
نظرة فاحصة-ما الذي نعرفه عن اتفاق ترامب لغزة؟

من ديفيد برونستروم وستيف هولاند
واشنطن (رويترز) – وافقت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، وهي عبارة عن اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن قد يكون خطوة أولى نحو إنهاء حرب دامية مستمرة منذ عامين وعصفت بالشرق الأوسط.
وفيما يلي بعض التفاصيل عما هو معروف وما هو غير معروف حتى الآن:
* ما الذي نعرفه عن الاتفاق؟
جاء الاتفاق على المرحلة الأولية من إطار العمل الذي اقترحه ترامب والمكون من 20 نقطة بعد محادثات غير مباشرة في مصر، بعد يوم واحد فقط من الذكرى الثانية لهجوم حماس على إسرائيل الذي أشعل فتيل الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة على غزة.
وأعلن ترامب أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من الخطة، وهو ما سيؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، أحياء كانوا أو أمواتا، “قريبا جدا” وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما يسمى بالخط الأصفر في غزة. ووفقا لمصدر أمني إسرائيلي كبير، فإن هذه هي حدود الانسحاب الإسرائيلي الأولي بموجب خطة ترامب.
وأكدت حركة حماس أنها توصلت إلى اتفاق لإنهاء الحرب، يتضمن انسحابا إسرائيليا من غزة وتبادل الرهائن بمعتقلين فلسطينيين، لكن الحركة دعت ترامب والدول الضامنة إلى ضمان أن تنفذ إسرائيل وقف إطلاق النار بالكامل.
* ما هو أبرز ما لا نعرفه؟
رغم الآمال المعقودة من أجل إنهاء الحرب، لا تزال هناك تفاصيل جوهرية لم تتضح بعد.
ومن بين هذه التفاصيل التوقيت وإدارة قطاع غزة بعد الحرب ومصير حماس.
ولا يوجد مؤشر واضح على من سيحكم غزة بعد انتهاء الحرب. واستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترامب والدول الغربية والعربية أن يكون هناك دور لحماس التي تدير غزة منذ طرد منافسيها الفلسطينيين في عام 2007.
وتلمح خطة ترامب المكونة من 20 نقطة لدور للسلطة الفلسطينية، ولكن فقط بعد أن تخضع لإصلاحات كبيرة.
* ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
قال نتنياهو إنه سيدعو حكومته لعقد اجتماع يوم الخميس للمصادقة على الاتفاق.
وقال مصدر مطلع على الأمر إن هذا الإجراء شكلي إلى حد كبير نظرا لموافقة إسرائيل عليه مسبقا. لكن مصادر مطلعة على المحادثات أفادت بأن بعض التفاصيل لا تزال بحاجة إلى نقاش، وبالتالي قد يتغير التوقيت.
وذكرت مصادر أن حماس ستفرج عن الرهائن العشرين الأحياء دفعة واحدة بعد 72 ساعة من بدء وقف إطلاق النار.
وأفاد مسؤول إسرائيلي بأن إطلاق سراح الرهائن قد يحدث يومي الأحد أو الاثنين.
وقالت مصادر فلسطينية إن تسليم رفات الرهائن الأموات سيكون تدريجيا مع انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وذكر غال هيرش منسق شؤون الرهائن الإسرائيليين أن قوة دولية ستتشكل للمساعدة في العثور على أي جثث لا تستطيع حماس تحديد مكانها.
وقالت المصادر الفلسطينية إن من المتوقع أن تفرج إسرائيل عن حوالي ألفي سجين فلسطيني، من بينهم أكثر من 200 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.
وكانت حركة حماس قد أعلنت يوم الأربعاء أنها سلمت قوائم بأسماء الرهائن الذين تحتجزهم والمعتقلين الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل وتريدهم في عملية التبادل.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أنه سيتعين على إسرائيل الانسحاب إلى الخط المتفق عليه خلال 24 ساعة بمجرد مصادقتها على الاتفاق، وستبدأ بعد ذلك مهلة 72 ساعة. ويتوقع البيت الأبيض بدء إطلاق سراح الرهائن يوم الاثنين.
وبموجب خطة ترامب، ستزيد المساعدات الإنسانية لغزة. وقال المسؤول الإسرائيلي إنه سيبدأ قريبا دخول 600 شاحنة يوميا إلى غزة. وأفاد مصدران فلسطينيان بأن الحد الأدنى للعدد سيكون 400 شاحنة يوميا وسيزداد تدريجيا.
ومن المتوقع أن يتوجه ترامب إلى مصر في الأيام المقبلة، وقال البيت الأبيض إنه يفكر في الذهاب إلى المنطقة يوم الجمعة. ودعا نتنياهو ترامب لإلقاء كلمة أمام الكنيست وقال ترامب لأكسيوس إنه مستعد للقيام بذلك.
أما المرحلة التالية لخطة ترامب فتتضمن تصورا لإنشاء هيئة دولية تحمل اسم “مجلس السلام”. وسيلعب هذا المجلس دورا في إدارة غزة بعد الحرب. ومن المقرر أن يرأسه ترامب ويضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
* ما هي أكبر المخاطر التي تهدد الخطة؟
إذا تكلل تنفيذ الاتفاق بالنجاح فإن هذا سيمثل أكبر إنجاز في السياسة الخارجية حتى الآن لترامب.
وترفض حماس حتى الآن مناقشة مطلب إسرائيل بأن تتخلى الحركة عن أسلحتها. وأكد مصدر فلسطيني أن حماس ستظل ترفض ذلك ما دامت القوات الإسرائيلية تحتل الأراضي الفلسطينية.
وكشف مصدران مطلعان على المحادثات أن النقاط الخلافية تشمل آلية الانسحاب الإسرائيلي، إذ تسعى حماس لجدول زمني واضح مرتبط بالإفراج عن الرهائن وضمانات بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية.
وفي داخل غزة، قلصت إسرائيل من عملياتها العسكرية بناء على طلب من ترامب لكنها لم توقف ضرباتها بالكامل.
وتقول الدول العربية التي تدعم الخطة إنها يجب أن تؤدي في نهاية المطاف إلى دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يقول نتنياهو إنه لن يحدث أبدا.
وتقول حماس إنها لن تتخلى عن حكم غزة إلا لحكومة تكنوقراط فلسطينية تشرف عليها السلطة الفلسطينية وتدعمها الدول العربية والإسلامية. وترفض كذلك أي دور لبلير أو أي حكم أجنبي لغزة.
وتشير توقعات إلى أن قائمة المعتقلين الفلسطينيين الذين تريد حماس الإفراج عنهم تتضمن عددا من أبرز السجناء في إسرائيل، وكانت مسألة الإفراج عنهم غير قابلة للتفاوض في محادثات وقف إطلاق النار السابقة.
وذكر مصدر فلسطيني مقرب من المحادثات أن القائمة تتضمن مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح، وأحمد سعدات زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ويقضي كلاهما أحكاما متعددة بالسجن المؤبد في اتهامات بشن هجمات أسفرت عن مقتل إسرائيليين.
(إعداد مروة غريب ونهى زكريا للنشر العربية – تحرير رحاب علاء)