مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حرائق الغابات في اليونان تستعر والأمطار تخفف من وطأتها في تركيا

تلة اجتاحتها الحرائق في ثراكوماكيدونيس قرب جبل بارنيس شمال أثينا في السابع من آب/اغسطس 2021 afp_tickers

تستمر حرائق مستعرة بالتهام آلاف الهتكارات في غابات اليونان مع مساحة قياسية في اليوم الحادي عشر من صيف “أشبه بكابوس” على ما قال رئيس الوزراء اليوناني، في حين يبدو أن الوضع في تركيا المجاورة يستقر.

وقال تاسوس تسيليفاكوس وهو متقاعد استطلعت وكالة فرانس برس رأيه في بيفكوفيتو شمال أثينا “إنها كارثة مروعة. أخشى أن أحفاد أحفادي سيتمكنون فقط من العودة مجددا إلى هذه الأرض. إنها كارثة هائلة”.

على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من العاصمة اليونانية يستمر الحريق بالتقدم شرقا وباتجاه بحيرة ماراثون أكبر خزان للمياه يغذي أثينا بعدما تسبب بإخلاء نحو عشر بلدات.

وأجتاح الدخان الكثيف والروائح الناجمة عن هذا الحريق أجواء العاصمة اليونانية مجددا.

في بلدة بيفكوفيتو الذي يعني اسمها “غابة صنوبر” باليونانية لم يتبق سوى أشجار صنوبر متفحمة وأطلال منازل. وخلف الحريق مشهد دمار تام.

وقال الستيني أيوس ستيفانو في تصريح بثته محطة “ألفا تي في”، “رأينا منزلنا يحترق عبر التلفزيون. ابني لا يزال يبكي حتى الآن من هول الصدمة”.

وتعهد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس صباح السبت من مقر هيئة الإطفاء في أثينا أنه “عندما ينتهي هذا الكابوس، سنصلح كل الأضرار في أسرع وقت ممكن”.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فكتب في تغريدة السبت إن “فرنسا تقف إلى جانب اليونان المتضررة جدا من هذه الحرائق”. وقد أرسلت باريس ثلاث طائرات لمكافحة الحريق و80 إطفائيا يشاركون في عمليات المكافحة منذ الخميس شمال أثينا.

وأتت أيضا تعزيزات من قبرص وكرواتيا ورومانيا والسويد وسويسرا لمؤازرة ما لا يقل عن 1450 عنصر إطفاء يونانيين يواصلون السبت معركتهم الشرسة لمكافحة خمسة حرائق كبرى في جزيرة إيفيا الواقعة على مسافة 200 كيلومتر شرق أثينا، وثلاثة حرائق في شبه جزيرة بيلوبونيزي غربا.

وأفاد نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي إن 52 حريقا رصد السبت في اليونان . وقد أتت الحرائق على 1700 هكتار كمعدل وسطي خلال الفترة نفسها بين العامين 2008 و2020.

– الأمطار تساعد في تركيا –

في المقابل، يبدو أن الوضع يستقر نسبيا على السواحل التركية حيث لا يزال 13 حريقا مستعرا السبت من أصل 200 في الأيام الأخيرة.

وساهم هطول الأمطار على جنوب غرب تركيا في تحسين الوضع في منطقة انطاليا. وأفادت السلطات المحلية إن الحرائق باتت تحت السيطرة حتى في مانافغات حيث يتواصل هطول المطر السبت.

ويواصل الاطفائيون الأتراك بمساعدة عدد كبير من المتطوعين جهودهم في منطقة موغلا حيث أخليت ثلاثة أحياء على ما قالت البلدية.

وعلى جانبي بحر إيجه أتت الحرائق التي أججها القيظ الشديد على مئات المنازل.

في جزيرة إيفيا اليونانية حيث تفاقم الوضع السبت أجلي أكثر من 1300 شخص بحرا خلال الليل من بلدة ليمني الساحلية التي تحاصرها النيران. وأجلي أكثر من 20 آخرين صباح السبت على شاطئ روفييس في هذه الجزيرة الشاسعة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق أثينا.

وقال حاكم المنطقة فانيس سبانوس لوكالة الانباء اليونانية “لا تعرف أكثر من 300 عائلة أتى الحريق على منازلها أين تبيت وقد وجهت إلى فنادق. العدد هائل”.

ووعدت وزارة الداخلية اليونانية بمساعدة عاجلة قدرها 1,5 مليون يورو للمناطق المنكوبة.

في شبه جزير بيليبونيزي لا تزال التلال تحترق شرق موقع اولمبيا الأثري وفي منطقتي ماني وميسينيا.

وقالت رئيسة البلدية إيليني دراكولاكو في مداخلة مع قناة إي آر تي إن “النيران اجتاحت أكثر من 15 قرية” شرق ماني .

واضطر أكثر من خمسة آلاف مقيم وسائح الى الفرار من النيران التي أحرقت 50 في المئة من هذه المنطقة الجبلية والسياحية، وفق تقديرات رئيسة البلدية.

– مساحات محروقة قياسية –

في السابع من آب/أغسطس، تجاوزت مساحة المناطق المحترقة في اليونان العام 2021، سبعين ألف هكتار في مقابل معدل وسطي قدره 8800 هكتار في الفترة 2008-2020 وفقا لبيانات نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي.

وتصف مسودة تقرير للأمم المتحدة اطلعت عليها وكالة فرانس برس منطقة البحر الأبيض المتوسط بأنها “بقعة ساخنة في التغير المناخي”.

وقتل ثمانية أشخاص ونقل العشرات إلى المستشفيات بسبب 200 حريق تستعر في جنوب تركيا منذ أسبوع. كذلك، لقي شخصان حتفهما في اليونان وأصيب نحو عشرين شخصا من بينهم اثنان من عناصر الإطفاء نقلا إلى المستشفى وحالتهما حرجة.

وتواجه اليونان وتركيا موجة حر استثنائية يعزوها الخبراء إلى ظاهرة تغير المناخ. وتراوح الحرارة فيهما بين 40 و42 درجة مئوية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية