The Swiss voice in the world since 1935

انتهاء المحادثات النووية بين إيران وأمريكا بعُمان وجولة جديدة مرتقبة

reuters_tickers

من باريسا حافظي

دبي (رويترز) – قال مسؤولون إن الجولة الجديدة من المحادثات بين المفاوضين الإيرانيين والأمريكيين لحل الخلافات بشأن برنامج طهران النووي انتهت في سلطنة عمان يوم الأحد مع التخطيط لعقد جولات تفاوضية أخرى، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه طهران إصرارها ​​على مواصلة تخصيب اليورانيوم.

وعلى الرغم من قول طهران وواشنطن إنهما تفضلان الدبلوماسية لحل النزاع المستمر منذ عقود، فإنهما تظلان منقسمتين بشدة بخصوص عدد من الخطوط الحمراء التي سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد وتجنب العمل العسكري في المستقبل.

وعقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الجولة الرابعة من المحادثات في مسقط عبر وسطاء عمانيين على الرغم من اتخاذ واشنطن موقفا صارما في العلن والذي قال مسؤولون إيرانيون إنه لن يساعد المفاوضات.

وقال عراقجي إن المحادثات كانت “أكثر جدية ووضوحا عن الجولات الثلاث السابقة”.

وأضاف للتلفزيون الرسمي “بات أحدنا يفهم الآخر على نحو أفضل الآن، ونأمل في إحراز مزيد من التقدم في المستقبل… يجب أن تستمر إيران في تخصيب اليورانيوم، مع أن نطاقه ومستواه قد يتغيران”.

وذكر مسؤول كبير في إدارة ترامب أن المناقشات “المباشرة وغير المباشرة” التي جرت يوم الأحد استمرت لأكثر من ثلاث ساعات.

وأضاف المسؤول “نحن متفائلون بالنتيجة التي توصلنا إليها اليوم ونتطلع إلى اجتماعنا المقبل الذي سينعقد قريبا”.

وقال ويتكوف لموقع برايتبارت نيوز يوم الخميس إن الخط الأحمر بالنسبة لواشنطن هو “لا تخصيب. وهذا يعني التفكيك وعدم التسليح”، الأمر الذي يتطلب تفكيك المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان بالكامل.

لكن عراقجي قال “لا يوجد مجال على الإطلاق لتقديم تنازلات بخصوص تخصيب اليورانيوم” على الأراضي الإيرانية.

وأضاف بعد المحادثات “أبعاد (هذا التخصيب) أو نطاقه أو مستواه أو كميته قد يخضع لبعض القيود لأغراض بناء الثقة كما حدث في الماضي على سبيل المثال، لكن مبدأ التخصيب في حد ذاته غير قابل للتفاوض على الإطلاق”.

وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في منشور على منصة إكس إن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة تضمنت أفكارا “مفيدة ومبتكرة”، مضيفا أن الجولة القادمة من المحادثات ستُعقد بعد أن يتشاور الطرفان مع قيادتيهما.

* زيارة ترامب للشرق الأوسط

انعقدت الجولة الرابعة من المحادثات قبيل زيارة ترامب للشرق الأوسط. واستأنف ترامب حملة “أقصى الضغوط” على طهران منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني وهدد باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية.

ويقول مسؤولون إيرانيون إن طهران مستعدة للتفاوض على بعض القيود على أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامجها لتخصيب اليورانيوم أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين “الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساس بها” في المحادثات.

وقال مسؤول إيراني كبير مقرب من فريق التفاوض إن مطالب الولايات المتحدة المتمثلة في “عدم تخصيب اليورانيوم وتفكيك المواقع النووية الإيرانية لن تساعد في تقدم المفاوضات”.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته “ما تقوله الولايات المتحدة علنا يختلف عما يقال في المفاوضات”.

وعلاوة على ذلك، تستبعد إيران تماما التفاوض على برنامجها للصواريخ الباليستية، وتطالب بضمانات قاطعة بعدم انسحاب ترامب مرة أخرى من الاتفاق النووي.

وكان ترامب انسحب خلال ولايته الأولى في 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع ست قوى عالمية في 2015 وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران ألحقت أضرارا جسيمة باقتصادها.

ومنذ 2019 تنتهك إيران القيود النووية التي فرضها الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بما في ذلك تسريعها تخصيب اليورانيوم “بشكل كبير” إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهو ما يقترب من مستوى 90 بالمئة تقريبا الذي تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه لازم لصنع الأسلحة. وتؤكد طهران منذ فترة طويلة أن برنامجها النووي سلمي.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية