مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

منبر سينمائي بديـل لفائدة حقوق الإنسان

مدير مهرجان فيلم حقوق الإنسان ليو كانيمان والى يمينه مؤسسة المهرجان ياييل هازان اثناء الندوة الصحفية التي انعقدت في مقر النادي السويسري للصحافة في جنيف يوم 6 مارس 2006 swissinfo.ch

للمرة الرابعة ينتظم مهرجان الفيلم الخاص بحقوق الإنسان في جنيف بالتزامن مع انعقاد لجنة حقوق الإنسان من أجل تسليط الأضواء بحرية واستقلالية على قضايا حقوق الإنسان.

من المواضيع المطروحة للنقاش هذا العام “الذاكرة والحقيقة والعدالة” بمشاركة قضاة في المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى مأساة العراق وقضية التيبت وصراع البحيرات الكبرى.

تتزامن فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم الخاص بحقوق الإنسان الذي ينظم في جنيف ما بين العاشر والثامن عشر من شهر مارس الجاري مع انعقاد الدورة الأخيرة (ربما) للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.

هذا المهرجان تأسس – كما يقول مديره ليو كانيمان – من أجل سد نقص تعرفه مدينة جنيف يتمثل في عدم وجود “منصة حرة يتم فيها تداول قضايا حقوق الإنسان بكل حرية”. ويرى كانيمان أن المهرجان – إضافة الى حرصه على عرض أفلام تعالج قضايا حقوق الإنسان – يمثل “منصة لمناقشة الانتهاكات أيا كان مكانها وطبيعتها وبدون انتقائية ولمناهضة النسيان في مواجهة لجنة لحقوق الإنسان تلتزم الصمت حول العديد من الانتهاكات”، على حد قوله.

العدالة الدولية ومأساة العراق

من جهتها، أشارت ياييل هازان، مؤسسة المهرجان والعضو النشيط فيه، إلى أن الأفلام المشاركة في دورة هذا العام “بالإضافة الى كونها تهدف الى التشهير بالانتهاكات المرتكبة في مجال حقوق الإنسان، ترغب بالدرجة الأولى في إظهار الآليات المتاحة امام ممثلي المجتمع المدني من أجل محاربة تلك الانتهاكات”.

ومن خلال إلقاء نظرة على حوالي عشرين فيلم مشارك في المهرجان يتضح أنه يرغب في تسليط الضوء عبر حلقات نقاش تنظم يوم 14 مارس، على ضرورة محاكمة الجناة في المجازر وحروب الإبادة من خلال الشهادات التي ستقدمها كل من السويسرية كارلا ديلبونتي، النائبة العامة في المحكمة الجنائية حول يوغسلافيا السابقة، ولويس مورينو أوكامبو النائب بالمحكمة الجنائية الدولية.

وبالإضافة إلى التعريف بكيفية عمل العدالة الدولية فيما يتعلق بمعاقبة الجناة، يسعى مهرجان فيلم حقوق الإنسان – حسب مؤسسته ياييل هازان – إلى تسليط الضوء أيضا على ملفات أخرى تشمل “مأساة العراق، والوجه الثاني للصين، ومعاناة الكونغو ومآسي البحيرات الكبرى”.

“مأساة العراق” يستعرضها المهرجان من خلال فيلم يحمل نفس الإسم، يستعرض أوضاع العسكرين الأمريكيين الفارين من الخدمة العسكرية “بعد أن واجهتهم الحقيقة الميدانية وبعد أن اتضح لهم أن هذه الحرب بنيت على أوهام وعلى حقائق خاطئة”. وسيشارك في النقاش الذي يلي عرض الفيلم المبرمج ليوم 18 مارس ، جيمي ماسي أحد جنود البحرية الأمريكية السابقين في العراق، وسامانتا باور صحفية أمريكية، وداني شيختر مؤسس “ميديا شانل” المستقلة بالولايات المتحدة الأمريكية.

كما سيتم عرض فيلم آخر تحت عنوان “على الهواء” يستعرض كيفية تحكم عشرات الشركات الإعلامية في وسائل الإعلام الأمريكية وفرضها لرقابة على كل ما يشاهده المواطن الأمريكي.

ودائما بخصوص العراق وفي تذكير بما روجته الإدارة الأمريكية لتبرير حربها ضد العراق، سيتم عرض فيلم يحمل عنوان “Weapons of mass Deception” يستعرض الحرب الدعائية التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال وسائل الإعلام لتمرير مخططاتها من أجل شن الحرب ضد العراق.

العنصرية وعمل الأطفال

على صعيد آخر، لم يُهمل مهرجان الفيلم القضايا الاجتماعية مثل عمل الأطفال بحيث يطرح للنقاش الإشكالية القائمة بين معارضة البعض لعمل الأطفال في الوقت الذي يمثل فيه هذا العمل الوسيلة الوحيدة لإعالتهم وأفراد عائلتهم.

الموضوع ستطرحه الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان (التي تعتبر من الشركاء الرئيسيين في تنظيم المهرجان الى جانب منظمة العفو الدولية وعدد من المنظمات الأخرى)، وذلك من خلال طرح التساؤل التالي: “أليس الأجدى بنا تقنين عمل الأطفال بشكل منتظم بدل البحث عن إلغائه نهائيا؟”.

وفي نفس السيلق، سيتم عرض أفلام عن الهجرة غير الشرعية وعن تهريب الأشخاص والمتاجرة بالنساء في شبكات الدعارة، وعن ظاهرة تنامي العنصرية وبالأخص ظهور تيارات عنصرية متطرفة في الأوساط الأوروبية.

قصة مؤسس الصليب الأحمر

من التظاهرات الخاصة التي سوف تشهدها الدورة الرابعة لمهرجان فيلم حقوق الإنسان في جنيف، عرض فيلم عن مؤسس حركة الصليب الأحمر السويسري هنري دينون، وهو عمل سينمائي توثيقي ضخم أعده التلفزيون السويسري الناطق بالفرنسية بالاشتراك مع مؤسسات إعلامية من فرنسا والنمسا والجزائر التي أقام فيها هنري دينون فترة من حياته.

الفيلم الذي يحمل عنوان “أحمر على الصليب”، سيعرض في حفل افتتاح المهرجان يوم الجمعة 10 مارس بحضور وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي ، ويهدف للتعريف بالرجل في وقت لم تعد الحركة التي أسسها تخفى على أحد في مختلف بقاع العالم.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية