
آلاف الفلسطينيين ينزحون من مدينة غزة جنوبا: “كفى نريد العودة الى حياتنا”

عربات تجرها حمير، وشاحنات صغيرة محمّلة بأكثر من طاقتها… في وسط قطاع غزة، آلاف الفلسطينيون يستخدمون وسائل النقل هذه للنزوح مجددا على طول الطريق الرئيسي المحاذي لشاطئ البحر، مع تكثيف إسرائيل هجومها على مدينة غزة.
يترك النازحون هربا من الهجوم الإسرائيلي على المدينة الأكبر في قطاع غزة، وراءهم، مشهد دمار هائل، وسحب غبار فوق مباني حوّلها القصف الإسرائيلي إلى أكوام ركام.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر الثلاثاء الى جميع سكان مدينة غزة لإخلائها فورا والنزوح جنوبا، متوعدا أنه يستعد للعمل “بقوة كبيرة” في المدينة.
وتقدّر الأمم المتحدة أن قرابة مليون شخص يعيشون في مدينة غزة وضواحيها التي كانت قبل الحرب تمثل عاصمة القطاع الفعلية ومركز نشاطه الاقتصادي. وأقرّت الحكومة الإسرائيلية أخيرا خطة للسيطرة عليها بالكامل.
وقال أحمد شملخ لوكالة فرانس برس “كفى… نريد أن نعود إلى حياتنا السابقة”، مطالبا ب”إنهاء الحرب”.
ونزح معظم سكان غزة أكثر من مرة منذ بدء الحرب التي اندلعت بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل، وتتواصل منذ قرابة عامين.
على طول الطريق، يمكن مشاهدة طوابير من الشاحنات والتوكتوك والشاحنات الصغيرة والسيارات بنوافذها المحطّمة أو المنزوعة الأبواب، محمّلة بخيام وأغطية وكراسي وفرش وبعض أواني الطبخ وقوارير مياه فارغة.
ويضطر آخرون إلى دفع عرباتهم الثقيلة بأيديهم.
وقال صائب المبيض أثناء فراره من غزة عبر طريق الكورنيش الساحلي المدمّر “هُجّرنا قسرا إلى جنوب القطاع، تحت قصف مكثف”. وأضاف “دُمّر العديد من المباني والمنازل”، و”استُهدفت المساجد القريبة من أماكن إيواء النازحين، ما أجبرنا على المغادرة”.
وأمر الجيش الإسرائيلي النازحين بالتوجه إلى منطقة المواصي في خان يونس في الجنوب، مشيرا الى أنها تضم “بنية تحتية إنسانية” وتمّ تزويدها بالطعام والدواء.
– “النزوح إذلال” –
واعتبر الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل أنه “لا توجد أماكن آمنة” في قطاع غزة، مشيرا إلى أن “الوضع في مدينة غزة وشمال القطاع لا يختلف عن مناطق الوسط والجنوب حيث لا توجد أي مقومات للحياة”.
وأضاف “لا يوجد مأوى ولا أماكن للخيام ولا طعام ولا مياه للشرب”، مشيرا الى أن القصف الإسرائيلي “يتواصل ليلا ونهارا على كل المناطق بما في ذلك خيام النازحين وحول مراكز المساعدات”.
ولفت بصل إلى أن عشرات آلاف المواطنين نزحوا خلال الأسبوع الأخير من مناطق حي الزيتون وحي التفاح والشجاعية باتجاه مخيم الشاطئ وأحياء الى غرب مدينة غزة.
ودعا بصل العالم إلى “سرعة التحرك لحماية المدنيين الأبرياء في مدينة غزة قبل فوات الآوان”.
وألقت طائرات إسرائيلية مسيّرة الثلاثاء فوق مدينة غزة آلاف المنشورات التي تحمل بلاغات عسكرية تأمر السكان بالإخلاء.
وخلال اليومين الماضيين، أقام آلاف الفلسطينيين خياما على أرصفة الشوارع في غرب مدينة غزة، وبعضهم الى جانب مباني مدمّرة، على ما ذكر شهود عيان.
ويتردّد العديد من الفلسطينيين في النزوح إلى جنوب القطاع.
ويتساءل خالد خويطر (36 عاما) “الى اين نذهب؟”. ويشير إلى أن المواطنين الذين نزحوا من غزة إلى منطقة المواصي “لم يجدوا مكانا ولا خيمة ولا ماء ولا طعام، والقصف الإسرائيلي لا يتوقف على المواصي وكل يوم شهداء”.
ونزح خويطر مع زوجته وأطفاله اليوم من حي الزيتون جنوب شرق غزة، إلى منطقة النصر في شمال غرب المدينة. ويقول “في كل مكان القصف والقتل، ما لنا إلا الله، العالم يتفرج على ذبحنا ولا يحرّكون شيئا”.
وقال محمد قهوجي (55 عاما) “المنشورات تطلب منا النزوح إلى المواصي. يكذبون بالقول إنها مناطق إنسانية آمنة. كل المناطق في قطاع غزة غير آمنة”.
وتابع “نحن مدنيون ندفع الثمن ولا أحد ينظر إلينا”.
وتقول ميرفت أبو معمر (30 عاما) التي نزحت مع زوجها وأطفالها الثلاثة من منطقة التفاح في شمال شرق غزة إلى تل الهوى غربا، “لا يوجد معنا خيمة ولا ملابس ولا أغطية ولا طعام ولا توجد حتى مياه للشرب”، مضيفة “النزوح إذلال”.
بور-ع ز/رض