The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

بلهفة وترقب.. ألوف النازحين يهرعون لتفقد أطلال منازلهم بعد وقف النار في غزة

reuters_tickers

من نضال المغربي ومحمود عيسى

القاهرة/غزة (رويترز) – بعد سريان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، بدأ آلاف الفلسطينيين يوم الجمعة التدفق نحو شمال غزة، بلهفة لرؤية ما تبقى من منازلهم المدمرة، وقلق وترقب لمزيد من المصاعب التي تنتظرهم. وسرعان ما تحول الحماس لدى البعض إلى إحساس بالصدمة من عمق الدمار.

توجه الآلاف سيرا على الأقدام أو بالدراجات أو فوق الشاحنات أو العربات التي تجرها الحمير على الطريق الساحلي صوب الشمال المدمر إلى حد كبير.

ونزح جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة تقريبا خلال الحرب التي استمرت عامين وأودت بحياة عشرات الآلاف وحولت مساحات شاسعة من القطاع إلى أنقاض.

وبالنسبة لبعض سكان غزة، فإن العودة حتى إلى بقايا منازلهم السابقة ترضيهم.

وقال مهدي ساق الله (40 عاما) بينما كان يقف بجانب خيمة مؤقتة في وسط غزة “أول ما سمعنا خبر الهدنة، وقف إطلاق نار، فرحنا كثير واستعدينا لأنه نرجع على غزة، على بيوتنا”.

وقالت مهيرة العشي، وهي في الأصل من سكان مدينة غزة، وهي تسير بصعوبة بالغة على الطريق مع عائلتها “أني ما نمتش طول الليل أستنى الخبر عشان أطلع… المهم أطلع وأوصل للمكان إللي أنا عشت فيه وتربيت فيه وأهلي هناك. استنيت إني أنا أشوفهم وأروح لهم”.

وأضافت “والله شعوري لما فتحت الطريق يعني أنه أنا كنت مبسوطة كتير لأرجع على غزة”.

* مواجهة واقع مرير

لكن سرعان ما ترسخت حقيقة الوضع المأساوي في أذهان كثيرين ممن عادوا بالفعل.

وإلى الجنوب في مدينة خان يونس، يدفع أحمد البريم دراجة محملة بالخشب وسط مشهد دمار مروع، ويمر بصف تلو الآخر من المباني المدمرة بسبب القصف وبشوارع تكتظ بالأنقاض.

وقال وهو يحرك يده بحركات تؤكد كلامه “رحنا على منطقتنا.. إبادة يعني مش عارف وين نروح بعد هيك”.

وقال مهند الشواف، أحد سكان خان يونس “أنا بالنسبة إلي كان من الشارع لبيتي مسافة ثلاث دقايق قعدت ساعة وربع وأنا بتخطى الركام عشان أوصل لركام بيتي”.

وأضاف “والله الدمار كبير يعني لا يوصف لا يوصف يعني شبح الخراب يعني المدينة لا تصلح للسكن”.

* لم يبق من الحياة القديمة سوى القليل

على الرغم من الاحتفالات بعد أنباء وقف إطلاق النار، يدرك كثير من الفلسطينيين تماما أنهم لم يبق لهم من الحياة التي كانوا يعيشونها قبل الحرب سوى القليل.

قالت بلقيس، وهي أم لخمسة أطفال من مدينة غزة نزحت إلى دير البلح وسط غزة، لرويترز صباح الجمعة “ماشي انتهت، شو بعد هيك؟ ما في دار أرجع لها”.

وأضافت “دمروا كل شيء، عشرات آلاف الناس استشهدوا، وكل قطاع غزة صار ركام. وعملوا وقف إطلاق نار، هل يعني لازم انبسط؟ لا مش مبسوطة أنا”.

ويشاركها نفس المشاعر مصطفى إبراهيم، وهو ناشط ومدافع عن حقوق الإنسان من مدينة غزة، والذي نزح أيضا إلى دير البلح، وهي واحدة من المناطق القليلة في القطاع التي لم تجتحها القوات الإسرائيلية وتسويها بالأرض.

وقال “غابت الضحكات ونضب البكاء، لا آمال ولا أحلام، هروب من الذكريات والماضي القريب، أهل غزة هائمون وكأنهم موتى يتحركون بحثا عن مستقبل بعيد”.

* “بحر من الأنقاض”

بدأ بعض سكان مدينة غزة بالفعل العودة حتى قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حيث وصل بعضهم إلى حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة.

من بين هؤلاء إسماعيل زايدة، وهو أب لثلاثة أطفال يبلغ من العمر 40 عاما، والذي ذهب لتفقد منزله صباح اليوم الجمعة ودهش عندما وجده لا يزال سليما، ولكن وسط “بحر من الأنقاض”.

وقال لرويترز في رسالة صوتية “الحمد لله بيتنا لسه واقف… لكن المكان كله دمار، البيوت في الحي تبعنا مدمرة، مربعات سكنية كاملة كلها راحت”.

واندلعت الحرب في أكتوبر تشرين الأول 2023 بعد أن اقتحم مسلحون بقيادة حماس جنوب إسرائيل في هجوم أسفر، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية، عن مقتل حوالي 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى القطاع.

ووفقا لمسؤولي الصحة المحليين، أسفرت الحرب الجوية والبرية التي شنتها إسرائيل عن مقتل أكثر من 67000 شخص، وحولت معظم القطاع الساحلي إلى مساحات شاسعة من الأطلال والحطام، وتسببت في كارثة إنسانية.

(إعداد محمود رضا مراد وحاتم علي للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية