The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

سويسرا على قائمة الدول العشر الأكثر احترارًا في العالم … ما السبب؟

الاحتباس الحراري
ارتفاع درجات الحرارة في سويسرا يبلغ ضعف المعدل العالمي. Keystone / Ennio Leanza

تتأثّر سويسرا بشكل خاص بظاهرتي الاحتباس الحراري، وتغير المناخ. إذ يشهد متوسّط درجات الحرارة فيها ارتفاعًا، بوتيرة أسرع من معظم البلدان الأخرى. وتظهر البيانات طويلة المدى سبب ذلك.

تجلَّت ظاهرة الاحتباس الحراري بأوضح صورها، في شهر يونيو 2025. فقد شهدت سويسرا ثاني أدفأ شهر منذ بدء قياس درجات الحرارةرابط خارجي عام 1864. كما سجَّلت دول أخرى، من أوروبا إلى الولايات المتحدة، درجات حرارة قصوى.

ووفقًا للتنبؤات الأولية، من المتوقع أن يكون عام 2025 أقلّ حرارة من العام الماضي، الأكثر سخونة على الإطلاق. ومع ذلك، يبقى احتمال تسجيل أرقام قياسية جديدة في السنوات المقبلةرابط خارجي قائمًا بقوّة، وفق تقرير صدر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، مؤخرًا.

وخلَّف تغير المناخ، بسبب أنشطة الإنسان، وما رافقه من ارتفاع درجات الحرارة آثارًا طالت جميع مناطق الكوكب. ومع ذلك، ترتفع درجة حرارة بعض الدول أكثر من غيرها. ففي سويسرا، يتسارع الاحتباس الحراري بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط ​​العالمي، بحسب المكتب الفدرالي للأرصاد الجوية وعلم المناخ (MeteoSwiss).  

جوهر الموضوع:

كيف أصبحت سويسرا من بين أكثر البلدان احترارا في العالم:

* الأسباب الجغرافية والطبيعية

* تراجع كساء الثلوح وامتصاص الأسطح العارية للحرارة

* انخفاض تركيزات الهباء الجوي في الفضاء.

ومع ارتفاع درجات الحرارة، يعاني السكان، كما تعاني الأنشطة الاقتصادية، والمناظر الطبيعية في البلاد. وباتت موجات الحرّ الشديدة والمتكررة تشكِّل خطرًا صحيًا جسيمًا، لا سيَّما على فئة كبار السن. وأصبحت المحاصيل الزراعية أكثر عرضة للخطر، بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وفي الجبال، تنصهر الأنهار الجليدية والتربة الصقيعية، ويتزايد خطر الكوارث الطبيعية.

>> اقرأ.ي هذا المقال للتعرُّف على آثار انصهار طبقة التربة الصقيعية في المناطق الجبلية:

المزيد
كوخ جبلي

المزيد

انصهار التربة الصقيعية يهدد المناطق الجبلية في سويسرا وحول العالم…ما العمل؟

تم نشر هذا المحتوى على جهود البحث العلمي في سويسرا لفهم تأثير انصهار التربة الصقيعية في المناطق الجبلية، والتداعيات البيئية لهذه الظاهرة عالميًا.

طالع المزيدانصهار التربة الصقيعية يهدد المناطق الجبلية في سويسرا وحول العالم…ما العمل؟

سويسرا تتأثر بشكل خاص بتغير المناخ 

كان ارتفاع درجة الحرارة في سويسرا ملحوظًا بشكل خاص، بين عامي 2015 و2024. ففي هذه الفترة، سجَّلت البلاد على مدى ثلاث سنوات (2022، 2023، و2024)، أعلى درجات حرارة على الإطلاق. وارتفع متوسّط درجة الحرارة في هذه المدّة 2،3 درجات مئوية عن المتوسط المسجّل بين عاميْ 1951 و1980.

وسويسرا، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، من أسرع دول العالم احترارًا. وتندرج ضمن هذه الفئة أيضًا دول البلطيق، وروسيا، ودول أوروبا الوسطى، ودول الخليج العربي. ويتصدّر القائمة أرخبيل سفالبارد التابع للنرويج، وهو مجموعة جزر مغطّاة بالجليد.

محتويات خارجية

لماذا ترتفع درجة الحرارة في سويسرا بوتيرة أسرع من الدول الأخرى؟ 

سويسرا بلدٌ غير ساحلي، ولا تستفيد من تأثير المحيطات العازلة، القادرة على امتصاص كميات كبيرة من الحرارة. وعالميًا، ترتفع درجة حرارة القارات أكثر من المحيطات. 

ويلعب ارتفاع جبال الألب، وشكل بنيتها دورًا رئيسيًا أيضًا، إذ يذوب الثلج والجليد بوتيرة متسارعة، ما يقلّل من قدرة الأرض على عكس ضوء الشمس إلى الفضاء، من خلال ظاهرة “تأثير البياض”. فتميل الأسطح المكشوفة، مثل التربة والصخور، المنكشفة بفعل تراجع الأنهار الجليدية، إلى امتصاص المزيد من الحرارة، وهذا يؤدي إلى تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل عام في البلاد.

وتقول أود أونترسي، عالمة الأرصاد الجوية في ميتيو سويس، لموقع سويس إنفو (Swissinfo.ch): “إنّ وجود مناطق جبلية شاسعة، من بين العوامل الرئيسية التي تفسّر ارتفاع درجة حرارة سويسرا بشكل أسرع [من البلدان الأخرى]”.

>> شاهد.ي هذا الفيديو لتعرف.ي كيف تتغيّر سويسرا مع تغيّر المناخ:

المزيد
-
آثار التغيرات المناخية

المزيد

حقيقة التغيّرات المناخية في سويسرا

تم نشر هذا المحتوى على يُظهر مقطع الفيديو الأول في سلسلتنا المكونة من جزئين كيف يؤثر تغيّر المناخ على المشهد الطبيعي وعلى الاقتصاد وعلى السكان في سويسرا.

طالع المزيدحقيقة التغيّرات المناخية في سويسرا

حرارة شمال جبال الألب ترتفع أكثر من جنوبه

ارتفعت درجات الحرارة في جميع مناطق سويسرا. ولكن، منذ تسجيل أول قياسات وطنية عام 1864، ارتفعت درجة حرارة الواجهة الشمالية من جبال الألب، أكثر من المناطق الجنوبية.

والسبب في ذلك، كما توضح أونترسي، هو تميّز شمال جبال الألب بشتاء أكثر برودة وأشدّ جفافًا قبل عام 1940. وبعده، قلّت وتيرة هذه الشتاءات القاسية، وتشابهت اتجاهات درجات الحرارة بين شمال سلسلة الجبال وجنوبها.

فلحقت المناطق الواقعة شمال جبال الألب، التي كانت أكثر برودة في البداية، بركب الجنوب. ونتج عن ذلك ارتفاع في درجات الحرارة في الشمال (+3 ْم) يفوق نظيره في الجنوب (+2،7 ْم)، على مدار المئة والخمسين عامًا الماضية.

محتويات خارجية

أوروبا هي أسرع القارات احترارًا

نجد 15 دولة، من بين البلدان والمناطق العشرين الأكثر تأثّرًا بتغير المناخ، في القارة الأوروبية. وكان متوسّط درجة الحرارة في أوروبا عام 2024، أعلى بمقدار 2،4 درجات مئوية مقارنة بمتوسط المدّة المرجعية 1951-1980. وساد نفس الاتجاه العام أيضا في آسيا، والأمريكيتين، وأفريقيا، كما يوضح هذا الرسم البياني.

محتويات خارجية

وترى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقريرها الأخيررابط خارجي، عودةَ الوضع الاستثنائي الذي تعيشه هذه القارة إلى عدة عوامل، من بينها التغيرات الطارئة على دورة الغلاف الجوي، ما يزيد وتيرة موجات الحرّ في الصيف، وامتداد جزء من الأراضي الأوروبية داخل القطب الشمالي.

ويبلع ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي، وتيرةً هي الأسرع في العالمرابط خارجي. وكما هو الحال في جبال الألب، يكشف انصهار الجليد في المناطق القطبية عن أسطح داكنة، تمتصّ المزيد من الحرارة، ما يخلق حلقة مفرغة تُسرّع من ارتفاع درجاتها. ويمكن لتغيرات توزيع الحرارة، والرياح أن “تحبس” الهواء الدافئ في منطقة القطب الشمالي. ولهذا السبب، أصبحت جزر سفالبارد من أسرع مناطق العالم ارتفاعًا في درجات الحرارة.

ومن المفارقات، اعتقاد بعض الباحثين والباحثات أنّ جهود مكافحة الضباب الدخاني، ربما ساهمت أيضًا في ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا. إذ تحجب الجسيمات الملوّثة في الغلاف الجوي (وتسمّى أيضا الهباء الجوي)، جزءًا من ضوء الشمس، فتقلّل درجات الحرارة في بعض الأحيان.

وفي سويسرا، انخفضت تركيزات الهباء الجوي في الأراضي المنخفضة بشكل كبير على مدار الستين عامًا الماضية، وفقًا لأونترسي، التي تقول: “أدى ذلك إلى انخفاض الضباب والغيوم على ارتفاعات منخفضة فوق الهضبة، ما أدى إلى زيادة الإشعاع الشمسي”. 

محتويات خارجية

سجلات درجات الحرارة في سويسرا وحول العالم 

ولا يقتصر ارتفاع درجات الحرارة على المتوسط العام، بل شهدت أعلى الدرجات المسجلة خلال العام زيادة أيضًا. ووفقًا لهيئة الأرصاد الجوية السويسرية، المُصدرة مؤخرًا تقييمًا لتوجهات درجات الحرارة منذ عام 1971رابط خارجي، يزيد متوسّط درجة الحرارة في اليوم الأكثر حرارة في العام الحالي، بمقدار 3،4 درجات مئوية مقارنةً بالمعدّل قبل 50 عامًا.

وفي سويسرا، سجَّلت محطّة غرونو (Grono) بكانتون غراوبوندن الواقع شرق سويسرا، أعلى درجة حرارة على الإطلاق فيها (41،5 درجات مئوية) في أغسطس 2003، وفقًا للموقع الإلكتروني لهيئة الأرصاد الجوية السويسرية. ومع ذلك، كانت ظروف القياس مختلفة عن تلك الموجودة اليوم.

ويُحلل ماكسيميليانو هيريرا، مؤرخ مناخي كوستاريكي، سجلّات درجات الحرارة منذ أكثر من 35 عامًا، ويُصرّح لسويس إنفو بأن “بيانات عام 2003 غير موثوقة”. ويُجادل بعودة الرقم القياسي لجنيف، ويبلغ 39،5 درجة مئوية في صيف 2015.

وأيًّا كان الرقم الدقيق، تظلّ أعلى قيمة سجّلتها سويسرا، على الإطلاق، بعيدة عن الرقم القياسي في إيطاليا، نحو 49 درجة في سيراكيوز في عام 2021، وأبعد عن درجة الحرارة القصوى في الولايات المتحدة، البالغة 54،4 درجات مئوية، والمسجلة في ديث فالي (Death Valley) في عام 2020.

لكن ستستمرّ درجات الحرارة في سويسرا في الارتفاع بشكل أسرع من أيّ مكان آخر، وسيتعين على البلاد التكيف مع مناخ آخذ في التغيّر عمّا عرفته في الماضي.

محتويات خارجية

تحرير: غابي بولارد

ترجمة: عبد الحفيظ العبدلي

مراجعة: ريم حسونة

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية