زخارفُ وقطع فنية تروي قصة حضارة
تغطي مجموعات القطع الفنية النادرة التي يعرضها المتحف السويسري للخزف والبلور "أريانا" في جنيف من 28 فبراير إلى 31 أغسطس 2014 والمتعلّقة بفن الخزف والسيراميك الإسلامي جغرافيا مناطق تأثير الحضارة الإسلامية الشاسعة الممتدة من بلاد ما وراء النهر (آسيا الوسطى) شرقا إلى إسبانيا غربا مرورا بإيران، وسوريا، وتركيا، ومصر، وشمال إفريقيا، كما تمتدّ زمنيا من القرن التاسع إلى القرن التاسع عشر الميلادي.
عرض هذه الأعمال مجتمعة لأوّل مرة يسمح للزائر العادي وللباحث المختص بتتبّع التاريخ المعقّد والمركّب لهذا الفن الإسلامي بطريقة متناسقة، والوقوف على الإبتكارات التقنية الهامة التي تبدأ بدخول الخزف الصيني إلى هذه المناطق، ثم ابتكار الخزف المصقول المزخرف، والجص الأبيض الإصطناعي، والتربة المخلوطة برمل الصوان، والفخار المغطى بالصقيل مع اوكسيد القصدير،… وهي تقنيات مكّنت المبدعين المسلمين خاصة في إيران وتركيا، من انتاج قطع فنية تمزج بين روعة الجمال ورهافة الإحساس الفني.
التنوّع والثراء ميزتان لا حدود لهما في الزخرفة الإسلامية حيث نجد الفخّار الأملس ذي اللون الأخضر، والكوبالت الأزرق، والديكور الاخضر الفضي، والمزهريات المصقولة المضيئة. وبعض هذه الزخارف ذات صلة وثيقة بالأيقونة الإسلامية، من أشكال هندسية متناظرة أو مشعة، بما يعكس ذوق هذه الشعوب وميلها إلى الصرامة الرياضية. كل ذلك في تجاور وتناسق مع أشكال الكتابة العربية التي تزاوج بين الخط الكوفي ذي الزوايا الدقيقة والزخارف الدمشقية المفعمة بالحيوية. وكما كان لبعض هذه الأنماط أصول صينية، ووميض عربي شرقي، كان لها أيضا امتداد أوروبي في إسبانيا وكامل مناطق شمال حوض البحر الأبيض المتوسّط.
(الصور: مجموعة أعمال بحوزة متحف “أريانا”، مدينة جنيف، النص: عبد الحفيظ العبدلي، swissinfo.ch)
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.