The Swiss voice in the world since 1935

نتانياهو يعد بإعادة جميع الرهائن و52 قتيلا في غزة بحسب الدفاع المدني

afp_tickers

وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين بإعادة جميع الرهائن “الأحياء والأموات” المحتجزين في غزة، في حين يواصل جيشه قصف القطاع الفلسطيني بشكل مكثف، ما أسفر عن مقتل 52 شخصا على الأقل وفق الدفاع المدني. 

في الأثناء، أكد مصدر في  حماس أنها وافقت على مقترح هدنة قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، فيما نفى متحدث باسم الأخير قبول الحركة بالمقترح.

وتأتي هذه التطورات مع تزايد الضغوط على إسرائيل لوقف هجومها في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي يعاني من الجوع والتدمير جراء أكثر من 19 شهرا من الحرب.

كثّفت الدولة العبرية هجومها في غزة في 17 أيار/مايو معلنة أن الهدف هو تأمين الإفراج عن الرهائن المتبقين والسيطرة على القطاع والقضاء على حركة حماس التي أشعل هجومها غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الحرب.

وقال نتانياهو في خطاب في ختام احتفالات “يوم القدس” إنه “إذا لم ننجح اليوم فسوف ننجح غدا، وإذا لم ننجح غدا فبعد غد. لن نستسلم… نعتزم إعادتهم جميعا، الأحياء منهم والأموات”.

وأضاف “مهمتنا (بكسب الحرب) بما يشمل إعادة الرهائن تلازمنا ليل نهار وهذه الليلة أيضا، لن نتخلى عنها”.

في وقت سابق الاثنين، أكد مصدر في حماس أن الحركة وافقت على عرض الوسطاء الأخير الذي يتضمن هدنة لمدة 70 يوما في مقابل الإفراج عن 10 رهائن أحياء على دفعتين.

– “نار وكبريت ودماء” –

واوضح المصدر بأن المقترح يتضمن “إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء من المحتجزين لدى حماس، مقابل هدنة لمدة 70 يوما والانسحاب الجزئي من قطاع غزة… وإطلاق سراح أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بينهم عدة مئات من أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات”. 

وأضاف المصدر “يضمن العرض تدفقا للمساعدات بكميات كبيرة وكافية” للقطاع.

في الأثناء، أفاد الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل وكالة فرانس برس عن مقتل 33 شخصا على الأقل في قصف مدرسة فهمي الجرجاوي فجر الاثنين في مدينة غزة وإصابة العشرات “غالبيتهم من الأطفال”، واصفا ما حدث بأنه “مجزرة مروعة”.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن الغارة على المدرسة استهدفت “إرهابيين كبارا ينشطون في مركز قيادة لحماس والجهاد الإسلامي يقع في منطقة كانت في السابق مدرسة … في محيط مدينة غزة”.

وقالت فرح ناصر النازحة من بيت حانون إنها استيقظت على دويّ القصف ورأت “مشاهد رعب وفوضى وسط رائحة موت ونار وكبريت ودماء”.  

وفي وقت لاحق، أفاد الناطق باسم الدفاع المدني عن مقتل 19  فلسطينيا من عائلة عبد ربه إثر غارة جوية فجر الإثنين على منزل في جباليا في شمال قطاع غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي رصد “ثلاثة مقذوفات أطلقت من جنوب قطاع غزة باتجاه التجمعات السكانية القريبة من القطاع، سقط مقذوفان داخل قطاع غزة واعترض سلاح الجو الإسرائيلي مقذوفا ثالثا قبل أن يعبر إلى داخل إسرائيل”.

– احتجاجات دولية –

يثير الوضع الإنساني المتأزم في قطاع غزة سخطا دوليا متزايدا، حتى في صفوف حلفاء تقليديين لإسرائيل.

وندد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بحزم قل نظيره بتصرفات إسرائيل، وهدد بوقف دعمه لحكومة بنيامين نتانياهو. وأكد “بصراحة، لم أعد أفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي الآن في قطاع غزة، وما الهدف منه”. 

وأضاف “الطريقة التي تضرر جراءها السكان المدنيون، كما هي الحال بشكل متزايد في الأيام الأخيرة، لم يعد من الممكن تبريرها بمحاربة إرهاب حماس”.

إلا ان وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أكد الاثنين أن ألمانيا ستواصل بيع الأسلحة لإسرائيل.

ووصف رئيس الوزراء النروجي يوناس غار ستوره ما يحدث في غزة بأنه “على الأرجح أسوأ هجوم إنساني ضد المدنيين”.

أما إسبانيا فطلبت من شركائها في الاتحاد الأوروبي فرض حظر على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس الاثنين إنه “يجب وقف هذا الهجوم الذي ليس له أي هدف عسكري إلا إذا كان الهدف تحويل غزة إلى مقبرة هائلة”- “في أسرع وقت ممكن”.

وأعلن رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الاثنين أن حكومته ستستدعي السفير الإسرائيلي للاحتجاج على رفض إسرائيل السماح بدخول المساعدات إلى غزة، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السويدية (تي تي). 

– مخاوف من مجاعة –

ويترافق الهجوم الإسرائيلي مع حصار خانق أدى إلى تفاقم نقص الغذاء والمياه والوقود والأدوية في القطاع الفلسطيني الصغير، ما أثار مخاوف من حدوث مجاعة. وتقول منظمات إغاثة إن كمية الإمدادات التي سمحت إسرائيل بدخولها في الأيام الأخيرة لا تتعدى أن تكون نقطة في محيط احتياجات السكان  العاجلة.

وفي السياق، أعلن مدير “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة والتي كانت تستعد لإدخال مساعدات إلى قطاع غزة، استقالته من منصبه بشكل مفاجئ وبمفعول فوري الأحد، ما عزز الشكوك بشأن هذا الجهد الاغاثي.

وقال جيك وود في بيان أنه شعر بأنه “مضطر لترك منصبه بعدما تيقن بأن المنظمة لا تستطيع انجاز مهمتها في إطار التزامها “بالمبادئ الإنسانية”.

وفي بيان صدر الاثنين، أعرب مجلس إدارة “مؤسسة غزة الإنسانية” عن أسفه لاستقالة رئيسه وأكد أن عملية توزيع المساعدات ستبدأ.

خلف هجوم حماس على جنوب إسرائيل 1218 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى الأرقام الرسمية.

كذلك، تم خلال الهجوم خطف 251 رهينة، لا يزال 57 منهم في غزة، بينهم 34 قالت إسرائيل إنهم قضوا.

وقالت الجراحة البريطانية فيكتوريا روز التي أتت ضمن بعثة طبية إلى مستشفى في قطاع غزة إنها “لم تر قط” مثل عدد الإصابات الناجمة عن الانفجارات الذي رأته في القطاع المدمر.

وأكدت  الجراخة التي سبق لها أن زارت غزة في الماضي ، الإثنين في مستشفى ناصر في خان يونس في جنوب قطاع غزة “لم أر في حياتي هذا العدد من الإصابات الناجمة عن الانفجارات، ولم أر في حياتي هذا العدد من الإصابات في غزة”.

بور-روك-دمس/غ ر-ح س/

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية