The Swiss voice in the world since 1935

الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يعززان المساعدات للسودان في مؤتمر بلندن

reuters_tickers

من أليستير سموت

لندن (رويترز) – تعهد الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يوم الثلاثاء بزيادة المساعدات للسودان خلال مؤتمر في لندن بمناسبة مرور عامين على اندلاع الصراع الذي تسبب في نزوح الملايين ودمار في البلاد.

وقالت بريطانيا إن المؤتمر فرصة لتعزيز الاستجابة الدولية للأزمة، لكن حكومة السودان انتقدت المؤتمر لعدم دعوة أي من طرفي الصراع للمشاركة فيه.

ودعا المشاركون في رئاسة المؤتمر في بيان إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار لإنهاء الصراع ودعم الانتقال إلى حكومة بقيادة مدنية ينتخبها الشعب السوداني.

وأضاف البيان “شدد المجتمع الدولي على ضرورة منع أي تقسيم للسودان… وأكد المشاركون أن عدم التدخل من جهات خارجية مازال أمر بالغ الأهمية”.

اندلعت الحرب بالسودان في أبريل نيسان 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬شبه العسكرية، مما بدد الآمال في الانتقال إلى حكم مدني.

وأدى الصراع منذ ذلك الحين إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين وتدمير مناطق مثل دارفور. وانخرط في الصراع عدد من القوى الأجنبية.

وتعهد الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بتقديم أكثر من 522 مليون يورو (592 مليون دولار) للتعامل مع الأزمة، في حين أعلنت بريطانيا عن تقديم مساعدات إضافية بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني (158 مليون دولار).

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن على المجتمع الدولي إقناع طرفي الصراع بحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات، وعبر عن أمله في أن يُرسي المؤتمر مبادئ للعمل في المستقبل.

وقال للمندوبين في بداية المؤتمر “نحن بحاجة إلى دبلوماسية صبور… لا يمكننا أن نستسلم لنزاع لا مفر منه. لا يمكننا أن نعود إلى هنا، بعد عام من الآن، لنجري نفس النقاش”.

تستضيف بريطانيا مؤتمر لندن بالاشتراك مع الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا. ومن بين الدول المشاركة مصر وكينيا والإمارات.

وبعث وزير خارجية السودان برسالة إلى لامي شكا فيها من عدم دعوة السودان، وانتقد حضور الإمارات وكينيا.

يتهم السودان الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع، وهي تهمة خلص خبراء بالأمم المتحدة ومشرعون أمريكيون إلى أنها ذات مصداقية، وتسببت في رفع دعوى ضد الدولة الخليجية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي. ونفت الإمارات هذا الادعاء، وطالبت برفض القضية.

واستدعى السودان أيضا مبعوثه إلى كينيا بعد استضافتها محادثات بين قوات الدعم السريع وحلفائها لتشكيل حكومة موازية.

وقالت لانا نسيبة مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية إن كلا الجانبين يرتكبان فظائع، وأشارت إلى عرقلة متعمدة لوصول المساعدات.

وأضافت في بيان “مع دخول الحرب المدمرة في السودان عامها الثالث، توجه دولة الإمارات نداء عاجلا من أجل السلام في هذا البلد الشقيق”.

* دمار

يأمل المنظمون أن يلفت المؤتمر الانتباه إلى الصراع. وتقول بريطانيا إن 30 مليون شخص بحاجة ماسة إلى المساعدات بسبب الصراع وإن 12 مليونا نزحوا.

ونوهت وكالة تابعة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إلى استخدام الاغتصاب بشكل ممنهج سلاح حرب في السودان.

وقال لوكا ريندا الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان لصحفيين إن هناك أملا في “نهج أكثر تنسيقا وتماسكا من جانب المجتمع الدولي”، مضيفا أن “الشعب السوداني سئم هذه الحرب”.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان “أكبر كارثة إنسانية في عصرنا تتكشف أمام أعين العالم”.

وقدم محامون يمثلون ضحايا سودانيين يوم الثلاثاء ملفا من 141 صفحة يلخص جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع إلى وحدة جرائم الحرب الخاصة بالشرطة البريطانية، مع طلب إحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية، المختصة بالنظر في الأعمال الوحشية في دارفور.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية