The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

انتخابات برلمانية محسومة النتائج في مناطق سيطرة الحكومة السورية

afp_tickers

أقبل السوريون في مناطق سيطرة الحكومة الاثنين على مراكز الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس الشعب، في استحقاق هو الرابع من نوعه منذ اندلاع النزاع في العام 2011، ولا يُتوقّع أن يحدث تغييراً في المشهد السياسي في البلاد.

ويأتي تنظيم الانتخابات، التي يعارضها خصوم الرئيس بشار الأسد، على وقع مؤشرات متزايدة على انفتاح دبلوماسي تجاه دمشق، آخرها إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان انه قد يدعو نظيره السوري “في أي وقت” الى تركيا. ورد الأسد الاثنين على الدعوة بتأكيده أن المشكلة ليست في لقاء إردوغان انما في “مضمون” اللقاء.  

وشهدت ساعات النهار هدوءاً في غالبية المراكز عموماً، باستثناء محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب البلاد، حيث هاجم محتجون مراكز اقتراع عدّة رفضاً لتنظيم الانتخابات.

وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 8151 مركزاً في مناطق سيطرة الحكومة، أبوابها عند الساعة 07,00 صباحاً بالتوقيت المحلي (04,00 بتوقيت غرينتش)، وفق مراسلي وكالة فرانس برس، على أن تغلق عند التاسعة مساء، بعد تمديدها لساعتين.

وقالت رانيا ديب، وهي موظفة في شركة كهرباء دمشق لفرانس برس على هامش اقتراعها في مركز مخصص للموظفين “نعتبر الانتخابات فرصة حقيقية للمواطنين للتعبير عن آرائهم واختيار ممثليهم القادرين على تحقيق التغيير والاصلاح المطلوبين في هذه المرحلة” بعد سنوات الحرب الطويلة.

وتنتقد تحالفات سياسيّة معارضة تأسّست خارج البلاد “عبثية” الانتخابات. وقال رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة بدر جاموس الاسبوع الماضي إنها “تكرار لكل الانتخابات السابقة التي تمثّل السلطة الحاكمة وحدها” بغياب تسوية سياسية للنزاع الذي أودى بحياة أكثر من نصف مليون سوري.

وتنافس 1516 مُرشّحاً للفوز بـ 250 مقعداً موزعين مناصفة تقريباً بين قطاع العمّال والفلاحين (127 مقعدا) وبقيّة فئات الشعب (123 مقعداً).

وتنظم الانتخابات التشريعية مرة كل أربع سنوات، ويفوز فيها بانتظام حزب البعث الذي يقوده الأسد بغالبيّة المقاعد، وتغيّب أيّ معارضة فعليّة مؤثرة داخل سوريا بينما لا تزال مناطق واسعة خارج سيطرة النظام.

– احتجاجات في السويداء –

وشهدت مدينة السويداء وقرى محيطة بها تحركات اعتراضاً على تنظيم الانتخابات. وأقدم محتجون، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، على “تحطيم وحرق صناديق الاقتراع”.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرتها شبكة “السويداء 24” المحلية الإخبارية على فيسبوك، عشرات المحتجين في مركز مدينة السويداء. وتقدّمت نساء المتظاهرين رافعات لافتات كتب على إحداها “لا مكان لهذه العصابة الحاكمة في حاضر السوريين ومستقبلهم، كفى ارحلوا”، وأخرى “لا ينتخب الفاسد إلّا الفاسد”. 

وأصيب شخص بجروح، وفق الشبكة الإخبارية، جراء “إطلاق رصاص عشوائي من عناصر أمن” تزامناً مع “تظاهرة سلمية في ساحة الكرامة المواجهة لقيادة الشرطة”. 

وتشهد السويداء منذ منتصف آب/أغسطس احتجاجات سلمية أسبوعية، انطلقت إثر رفع الدعم الرسمي عن الوقود وتطورت للمطالبة بـ”إسقاط النظام”. وزادت وتيرة التظاهرات في شباط/فبراير اثر استئناف السلطات السورية عملية التسويات الأمنية للمطلوبين للخدمة العسكرية والاحتياطية في مركز داخل المدينة بعد توقف منذ نهاية العام الماضي. 

والحكومة السورية حاضرة في محافظة السويداء عبر مؤسسات رسمية، فيما ينتشر الجيش عند حواجز في محيط المحافظة. وتمكن دروز سوريا طوال سنوات النزاع، الى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. وتخلف عشرات الآلاف منهم عن الخدمة العسكرية.

– “انسحاب” القوات التركية –

تجري الانتخابات الاثنين فيما لا يمكن للمقيمين في مناطق عدة خارج سيطرة الحكومة أو ملايين اللاجئين الذين شردتهم الحرب المشاركة فيها. 

وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية المدعومة أميركياً على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، بينما تسيطر هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى أقل نفوذا على مناطق في إدلب (شمال غرب) ومحيطها. وتنتشر فصائل موالية لأنقرة مع قوات تركية في شريط حدودي واسع في شمال البلاد. 

وحدّدت السلطات للمتحدرين من تلك المناطق والمقيمين تحت سيطرتها مراكز اقتراع في محافظات أخرى. وتنتشر في دمشق لافتات وملصقات لمرشحين من محافظتي إدلب والرقة (شمال). 

ومنذ العام 2014، فشلت محاولات التوصل الى تسوية سياسية للنزاع برعاية الأمم المتحدة. وبعدما كانت المعارضة تفاوض على مرحلة انتقالية تبدأ بتنحي الأسد، اقتصرت المحادثات منذ عام 2019 على اجتماعات للبحث في تعديل أو وضع دستور جديد، لكنّها لم تحقق أي تقدم. وفقدت المعارضة السياسية تباعاً الزخم الدولي الداعم.

واعتبر الأسد على هامش إدلائه بصوته في مركز اقتراع في دمشق أن الانتخابات الحالية تختلف عن سابقاتها. وقال للصحافيين “نحن اليوم في مرحلة انتقالية ترتبط برؤى حول دور الدولة ومؤسسات الدولة بشكل عام”، موضحاً أن “من واجب مجلس الشعب أن يكون جزءاً من هذه المرحلة”.

ويأتي تنظيم الانتخابات على وقع تغيرات على الساحة الدبلوماسية السورية بدأت منذ العام الماضي وتمثلت باستئناف دول خليجية على رأسها السعودية علاقاتها مع دمشق، التي استعادت مقعدها في جامعة الدول العربية وحضر الأسد قمتي الرياض والبحرين. 

وتتزامن مع مؤشرات على تقارب تركي سوري بعد قطيعة مستمرة منذ 2011، بعدما جمعت البلدين علاقات وثيقة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

ورداً على إعلان إردوغان الأسبوع الماضي أنه قد يدعو نظيره السوري الى تركيا “في أي وقت”، قال الاسد للصحافيين إنه مستعد للقاء نظيره التركي إذا كان ذلك يحقق مصلحة بلاده، لكنه اعتبر أن المشكلة ليست في اللقاء بحدّ ذاته إنما في “مضمونه”.

وسأل “ما هي مرجعية اللقاء، هل ستكون إلغاء أو إنهاء أسباب المشكلة التي تتمثل بدعم الإرهاب، وانسحاب (القوات التركية) من الأراضي السورية؟”، مضيفاً “هذا هو جوهر المشكلة”. 

مون-لو-لار/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية