
تاكايشي تؤكد بعد توليها رئاسة الحكومة اليابانية رغبتها في “محادثات صريحة” مع ترامب

أعلنت رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة ساناي تاكايتشي في أول خطاب بعد تعيينها الثلاثاء أنها تعتزم إجراء “محادثات صريحة” مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته لطوكيو بعد أيام، وأكدت صاحبة التوجهات القومية التي أصبحت أول امرأة تتولى هذا المنصب، أن أولويتها وضع حد للتضخم.
وانتخب مجلس النواب تاكايشي البالغة 64 عاما من الجولة الأولى بحصولها على 237 صوتا أي أكثر من الغالبية المطلقة (233).
وانحنت رئيسة الوزراء الجديدة التي غلب عليها التأثر مرات عدة أمام النواب.
وفي أول كلمة لها بعد توليها رئاسة الحكومة، قالت تاكايشي إنها ترغب في أن تجري “محادثات صريحة” مع ترامب الذي يزور طوكيو الأسبوع المقبل.
وأملت في أن تتناول المحادثات شؤون منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأوكرانيا والقضايا المشتركة، مشيرة إلى أنها تريد بناء “علاقة ثقة” بين طوكيو وواشنطن.
وأفادت تاكايشي من جهة أخرى بأنها ستضع “برنامجا اقتصاديا” لمعالجة ارتفاع الأسعار.
وأضافت في مؤتمر صحافي أن “أولوية” إدارتها هي مساعدة الشعب الياباني في مواجهة التضخم.
في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر، فازت ساناي تاكايشي برئاسة الحزب الليبرالي الديموقراطي (اليمين المحافظ) الذي تولى السلطة في اليابان من دون انقطاع تقريبا منذ العام 1955.
لكن الحزب الليبرالي الديموقراطي الذي تتراجع شعبيته بشكل متزايد لأسباب منها فضيحة مالية، خسر غالبيته في مجلسي البرلمان خلال الأشهر الأخيرة.
وانسحب حليفه حزب كوميتو الوسطي من الائتلاف الحاكم القائم منذ العام 1999، بسبب الفضيحة وآراء تاكايشي المحافظة.
ولضمان انتخابها رئيسة للحكومة خلفا لرئيس الوزراء المنتهية ولايته شيغيرو إيشيبا، شكلت تاكايشي تحالفا الاثنين مع حزب الابتكار الياباني (إيشين) اليميني الإصلاحي.
ووعدت بـ”تعزيز الاقتصاد الياباني” وجعل البلاد قادرة على تلبية تطلعات الأجيال المقبلة.
وسيعتمد استمرار خامس رئيسة حكومة في اليابان خلال عامين في منصبها، على “استقرار هذا الائتلاف”، بحسب يو أوتشياما، الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة طوكيو.
وقال أوتشيما “سيُحدد عامل حاسم آخر قرارها بالدعوة إلى انتخابات تشريعية من عدمه: فإذا فعلت ذلك وخسرت مقاعد، فسيكون لذلك تأثير سلبيّ جدا على صورتها”.
– امرأتان في الحكومة –
بتوليها هذا المنصب، تحقق تاكايشي “إنجازا تاريخيا”، بحسب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.
لكن تاكايشي التي وعدت بتشكيل حكومة تضم نسبة عالية من النساء “على النمط الإسكندنافي”، عيّنت في نهاية المطاف اثنتين فقط، وهو عدد النساء ذاته في حكومة إيشيبا.
والمرأتان هما الوزيرة السابقة لتنشيط الأقاليم ساتسوكي كاتاياما التي ستتولى وزارة المال، وكيمي أونودا التي ستتولى حقيبة الأمن الاقتصادي.
واليابان مصنفة في المرتبة 118 من بين 148 دولة في تقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2025، في حين أنّ نسبة النساء في مجلس النواب تبلغ 15% فقط.
إلا أن مواقفها السياسية بشأن المساواة بين الجنسين تضعها إلى يمين الحزب الليبرالي الديموقراطي المحافظ أصلا، فهي تعارض مراجعة قانون يلزم المتزوجين حمل الكنية نفسها، وتؤيد أن تقتصر الخلافة الإمبراطورية على الذكور.
وقوبلت فكرة تولّي تاكايشي الحكم بارتياح كبير في مسقط رأسها مدينة نارا في غرب اليابان. وقالت كيكو يوشيدا (39 عاما) لوكالة فرانس برس “آمل بأن يُحدث ذلك تغييرا فعليا، وأن يجعل اليابان مكانا يسهّل على النساء العيش”.
مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المقررة لليابان الأسبوع المقبل، يقول المتقاعد ساتوشي ساكاموتو إنه يريد أن تكون الزعيمة الجديدة قادرة على “قول لا” لترامب “عند الضرورة”.
ومن نقاط الخلاف المحتملة عدم وضوح الخطوط العريضة للاستثمار البالغ 550 مليار دولار الذي تدرسه اليابان في إطار اتفاقها التجاري مع واشنطن.
ويريد ترامب من طوكيو التوقف عن استيراد الطاقة الروسية وزيادة إنفاقها الدفاعي.
– تخفيف حدة خطابها تجاه الصين –
ستواجه تاكايشي أيضا تحدي مكافحة التراجع الديموغرافي في اليابان، بالإضافة إلى مهمة تنشيط رابع أكبر اقتصاد في العالم.
وسبق أن أيّدت تاكايشي زيادة الإنفاق الحكومي، على غرار رئيس الوزراء السابق شينزو آبي.
ورغم أنها خففت من حدة خطابها في الأسابيع الأخيرة بشأن استخدام الإنفاق الحكومي الضخم لتحفيز الاقتصاد، دفع فوزها بورصة طوكيو إلى مستويات قياسية.
وعلى الصعيد الدولي، قالت في وقت سابق إن الصين “لا تحترم مطلقا” اليابان، مؤكدة أنّ على طوكيو أن “تواجه التهديد الأمني” الذي تشكله بكين، في حين دعت إلى تعاون أمني أكبر مع تايوان.
كذلك، خففت تاكايشي من حدة خطابها تجاه الصين، وامتنعت الأسبوع الفائت عن زيارة ضريح ياسوكوني الذي تعتبره دول الجوار رمزا لماضي اليابان العسكري.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إنها “أخذت علما بنتائج الانتخابات اليابانية” وأبدت أملها في أن “تعمل طوكيو على تعزيز العلاقات الاستراتيجية والمفيدة للطرفين بشكل كامل”.
بور-ستو-ماك/رك/ود