تعثّر مفاوضات المناخ وسط ضغوط أوروبية للابتعاد عن الوقود الأحفوري
دخلت المفاوضات في مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ (كوب30) في الأمازون، مرحلة التمديد السبت مع محاولات حثيثة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بالحد الأدنى، بعد أسبوعين شابتهما الفوضى وخشية من انتهاء أعماله من دون التزام حقيقي بتسريع الابتعاد عن استخدام الطاقة الأحفورية.
كان يُفترض أن يختتم المؤتمر المنعقد في مدينة بيليم أعماله مساء الجمعة في السادسة مساء (21,00 ت غ)، ولكن في ظل عدم التوصل إلى اتفاق نهائي، تم تمديد المفاوضات ليومين إضافيين.
وتركزت النقاشات على تعديلات طفيفة على النقاط الخلافية الرئيسية الثلاث، حسبما قال العديد من المراقبين والمندوبين لوكالة فرانس برس. وتشمل هذه النقاط مستوى الطموح في خفض استهلاك الوقود الأحفوري، وحجم المساعدات المالية المستحقة على الدول المتقدمة، وخلافات بشأن ضرائب الكربون على الحدود.
وحذّر الاتحاد الأوروبي من أن المؤتمر قد ينتهي من دون التوصل إلى اتفاق بعد أن طرحت الرئاسة البرازيلية للمؤتمر مسودة اتفاق الجمعة لم تأتِ على ذكر “مصادر الطاقة الأحفورية أو “خارطة الطريق” التي أعلن الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا نفسه دعمه لها.
وبعد المفاوضات التي استمرت ليلا يعقد وزراء الاتحاد الأوروبي اجتماعا السبت، لكن وزيرة التحول البيئي الفرنسية مونيك باربو قالت إن الأمور “لا تحرز أي تقدم حتى الآن”.
وهددت 36 دولة من بينها دول غنية واقتصادات ناشئة ودول جزرية صغيرة، في رسالة إلى البرازيل بأنها سترفض أي اتفاق لا يتضمن خطة للتخلي عن النفط والفحم والغاز.
لكن عضوا في وفد الاتحاد الأوروبي قال لوكالة فرانس برس إن الاتحاد الذي يضم 27 دولة، “معزول” ويُصوّر على أنه “الطرف الشرير” في المحادثات.
وأضاف المندوب أن بعض دول الاتحاد الأوروبي تدرس الانسحاب بينما تخشى دول أخرى تحميلها المسؤولية في حال انهيار المحادثات.
واتهمت باربو السعودية وروسيا الغنيتين بالنفط، إلى جانب الهند المنتجة للفحم و”العديد” من الدول الناشئة الأخرى، برفض صيغة تتعلق بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
وجاءت الدعوة للتخلص التدريجي من النفط والفحم والغاز – وهي العوامل الرئيسية المسببة للاحتباس الحراري – على خلفية استياء إزاء عدم تنفيذ بنود اتفاقية كوب28 في دبي عام 2023 التي نصت على ذلك.
وردّ المبعوث الخاص لجنوب آسيا في المحادثات أرونابا غوش على مسألة تحميل المسؤولية بقوله لوكالة فرانس برس إن افتراض “أن أحد الطرفين يكترث بالأرض، بينما الطرف الآخر لعدم رضاه عن الصيغة، لا يكترث بها، يلحق ضررا بالغا بروح المفاوضات”.
ودافع غوش عن عدم تضمين المسودة “خارطة طريق” قائلا إن الدول النامية بحاجة إلى ضمان أمن الطاقة وانتقال عادل لعمالها المعتمدين على قطاع الوقود الأحفوري.
ويتعين التوصل إلى توافق بين ما يقرب من 200 دولة في المؤتمر الذي يُعقد هذا العام بدون مشاركة الولايات المتحدة بعد أن قاطع الرئيس دونالد ترامب الحدث.
وقال رئيس مؤتمر كوب30 الدبلوماسي البرازيلي أندريه كوريا دو لاغو، إن الذين يشككون في أن التعاون هو أفضل سبيل للمضي قدما في مكافحة تغير المناخ “سيسعدون جدا لعدم تمكننا من التوصل إلى اتفاق فيما بيننا”.
– خلاف على الدعم المالي –
شابت أعمال المؤتمر السنوي فوضى إذ أغلق متظاهرون من السكان الأصليين مدخله الأسبوع الماضي وتعطلت المفاوضات بسبب حريق اندلع داخل مقر الاجتماع الخميس.
ومن جانبها تضغط الدول النامية على الاتحاد الأوروبي والاقتصادات المتقدمة الأخرى للتعهد بدفع مزيد من الأموال لمساعدتها على التكيّف مع آثار تغير المناخ، مثل الفيضانات والجفاف، والمضي قدما نحو مستقبل منخفض الكربون.
وتم رفض الإشارة إلى الحاجة إلى زيادة أكبر في الدعم المالي للدول النامية أو إلى “مضاعفة تمويل جهود التكيّف ثلاث مرات” بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2025.
كما رفض الاتحاد الأوروبي الصياغة المتعلقة بالتجارة في النص.
وتريد الصين والهند ودول حليفة أخرى من مؤتمر كوب30 اتخاذ قرار ضد “الحواجز” التجارية – وهو انتقاد لآلية الاتحاد الأوروبي لتعديل الكربون على الحدود (CBAM).
وتطال آلية تعديل الكربون على الحدود التي ستدخل حيز التنفيذ بكامل طاقتها العام المقبل، واردات السلع كثيفة الكربون مثل الصلب والألمنيوم والأسمنت والأسمدة والكهرباء والهيدروجين.
بور-عا-لت/غد/ص ك