
اعدام سبعة في الكويت بينهم احد افراد الاسرة الحاكمة وامرأة احرقت عشرات بدافع الغيرة

نفذت السلطات الكويتية الاربعاء حكم الاعدام بحق سبعة اشخاص بينهم احد اعضاء الاسرة الحاكمة وامراة تسببت بمقتل عشرات بعدما اشعلت حريقا في خيمة زفاف زوجها بدافع الغيرة، في اول عمليات اعدام في الامارة الخليجية منذ منتصف 2013.
وهذه المرة الاولى في الكويت التي يتم فيها اعدام احد اعضاء الاسرة الحاكمة وهو فيصل عبدالله الجابر الصباح الذي دين بقتل ابن شقيقته عام 2010، وهو عضو في الاسرة الحاكمة ايضا، اثر خلاف بينهما.
ونفذت الاعدامات شنقا في السجن المركزي صباحا بعد ان صدق على الاحكام امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، بحسب بيان للنيابة العامة.
وقالت صحف محلية ان اهالي المحكومين وممثلين عن سفارات وقنصليات زاروا السجن والتقوا بالاشخاص السبعة الذين جرى اعدامهم.
والى جانب الكويتيين فيصل الصباح ونصره العنزي، اعدم مصريان وفلبينية واثيوبية دينوا بارتكاب جرائم قتل، وشخص سابع بنغالي الجنسية دين بارتكاب جرائم خطف.
من جهتها، وصفت منظمة العفو الدولية في بيان عمليات الإعدام بأنها “صادمة ومؤسفة للغاية”.
وكتبت سماح الحديد نائبة المدير المسؤول عن الحملات في المكتب الاقليمي للمنظمة في بيروت “من خلال استئنافها عمليات الإعدام، تظهر السلطات الكويتية ازدراء لا مبرر له تجاه الحق في الحياة”.
بدورها، انتقدت مجموعة “ريبريف” المدافعة عن حقوق الانسان ومقرها لندن، عمليات الاعدام داعية الى ممارسة ضغوط على الكويت والسعودية والبحرين لوضع حد لذلك.
– غيرة ومأساة –
والعنزي اشعلت في 15 اب/اغسطس 2009 النار في خيمة المدعوات الى حفل زفاف زوجها على امرأة ثانية، في عمل نفذته بحسب الصحف الكويتية بدافع الغيرة. وكانت تبلغ من العمر 23 عاما حين اقدمت على اضرام النار في الخيمة.
وافاد التحقيق انها قامت بصب البنزين على خيمة العرس المخصصة للنساء ثم اشعلت النار فيها. ولم يتسن للمدعوات الخروج مع اطفالهن من الخيمة التي انهارت فوقهم. كما ان رجال الدفاع المدني منعوا بداية من الدخول الى مكان الحريق بعدما عارض الرجال الحاضرون ذلك.
ولم يكن الزوج موجودا في الخيمة كونها مخصصة للنساء، كما لم تكن عروسه الجديدة قد وصلت بعد.
ووقع الحادث في منطقة الجهراء القبلية المحافظة على بعد نحو 50 كلم غرب مدينة الكويت. وفي البداية كان يعتقد ان العنزي هي مطلقة العريس، الا ان محاميها اكد في وقت لاحق انها كانت لا تزال زوجته.
ودينت العنزي بالقتل مع سابق الاصرار وباشعال حريق بنية القتل مع العلم انها كانت نفت في بداية المحاكمة التهم المنسوبة اليها مؤكدة براءتها.
وحادث الحريق الذي اتى على الخيمة خلال دقائق لا سابق له في تاريخ هذه الدولة النفطية، وقد احدث صدمة في نفوس الكويتيين.
اما المرأتين الاخريين، فقد دينتا بارتكاب جرائم قتل ايضا بينما كانتا تعملان في منزلين.
وفي مانيلا، قال المتحدث باسم الرئاسة ارنستو ابيلا ان القصر الرئاسي “احزنته” عملية اعدام الفيلبينية جاكاتيا ميندون باوا المحكوم عليها بالاعدام لارتكابها “جريمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد” بحق احد افراد العائلة التي كانت تقيم معها، بحسب بيان النيابة.
واعلن ان الحكومة الفيليبينية “بذلت كل الجهود الممكنة للابقاء على حياتها واستخدمت الوسائل الدبلوماسية وقدمت طلبات للعفو عنها. لكن عملية الاعدام، رغم ذلك، لم يكن بالامكان الالتفاف عليها بحسب القانون الكويتي”. وتابع “نحن نصلي لاجلها ولاجل عائلتها”.
ويقيم في الكويت نحو 240 الف فيليبيني وفيليبينية، يعمل بعضهم في المنازل.
كما ان اماكيل أوكو ميكونين الاثيوبية الجنسية حكم عليها بالاعدام بعدما دينت بقتل احد افراد العائلة التي كانت تعمل في منزلها ايضا “مع سبق الاصرار والترصد والشروع في القتل والحريق العمد”، بحسب البيان ذاته.
– 50 حكما بالاعدام –
تعود آخر عمليات الاعدام في الكويت الى منتصف العام 2013 علما ان الاعدامات توقفت في الدولة الخليجية التي تعتبر الاكثر تحررا في المنطقة بين 2007 و2013.
وفي نيسان/ابريل 2013، نفذت السلطات احكام اعدام بحق ثلاثة رجال دينوا بارتكاب جرائم قتل. وبعد شهرين، اعدم مصريان على خلفية تهم مماثلة بينهما حجاج السعدي بعد ان دين باختطاف واغتصاب 17 طفلا خلال اقل من عشر سنوات.
واعدم حجاج السعدي الملقب ب”وحش الحولي” نسبة الى المنطقة التي ارتكب فيها جرائمه، شنقا تنفيذا لخمسة احكام بالاعدام صدرت بحقه.
وبعيد تنفيذ هذه الاعدامات، ادانت منظمات حقوق الانسان بشدة استئناف تنفيذ هذه العقوبة في الدولة الخليجية.
واعدمت الكويت 74 رجلا وست نساء منذ ان بدأت في تطبيق عقوبة الاعدام في منتصف الستينات. ومعظم الذين جرى اعدامهم دينوا بارتكاب جرائم قتل او بتهريب المخدرات الى البلاد.
وهناك 50 شخصا في السجون الكويتية حاليا صدرت في حقهم احكام بالاعدام، بينهم شخصان دينا بالتورط في عملية تفجير مسجد شيعي في حزيران/يونيو 2015 تبناها تنظيم الدولة الاسلامية وقتل فيها 26 شخصا بينما اصيب 227 شخصا اخر بجروح.
وتطبق عقوبة الاعدام بشكل واسع في الخليج، وخصوصا في السعودية حيث اعدم 153 شخصا في العام 2006، وفي ايران كذلك.