The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

السلطة الفلسطينية مصرّة على إنهاء حالة المجموعات المسلّحة في مخيم جنين (محللون)

afp_tickers

تتمسّك السلطة الفلسطينية بإنهاء “الحالة المسلّحة” في مخيم جنين في الضفة الغربية، سعيا “للتكيّف” مع قيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وإظهار قدرتها على السيطرة على قطاع غزة بعد توقّف الحرب، وفق محلّلين.

وتدور منذ اسابيع معارك عنيفة في المخيم بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية و”كتيبة جنين” التي تسيطر على المخيم وتتألف من مسلحين ينتمون الى فصائل فلسطينية مختلفة، ما تسبّب بمقتل أحد عشر شخصا بينهم خمسة عناصر من الأمن الفلسطيني وناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي وأربعة مدنيين آخرين وقيادي من كتيبة جنين.

وينتمي معظم عناصر كتيبة جنين الى حركتي الجهاد الإسلامي وحماس اللتين تخوضان منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حربا مدمّرة في قطاع غزة مع الجيش الإسرائيلي.

ويقول مسؤول في السلطة فضّل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس “الرئيس محمود عباس يرفض بشكل قاطع أي وساطة… ويشدّد على أن يسلّم هؤلاء (المسلّحون) أنفسهم وأسلحتهم للسلطة الفلسطينية”.

وبدأت الأحداث في الخامس من كانون الأول/ديسمبر، عقب اعتقال الأجهزة الأمنية قياديا ميدانيا من كتيبة جنين بتهمة حيازة أسلحة وأموال، أعقبه قيام مسلحين بمصادرة مركبتين تابعتين للسلطة الفلسطينية.

على الأثر، بدأت الأجهزة الأمنية عملية عسكرية تحت شعار “حماية الوطن”، فحاصرت المخيم بعدد كبير من الآليات والعناصر. واندلعت المواجهات بين الطرفين. 

وقالت الأجهزة في بياناتها إنها تستهدف “الخارجين عن القانون”.

وشدّد المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء أنور رجب في بيان على أنه “لن يكون هناك أي تساهل مع هذه الفئة الضالة الخارجة على القانون”.

وقال “ستواصل الأجهزة الأمنية وبكل ما أوتيت من قوة، العمل لفرض النظام والقضاء على الفوضى وحماية أمن شعبنا مهما كانت التضحيات”.

ويرى محلّلون أن القيادة الفلسطينية تسعى إلى “التكيّف” المستقبلي مع قيادة ترامب من خلال سيطرتها على المخيم الذي يعتبر من أكثر المخيمات تسليحا، وإظهار قدرتها على الإمساك بزمام الأمور في قطاع غزة حيث ضعفت حماس الى حد كبير نتيجة الحرب المتواصلة منذ أكثر من 14 شهرا بينها وبين إسرائيل.

– “ترامب القديم وترامب الجديد” –

في تحليل صادر عن المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية الأسبوع الماضي، تحدّث مدير المركز هاني المصري عن “توقيت الحملة الأمنية” التي “تنفّذ عشية قرب التوصل إلى هدنة في قطاع غزة”، و”تتزامن مع تولي دونالد ترامب سدّة البيت الأبيض” في 20 كانون الثاني/يناير.

وحذّر من “الوقوع في براثن أوهام جديدة بأن ترامب الجديد يختلف عن ترامب القديم، وأن القيادة الفلسطينية إذا اختارت التعامل والتكيّف معه بدلا من المقاطعة… يمكن أن تتقي شره، أو يمكن أن يوافق على بقاء السلطة في الضفة، وعلى عودتها إلى غزة إذا أثبتت جدارتها”.

وأضاف “تعتقد السلطة أنها ستكون مقبولة لدى ترامب الجديد إذا خفضت السقف الفلسطيني”.

وكانت علاقات السلطة الفلسطينية برئاسة عباس تدهورت كثيرا خلال الولاية الأولى لترامب الذي نقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس وأوقف المساعدات الأميركية للفلسطينيين وأعلن خطة للسلام عُرفت بـ”صفقة القرن” تسيطر من خلالها إسرائيل على القدس الشرقية وتضم 30% من الضفة الغربية.

ويقول المحلّل السياسي خليل شاهين لوكالة فرانس برس “ما يحدث في جنين هو بروفا حاسمة تحاول السلطة الفلسطينية من خلالها فرض سيطرتها وفرض الأمن في جنين ومنطقتها، ومن الممكن أن تنتقل الى مناطق أخرى”.

ويضيف أنها “تدرك تماما أنها أمام إختبار وتحاول أن تنحني أمام العاصفة في ظل الهجمات الاسرائيلية والتغييرات التي حصلت في المنطقة، وتستعد لدخول مرحلة ترامب”.

وتضاف حلقة العنف الجديدة هذه في الضفة الغربية الى المواجهات الناتجة عن الغارات والمداهمات الإسرائيلية وهجمات المستوطنين، والتي ازدادت بنسبة كبيرة منذ بدء الحرب في غزة. وكان مخيم جنين مسرحا لمداهمات عدة ومواجهات دامية.

– “أوضاع كارثية” – 

واتهمت حركتا حماس والجهاد الإسلامي السلطة الفلسطينية بخدمة أهداف إسرائيل. ويخشى كثيرون توسّع النزاع الفلسطيني الفلسطيني.

وخاضت حركتا حماس وفتح التي يترأسها محمود عباس مواجهة دامية في العام 2007 انتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة وطرد حركة فتح منه. ومنذ ذلك الحين، لم تنجح جهود الوساطة للمصالحة بين الطرفين.

وازداد التوتر مع انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر أشخاصا قيل إنهم من الأجهزة الأمنية يضعون شابا في حاوية قمامة، أو يجبرون شخصين على الركوع وتكرار ولاءهما لـ”أبو مازن”، الرئيس الفلسطيني. كما تمّ التداول بفيديوهات تظهر تحقيقات مذلّا مع آخرين.

ودانت حركة حماس “الانتهاكات الخطيرة التي تنفذها أجهزة السلطة في الضفة الغريبة”.

وقالت إن ما يحدث “يضرب وحدة صفنا في مواجهة جرائم الاحتلال والمستوطنين ويساعد الاحتلال على تصفية قضيتنا”. 

أما حركة فتح فقالت في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والتعبئة الفكرية التابع للحركة “إنّ من يُشرعن الفوضى والفلتان الأمنيّ… لا يتمايز بأهدافه ومساعيه عن مخططات الاحتلال الإباديّة”. 

ح ع/ها/رض/دص

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية