
بدء العد العكسي للإفراج عن الرهائن بموازاة عقد قمة دولية حول غزة في مصر

تبدأ حركة حماس الإثنين بإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، مع التأكيد أنها لن تشارك في حكم غزة في المرحلة الانتقالية التي ستلي الحرب مع إسرائيل، وفق ما أفادت مصادر في الحركة وكالة فرانس برس، فيما تستعد مصر لاستضافة قمة من أجل السلام برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي وبمشاركة قادة من العالم.
ويبدأ ترامب زيارته للمنطقة بمحطة في إسرائيل حيث يلقي كلمة في الكنيست ويلتقي عائلات رهائن الإثنين، قبل الانتقال إلى شرم الشيخ في مصر لحضور القمة التي سيتم خلالها “توقيع وثيقة تقضي بإنهاء الحرب في قطاع غزة” وفق ما أفادت وزارة الخارجية المصرية في بيان.
في هذه الأثناء تترقب عائلات الرهائن الإسرائيليين بقلق وارتياح عودة ذويها المحتجزين في قطاع غزة، فيما يتفقد الفلسطينيون العائدون إلى مدينة غزة يائسين حطام منازلهم المدمرة، وتنتظر شاحنات المساعدات الإنسانية في صفوف طويلة لتسليم سكان القطاع إمدادات هم بأمس الحاجة إليها.
وشهد اليوم الثالث من وقف إطلاق النار دخول بعض الشاحنات إلى القطاع، لكن فلسطينيين في خان يونس بجنوب القطاع قالوا إن سكانا جائعين نهبوا بعض الشحنات وسط فوضى عارمة.
وقال محمد زرب “لا نريد العيش في غاب” مطالبا بأن يتم تأمين المساعدات وتوزيعها بصورة لائقة. وأضاف “انظروا كيف أن الطعام مرمي على الأرض”.
ورأى محمود المزيّن أن نهب المساعدات يثبت أن سكان غزة لا يثقون بأن المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة ستفضي إلى سلام طويل الأمد، وقال “الجميع يخشى عودة الحرب، الناس يستولون على المساعدات ويخزنونها في منازلهم” بدافع “الخوف والقلق” من عودة الحرب.
– “معالم مفقودة” –
ومع بدء القوات الإسرائيلية “التموضع على خطوط انتشارها الجديدة استعدادا لتنفيذ اتفاق الهدنة” على ما أعلن الجيش، عادت فاطمة سالم (38 عاما) على غرار آلاف الفلسطينيين إلى حيها في مدينة غزة لتجد منزلها مدمرا.
وقالت لوكالة فرانس برس “رجعت إلى الشيخ رضوان وقلبي يرتجف، الطريق كانت صعبة جدًا وممتلئة بالركام، وعيناي تدوران على معالم فقدتها، الشوارع ليست هي نفسها، حتى بيوت الجيران غير موجودة”.
لكنها أضافت “رغم التعب والخوف، كنت أشعر بأنني راجعة إلى حضني، مشتاقة لرائحة بيتي حتى لو كان ركاما” مؤكدة “سننصب خيمة بجانبه وننتظر الاعمار، لدينا أمل أن نبدأ من جديد”.
وفي إسرائيل، ينتظر الجميع بفارغ الصبر يوم الإثنين، مع ترقب إطلاق حماس سراح الرهائن.
وينص الاتفاق على تبادل الرهائن الـ47 المتبقين في غزة من أصل 251 خطفوا في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبينهم عشرون تعتقد إسرائيل أنهم ما زالوا على قيد الحياة، إضافة إلى رفات رهينة احتجز في العام 2014، بحلول الساعة 9,00 بتوقيت غرينتش الاثنين.
في المقابل، ستُفرج إسرائيل عن 250 معتقلا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، و1700 معتقل من سكان غزة احتجزوا منذ اندلاع الحرب.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن حماس أنهت التحضيرات لتسليم الرهائن الأحياء، لكنه شدد على أن الحركة تصر على أن تفرج إسرائيل عن 7 قادة فلسطينيين في عملية التبادل.
وقال المصدر إن “حماس تصر على ان تشمل القائمة النهائية القادة السبعة الكبار وأبرزهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وابراهيم حامد وعباس السيد”، الأمر الذي اكده مصدر آخر.
ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية الجمعة قائمة تضم أسماء 250 معتقلا فلسطينيا يُرتقب الإفراج عنهم في إطار اتفاق التبادل، لا تتضمّن أسماء عدد من القيادات الفلسطينية البارزة التي تُعد رموزا للكفاح الفلسطيني المسلّح ضد إسرائيل والتي طالبت حماس بالإفراج عنها، على غرار البرغوثي وسعدات وحسن سلامة.
وكانت حشود غفيرة تجمعت ليل السبت في “ساحة الرهائن” في تل أبيب دعما لعائلات الرهائن وترحيبا بوصول الموفد الأميركي ستيف ويتكوف، وسط هتافات “شكرا ترامب”.
وقالت إيناف زانغوكر والدة الرهينة ماتان زانغوكر البالغ 25 عاما “أشعر بتأثر بالغ، لا يمكن وصف مشاعري، مشاعرنا، مشاعر جميع الإسرائيليين الذين يريدون عودة الرهائن إلى ديارهم وينتظرون لرؤيتهم وقد عادوا كلهم”.
وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأحد أن “إسرائيل مستعدة وجاهزة لاستقبال جميع الرهائن على الفور”.
– تبادل الرهائن والمعتقلين –
أفاد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان في مقابلة مع وكالة فرانس برس السبت أنه “حسب الاتفاق الموقع، تبادل الأسرى سيبدأ الاثنين صباحا”، فيما أفاد مكتب نتانياهو الأحد أنه من المتوقع الإفراج عن الرهائن “في وقت مبكر صباح الإثنين”.
وأعلنت المتحدثة باسم رئاسة الحكومة أنه “سيتم الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين بمجرد أن تؤكد إسرائيل وصول جميع رهائننا المقرر إطلاق سراحهم غدا عبر الحدود”.
وبعد زيارته لإسرائيل، ينتقل ترامب إلى مصر حيث يترأس مع نظيره عبد الفتاح السيسي في شرم الشيخ قمة حول غزة يشارك فيها قادة أكثر من عشرين بلدا.
وأفادت الرئاسة المصرية السبت أن القمة تهدف إلى “إنهاء الحرب في قطاع غزة وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي”.
وأعلن كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيسي الوزراء البريطاني كير ستارمر والإسباني بيدرو سانشيز ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مشاركته في القمة.
واعلنت اسرائيل الأحد انها لن توفد أي ممثل لها إلى القمة، الامر الذي سبق ان اعلنه مسؤول في حماس السبت.
وبالرغم من التقدم الذي تم إحرازه، ما زال يتحتم على الوسطاء التوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأمد تقضي بتسليم حماس سلاحها وتخليها عن حكم غزة.
وأفاد مصدر في حماس مقرب من الوفد المفاوض لوكالة فرانس برس الأحد بأن الحركة لن تشارك في حكم غزة في المرحلة الانتقالية التي تلي الحرب.
وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته بسبب حساسية المسألة إنه “بالنسبة لحماس موضوع حكم قطاع غزة هو من القضايا المنتهية. حماس لن تشارك بتاتا في المرحلة الانتقالية ما يعني أنها تخلت عن حكم القطاع ولكنها تبقى عنصرا أساسيا من النسيج الفلسطيني”.
في المقابل، رد على المطالب المتعلقة بتخلي الحركة عن سلاحها قائلا إن “حماس موافقة على هدنة طويلة وألا يستخدم السلاح بتاتا طوال هذه المدة إلا في حال عدوان إسرائيلي على غزة”.
وبموجب خطة ترامب، تسحب إسرائيل قواتها على مراحل من مدن قطاع غزة، على أن تحل محلها قوة متعددة الجنسيات تضم قوات من مصر وقطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة، يتولى تنسيق عملها مركز قيادي تحت إشراف أميركي في إسرائيل.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى سقوط ما لا يقل عن 67806 قتلى، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. ويُظهر الإحصاء أن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال.
وقتل 1219 شخصا معظمهم من المدنيين في هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
بور/دص/ب ق