The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

تعاني من الجوع والهزال.. امرأة حامل بغزة لا ترجو سوى وضع مولود سليم

reuters_tickers

من إبراهيم حجاج

غزة (رويترز) – بالنسبة لامرأة حامل في شهرها السادس، كان من الطبيعي أن تمضي فاطمة عرفة أوقاتها في اختيار ملابس وألعاب انتظارا لليوم الذي تضع فيه مولودا معافى ومحاطا بالأمان، لكن الوضع ليس كذلك بالنسبة لامرأة فلسطينية نازحة.

فهي بدلا من ذلك تمضي معظم الوقت في تلمّس المساعدة الطبية في قطاع غزة الذي تعصف به الحرب، وهو ما جعلها تعاني من الهزال وتخشى من تأثير سوء التغذية على حملها في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حملتها العسكرية التي ألقت بالأطفال والبالغين في براثن الجوع ودمرت معظم القطاع.

لا تتطلع فاطمة سوى لأطعمة بسيطة مثل الحليب والبيض واللحوم الحمراء التي يمكن أن تحسن صحتها وتزيد من فرص ولادة طفل معافى. لكن مجرد محاولة التغلب على أبسط التحديات أمر مرهق ومحفوف بالمخاطر تحت القصف المستمر.

وبينما كانت تحدق في صورة لجنينها الذي لم يولد بعد التقطتها الأجهزة الطبية، قالت فاطمة البالغة من العمر 34 عاما “أنا جاية من مكان بعيد.. ومشي (سيرا على الأقدام) كمان.. عشان أنا بدي أركب (نقل) دم بسبب نقص (ناجم عن) سوء تغذية كتير كبيرة”.

كان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد حذر في يونيو حزيران الماضي من أن التقديرات تشير إلى أن المخاطر الصحية التي تهدد نحو 55 ألف امرأة حامل في غزة تتزايد، منها الإجهاض أو ولادة أجنة ميتة أو وضع أطفال مصابين بسوء التغذية.

والتعامل مع هذه الحقائق القاسية يشكل تحديا بالنسبة للأطباء الذين يواجهون نقصا حادا في الأدوية والوقود للحفاظ على عمل المستشفيات التي صارت في حالة يرثى لها مع احتدام الحرب المستمرة منذ عامين تقريبا بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية(حماس).

وبينما كان فتحي الدحدوح مدير العيادات الخارجية في مستشفى الحلو يجري فحصا لفاطمة، اطلع على وثائق تتعلق بحالتها الصحية.

وقال إنها مصابة بالأنيميا، وعبر عن أمله في أن تتمكن من تلقي وحدتين من الدم، وقال إنها تحتاج إلى دخول المستشفى لأنها لا تستطيع أن تعيش حياة طبيعية مع انخفاض مستوى الطاقة أو مع المشي.

وأضاف “نأمل من الله أن (تتوقف) هذه الحرب وتفتح المعابر ليصير دخول المواد الغذائية.. الخضار والفاكهة والفيتامينات والأمور هادي (هذه)”.

يتضور الآلاف من سكان غزة جوعا ويلوحون بأواني الطعام بشكل مثير للشفقة في مراكز تلقي المواد الغذائية، وذلك في الوقت الذي يهددهم فيه خطر التعرض لأعمال العنف لمجرد السير إلى تلك المناطق. فالغارات الجوية الإسرائيلية يمكن أن تصيبهم في أي لحظة، وقد أصبح معظم سكان غزة نازحين.

ولا يزيد مرور الأيام فاطمة إلا هزالا على هزالها، فحصول الجسم على ما يكفيه من الطاقة صعب جدا مع غياب نظام غذائي بدرجة من الجودة.

وقالت وهي تجلس في خيمة بدائية بالقرب من أطفالها “صعبة كتير يعني.. وفي عز الشوب (الحر الشديد) بسيب (أترك) أطفال صغار في بيتي ولحتى الآن يمكن ما أفطروش… ولا حتى أنا”، متسائلة كيف ستتمكن من إعالتهم هي وزوجها زاهي.

وشكا زاهي البالغ من العمر 40 عاما من أن معظم سكان غزة يعتمدون على العدس في الغالب.

ويعمد أحيانا إلى التجول في الأحياء المدمرة بحثا عن طحين (دقيق) أو أي شيء يمكن أن يمد زوجته بالقوة اللازمة لحملها في قطاع قتلت فيه الغارات الإسرائيلية أكثر من 57 ألف شخص بحسب إحصاءات السلطات في غزة.

وقال زاهي “أكتر من مرة تعرضت للموت.. وفشلت في كل المرات أحصل على لو علبة تونة.. لو علبة بازلاء للولاد.. ماقدرتش”.

واندلعت الحرب بعد هجوم شنته حماس في 2023 على جنوب إسرائيل تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى القطاع. ويعتقد أن 20 على الأقل من الرهائن، الذين ما زالوا محتجزين، على قيد الحياة.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية