقوا حتفهم خلال سقوط المدينة. وذكر شهود أن مقاتلي قوات الدعم السريع فصلوا الرجال عن النساء والأطفال، قبل سماع دوي إطلاق نار. وتنفي قوات الدعم السريع استهداف المدنيين أو إلحاق الأذى بهم.

* مدنيون محاصرون بلا طعام ولا ماء

قالت سبولياريتش لرويترز مطلع الأسبوع خلال زيارة للرياض إن الوضع في السودان “مروع”.

وأوضحت أن عشرات الآلاف فروا من مدينة الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، فيما يرجح أن عشرات الآلاف الآخرين ما زالوا عالقين داخل المدينة دون طعام أو ماء أو رعاية طبية.

وأضافت “التاريخ يعيد نفسه، ويزداد الأمر سوءا كلما سيطر الطرف الآخر على منطقةٍ ما”.

وأشعلت حملةٌ ضد متمردين بدارفور في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين فتيل سنوات من العنف العرقي الذي أودى بحياة مئات الآلاف ووُصف على نطاق واسع بأنه إبادة جماعية. وتعود جذور قوات الدعم السريع إلى ميليشيا (الجنجويد) التي حشدتها الحكومة السودانية آنذاك.

وعبرت سبولياريتش أيضا عن “قلق بالغ” إزاء تقارير تفيد بوقوع ما يشتبه في أنها مذبحة عند المستشفى السعودي، آخر منشأة طبية عاملة معروفة في الفاشر، إلا أنها ذكرت أن اللجنة لم تتمكن بعد من التحقق مما جرى هناك.

وأضافت أن موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بلدة طويلة المجاورة تلقوا بلاغات تفيد بأن الفارين “كانوا يتساقطون أحيانا، بل ويموتون من الإرهاق أو متأثرين بجروحهم”، واصفة الوضع بأنه “يتجاوز تماما ما نعتبره مقبولا”.

واتهمت الولايات المتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية في مدينة الجنينة بدارفور خلال مرحلة سابقة من الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين ونصف، وهو ما تنفيه قوات الدعم السريع. ووجهت أيضا جماعات حقوقية ومسؤولون أمريكيون اتهامات لقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب عمليات تطهير عرقي في المنطقة.

* دعوات لضبط النفس وحماية المدنيين

عند سؤالها عن رسالتها إلى الأطراف الأجنبية التي يتردد أنها تدعم طرفي الصراع، قالت سبولياريتش “الدول التي تتمتع بنفوذ على طرفي الصراع تتحمل مسؤولية خاصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لكبح جماحهم وضمان حمايتهم للمدنيين”.

وتواجه الإمارات اتهامات بتقديم دعم عسكري كبير لقوات الدعم السريع، لكنها نفت ذلك مرارا.

وتحظى السلطات المنافسة التي تتخذ من بورتسودان مقرا بدعم خارجي من جهات من بينها مصر. ونشرت هذه السلطات طائرات مسيرة إيرانية الصنع في محاولة لقلب موازين الصراع العام الماضي.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 70 ألف شخص فروا من مدينة الفاشر منذ 26 أكتوبر تشرين الأول، فيما لا يزال مصير نحو 200 ألف آخرين مجهولا ويُعتقد أنهم ظلوا داخل المدينة خلال هجوم قوات الدعم السريع وحصار المدينة الذي استمر 18 شهرا.

وقالت سبولياريتش إن العالم يعيش “عقدا من الحروب”، مشيرة إلى أن عدد الصراعات المسلحة تضاعف خلال السنوات الخمس عشرة الماضية ليصل إلى نحو 130 صراعا. ودعت أطراف النزاعات من غزة إلى أوكرانيا للالتزام بقواعد الحرب.

وأضافت أن تسارع وتيرة الصراعات تغذيه الطفرة في التكنولوجيا العسكرية، لا سيما الطائرات المسيرة، التي “تخلق بيئة ليس فيها مكان آمن”.

وفي الفترة التي سبقت سقوط الفاشر في قبضة قوات الدعم السريع، أفاد السكان لرويترز بأنهم اضطروا للجوء إلى مخابئ تحت الأرض هربا من الطائرات المسيرة والقذائف عقب تصاعد الهجمات على الملاجئ والعيادات والمساجد التي يحتمي بها النازحون.

(إعداد أميرة زهران وبدور السعودي للنشرة العربية – تحرير مروة غريب)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية