The Swiss voice in the world since 1935

بايدن: مقتل نصر الله “إجراء عادل” من أجل الكثير من ضحاياه

reuters_tickers

ريهوبوث بيتش (ديلاوير) (رويترز) – وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت قتل إسرائيل حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية بأنه “إجراء عادل” من أجل الكثير من ضحاياه، وقال إن الولايات المتحدة تدعم تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات المدعومة من إيران.

وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض إنه وجه وزير الدفاع لويد أوستن لتعزيز الموقف الدفاعي للقوات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط لردع أي عدوان والحد من خطر اندلاع حرب أوسع نطاقا.

وقال إن الولايات المتحدة تهدف في النهاية إلى تهدئة الصراعات الجارية في غزة ولبنان من خلال الوسائل الدبلوماسية.

ورفضت إسرائيل يوم الخميس دعوات عالمية لوقف إطلاق النار مع حزب الله المدعوم من إيران، متحدية واشنطن وماضية قدما في هجمات أدت إلى مقتل المئات في لبنان وأججت المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة.

وردا على سؤال عما إذا كان التوغل البري الإسرائيلي في لبنان حتميا، قال بايدن للصحفيين في ريهوبوث بيتش في ديلاوير يوم السبت “حان وقت وقف إطلاق النار”.

وفي بيان صادر عن البيت الأبيض، شدد بايدن على دعمه الكامل لهجوم إسرائيل على نصر الله والذي وقع في أثناء وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وجاء الهجوم أيضا في وقت يسعى فيه بايدن وآخرون للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال بايدن “حسن نصر الله والجماعة الإرهابية التي قادها، حزب الله، كانا مسؤولين عن مقتل المئات من الأمريكيين على مدى أربعة عقود من عهد الإرهاب. ومقتله جراء غارة جوية إسرائيلية إجراء عادل بالنظر لضحاياه الكثيرين، بمن في ذلك الآلاف من المدنيين الأمريكيين والإسرائيليين واللبنانيين”.

وأشار إلى أن نصر الله دعم أيضا حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في اليوم التالي لهجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول العام الماضي. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن حماس قتلت 1200 شخص تقريبا واحتجزت نحو 250 رهينة.

ودمر الجيش الإسرائيلي منذ ذلك الحين مساحات شاسعة من قطاع غزة، مما دفع جميع سكان القطاع تقريبا، وعددهم 2.3 مليون نسمة، إلى الفرار من منازلهم وانتشار الجوع والأمراض بمستويات فتاكة. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أدت أيضا إلى مقتل 41 ألف شخص.

ويضغط مسؤولون في إدارة بايدن منذ أشهر دون جدوى من أجل إنهاء الحرب في غزة، وكذلك إلى وقف القتال بين إسرائيل وحزب الله في الآونة الأخيرة. واحتدم القتال بين الجانبين بعد انفجار أجهزة اتصال (بيجر) و(ووكي توكي) يستخدمها أعضاء حزب الله، ما تسبب في مقتل العشرات وإصابة ثلاثة آلاف تقريبا.

وقال بايدن في بيان أصدره أثناء قضاء عطلة نهاية الأسبوع في منزله “تدعم الولايات المتحدة بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام حزب الله وحماس والحوثيين وأي جماعات إرهابية أخرى مدعومة من إيران”. وذكر أن واشنطن تسعى إلى إيجاد حل دبلوماسي للصراعين، إلا أنه لم يصل إلى حد انتقاد أفعال إسرائيل.

وأضاف “حان الوقت لإتمام هذه الاتفاقات، وإزالة التهديدات لإسرائيل، وكي تحظى منطقة الشرق الأوسط الأوسع بمزيد من الاستقرار”.

وقال بايدن للصحفيين إن الولايات المتحدة ترد على الهجمات الصاروخية التي شنها الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن على السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر، لكنه لم يذكر تفاصيل.

* خطر اتساع نطاق الحرب

أجج التصعيد مخاوف من احتمال خروج الصراع عن السيطرة، ما قد يجر إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، والولايات المتحدة إلى الصراع.

وذكر بايدن لصحفيين يوم الجمعة قبل تأكيد حزب الله مقتل نصر الله أن الولايات المتحدة لم تعلم أو تشارك في عملية الجيش الإسرائيلي التي أدت إلى مقتل نصر الله.

وقتل ما يزيد على 600 في لبنان منذ يوم الاثنين الماضي.

ولم يذكر بايدن مسألة مقتل المدنيين أو تعليقات من مسؤولين إيرانيين يقولون إنهم سيثأرون لمقتل نصر الله.

وقال عباس علوية، المؤسس المشارك لحركة “غير ملتزم” إن عدم تنديد الرئيس بايدن بقتل إسرائيل لمئات المدنيين في لبنان من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الخلاف بين الديمقراطيين والجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة.

وحشدت الحركة أكثر من 750 ألف ناخب للاحتجاج على طريقة تعامل بايدن مع حرب غزة خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

وقال علوية “الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس لا يتجاهلان الناخبين العرب والمسلمين والمناهضين للحرب في ميشيجان فحسب، بل يدفعونهم بعيدا. كل ساعة أتلقى رسائل من عائلتي في لبنان، يسألونني فيها متى ستتوقف القنابل الممولة من الولايات المتحدة”.

ورددت كاملا هاريس نائبة الرئيس ما قاله بايدن عن تأييده لمقتل نصر الله في بيان منفصل وكذلك التزامها “الثابت” بأمن إسرائيل. وهاريس موجودة في ولاية كاليفورنيا لحضور فعاليتين لجمع أموال لحملتها.

وقالت المرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي “لا نريد أنا والرئيس بايدن رؤية تصاعد الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا”. وأضافت “تظل الدبلوماسية أفضل مسار نحو حماية المدنيين وتحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة”.

وتنافس هاريس مرشح الحزب الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني المقبل. وقد يحسم عدد من الولايات التي بها جاليات كبيرة من المسلمين أو الأمريكيين العرب مصير الانتخابات.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية