وزير الدفاع الإسرائيلي ينفي خطة لمعاودة استيطان غزة
القدس 23 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – نفى وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الثلاثاء أي نية لمعاودة استيطان قطاع غزة، وذلك بعد تصريحات سابقة أشارت إلى أن إسرائيل قد ترغب في ذلك يوما ما، وهي تصريحات تتعارض مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القطاع.
وأضاف كاتس، متحدثا في مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة من إسرائيل، إن الجيش لن ينسحب بالكامل من قطاع غزة ويعتزم نشر وحدة عسكرية تعرف باسم (ناحال) أدت تاريخيا دورا في إنشاء تجمعات إسرائيلية، منها المستوطنات.
وبعدما نقلت وسائل إعلام الإسرائيلية التصريح باعتباره خطة لمعاودة استيطان غزة، حيث فككت إسرائيل المستوطنات عام 2005، أصدر كاتس بيانا قال فيه “ليس لدى الحكومة أي نية لإنشاء مستوطنات في قطاع غزة”.
وتنص خطة السلام التي تدعمها الولايات المتحدة ووقعتها إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في أكتوبر تشرين الأول على أن ينسحب الجيش تدريجيا من القطاع الساحلي وعلى عدم معاودة إسرائيل إنشاء مستوطنات مدنية في القطاع الساحلي.
ومع ذلك، تنص الخطة على إبقاء القوات الأمنية الإسرائيلية في محيط قطاع غزة إلى أن يصبح القطاع آمنا تماما من أي تهديد إرهابي متجدد.
وذكر المتحدث باسم حماس حازم قاسم أن تصريحات كاتس “فيها اختراق واضح وفاضح لاتفاق وقف إطلاق النار… وتتعارض كليا مع الخطة التي وضعها الرئيس الأمريكي ترامب لإحلال السلام”.
وقال مسؤول أمريكي “تظل الولايات المتحدة ملتزمة تماما بخطة السلام التي اقترحها الرئيس ترامب وتتألف من 20 نقطة وتتوقع من جميع الأطراف الالتزام بتعهداتهم”.
* مستوطنات الضفة الغربية
واستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا خلال الحرب إمكان معاودة إنشاء مستوطنات في غزة على الرغم من أن بعض الأعضاء القوميين المتطرفين في ائتلافه يسعون إلى إعادة احتلال غزة.
وتحدث كاتس في مراسم أقيمت في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل للإعلان عن إنشاء 1200 وحدة سكنية في مستوطنة بيت إيل بالضفة الغربية قرب مقر السلطة الفلسطينية في رام الله.
وأضاف كاتس “عندما يحين الوقت، في شمال غزة… سنشكل وحدات ناحال بدلا من المستوطنات (الإسرائيلية) النازحة. سنفعل ذلك بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب”.
وفي بيانه لتوضيح تصريحاته، قال كاتس “إن الإشارة إلى دمج ناحال… في شمال قطاع غزة جاءت في سياق أمني فقط”.
* نتنياهو وترامب يخططان للاجتماع الأسبوع المقبل
تشير هذه التصريحات إلى تعقيدات تواجه خطة ترامب بشأن غزة قبيل اجتماعه المرتقب مع نتنياهو في البيت الأبيض الأسبوع المقبل.
وأفضت خطة ترامب إلى وقف إطلاق النار في أكتوبر تشرين الأول وإطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين الذين احتجزتهم حماس خلال هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
ولكن لم يحرز أي تقدم يذكر في بقية الأهداف، فما زالت حماس ترفض نزع سلاحها مثلما تنص الخطة التي تشمل أيضا إنشاء سلطة انتقالية ونشر قوة متعددة الجنسيات.
وقال كاتس في تصريحاته في بيت إيل “نحن متمركزون في عمق غزة، ولن نغادرها أبدا. لن يحدث ذلك مطلقا. نحن هنا لحماية المواطنين ومنع تكرار ما حدث”.
وأضاف “لا نثق بأحد غيرنا لحماية مواطنينا”، مشيرا إلى ضرورة الوجود أيضا في لبنان وسوريا.
وتسارعت في عهد نتنياهو وتيرة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية التي تعد جزءا من الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها.
ويعتبر الفلسطينيون ومعظم المجتمع الدولي هذه المستوطنات غير قانونية، فيما ترفض إسرائيل ذلك مستندة إلى روابط تاريخية ودينية بالأرض.
وفي حديثه عن الضفة الغربية، قال كاتس “حكومة نتنياهو هي حكومة مستوطنات … وتسعى جاهدة للعمل. إذا تمكنا من الحصول على السيادة، فإننا سنحقق السيادة… نحن في عصر السيادة العملية.. هناك فرص هنا لم تكن موجودة منذ فترة طويلة”.
وإسرائيل مقبلة على سنة انتخابات في 2026، ويشكل المستوطنون جزءا أساسيا من ناخبي كاتس وحزب ليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو.
وندد مسؤول فلسطيني بتصريحات كاتس الأولى، واصفا إياها بأنها تصعيد خطير.
(شارك في التغطية علي صوافطة – إعداد أحمد هشام وبدور السعودي ومحمد أيسم للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)