
العالم يترقب رد إيران بعد قصف أمريكا مواقع نووية إيرانية

من باريسا حافظي وفيل ستيوارت ومعيان لوبيل
إسطنبول/واشنطن/القدس (رويترز) – يترقب العالم رد إيران يوم الأحد بعد أن هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، لتنضم بذلك إلى إسرائيل في أكبر عمل عسكري غربي يستهدف إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وبعد يوم من إلقاء الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل على الجبل فوق موقع فوردو النووي الإيراني، تعهدت طهران بالدفاع عن نفسها مهما كلفها الأمر.
وحثت أمريكا طهران على عدم الرد، وبدأت احتجاجات صغيرة مناهضة للحرب في الخروج إلى الشوارع في مدن أمريكية.
وفي منشور على موقع تروث سوشيال، تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تغيير النظام في إيران. وقال “ليس من الصواب سياسيا استخدام مصطلح ’تغيير النظام’، لكن إن لم يكن النظام الإيراني الحالي قادرا على جعل إيران عظيمة مرة أخرى فلم لا يكون هناك تغيير للنظام؟”.
وواصلت إيران وإسرائيل تبادل القصف بالصواريخ، وذكر إعلام إيراني أن انفجار في غرب البلاد أودى بحياة ستة جنود. وفي وقت سابق من اليوم أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل تسببت في إصابة العشرات وتسوية مبان بالأرض في تل أبيب.
وأمرت وزارة الخارجية الأمريكية عائلات موظفيها في لبنان بمغادرة البلاد ونصحت المواطنين في أماكن أخرى بالمنطقة بتقليل تحركاتهم وتجنب الظهور في الأماكن العامة.
وحذرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية في إشعار لها من “بيئة تهديد متزايدة في الولايات المتحدة”. وعززت أجهزة إنفاذ القانون في المدن الأمريكية الكبرى دورياتها ونشرت قوات إضافية في المواقع الدينية والثقافية والدبلوماسية.
وقالت مجموعة إير فرانس-كيه.إل.إم إنها ألغت رحلاتها من وإلى دبي والرياض يومي الأحد والاثنين، في إشارة إلى الآثار الأوسع نطاقا للهجمات.
ولم تُنفذ طهران بعد تهديداتها باستهداف القواعد الأمريكية أو عرقلة إمدادات النفط العالمية، لكن هذا الأمر قد يتغير.
وفي تصريحات أدلى بها من إسطنبول، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران تدرس خياراتها للرد، ولن تفكر في اللجوء إلى الدبلوماسية إلا بعد تنفيذ ردها.
وأضاف “أظهرت الولايات المتحدة عدم احترامها للقانون الدولي. إنها لا تفهم إلا لغة التهديد والقوة”.
وقال علي شمخاني، مستشار الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، على منصة إكس إن زمام المبادرة “بات الآن بيد الطرف الذي يتصرف بذكاء ويتجنب الضربات العشوائية. ستستمر المفاجآت!”.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الضربات الجوية في كلمة بثها التلفزيون، ووصفها بأنها “نجاح عسكري مذهل”.
وقال “لقد دُمرت منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران تدميرا كاملا وشاملا. على إيران، التي كانت تحاول فرض هيمنتها على الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن. وإلا، فستكون الهجمات المستقبلية أشد وأسهل بكثير”.
لكن التقييمات التي قدمها مسؤولون أمريكيون شهدت تحفظا أكبر، ولم تُنشر أي معلومات عن حجم الأضرار، باستثناء صور أقمار صناعية تُظهر على ما يبدو حُفرا على الجبل الذي يعلو منشأة فوردو الإيرانية.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنها لم ترصد أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع بعد الغارات الأمريكية.
وقال المدير العام للوكالة رافائيل جروسي لشبكة (سي.إن.إن) إنه لم يتسن بعد تقييم الأضرار التي لحقت بالمنشأة تحت الأرض.
وذكر مصدر إيراني كبير لرويترز أن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو نُقل إلى مكان آخر قبل الهجوم.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذا التصريح حتى الآن.
وقال نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس إن واشنطن ليست في حالة حرب مع إيران، بل مع برنامجها النووي الذي أعيد للوراء سنوات طويلة بسبب التدخل الأمريكي.
وفي خطوة نحو ما يعتبر على نطاق واسع أنه أكبر تهديد إيراني لمصالح الغرب، وافق البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز. ويمر ما يقرب من ربع النفط المنقول حول العالم عبر الممر الحيوي الذي يقع بين إيران وسلطنة عُمان والإمارات.
وذكرت قناة (برس تي.في) الإيرانية أن البرلمان وافق على إغلاق المضيق، لكن القرار النهائي مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي.
وقد تؤدي محاولة عرقلة تدفق نفط الخليج بإغلاق المضيق إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط العالمية وتعطيل الاقتصاد العالمي وصراع شبه مؤكد مع الأسطول الخامس الضخم للبحرية الأمريكية، المتمركز في الخليج والمكلف بإبقاء المضيق مفتوحا.
ويحذر خبراء أمنيون منذ فترة طويلة من أن إيران قد تجد طرقا غير تقليدية أخرى للرد، مثل التفجيرات أو الهجمات الإلكترونية.
وحذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز، إيران يوم الأحد من الرد على القصف الأمريكي، قائلا إن مثل هذا الإجراء سيكون “أسوأ خطأ ترتكبه على الإطلاق”.
وقال روبيو في حديث آخر لقناة سي.بي.إس الأمريكية “لدينا أهداف أخرى يمكننا ضربها، لكننا حققنا هدفنا”. وأضاف لاحقا “لا توجد عمليات عسكرية مزمعة حاليا ضد إيران إلا إذا تحركوا ضدنا”.
وقال دبلوماسيون إن من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق يوم الأحد بناء على طلب إيران التي حثت المجلس على “التصدي لهذا العمل العدواني الصارخ وغير القانوني، واستنكاره بأشد العبارات الممكنة”.